الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

ثورة تقنية من أجل رياضة «صديقة للبيئة»

ثورة تقنية من أجل رياضة «صديقة للبيئة»
6 مايو 2011 22:18
من المتوقع أن تبدأ الاختبارات على محرك “بيور” الصديق للبيئة، اعتباراً من نهاية العام الحالي، وذلك استعداداً لعام 2013، الذي سيشهد ثورة تقنية أخرى في بطولة العالم لسباقات فورمولا-1، من خلال الاعتماد على محرك من أربع اسطوانات سعة 6ر1 ليتر مع شاحن هوائي “توربو”. وفتح الاتحاد الدولي “فيا” الباب أمام الشركات المهتمة بتحضير المحركات، للعمل على محرك صديق للبيئة يخفف من حجم الانفاق المالي على سيارات الفئة الأولى ويقلل من حجم انبعاث ثاني أوكسيد الكاربون المضر بالبيئة. وتلقف مدير فريق بار سابقاً كريج بولوك مخطط الاتحاد الدولي وأسس شركة “بيور” التي تسعى لأن تكون أول المصنعين للمحرك الهجين الصديق للبيئة، وهو كشف أن تصميم المحرك في مسار متقدم وسيتم اختباره في وقت لاحق من العام الحالي. وأضاف بولوك الذي شغل منصب مدير أعمال بطل العالم السابق الكندي جاك فيلنوف، في حديث لموقع “اوتوسبورت” المتخصص: “بعدما تحدثنا مع العديد من الاشخاص العاملين في الرياضة، نرى بأننا متقدمين على غيرنا في هذا المجال، لا يجب أن ننسى بأن مرسيدس وفيراري ورينو لا تزال منشغلة بعملها على محرك الـ 8 اسطوانات الحالي وهذا الأمر سيستمر حتى 2012، وبالتالي هي منشغلة بتطوير محركاتها، فيما نركز نحن على محرك واحد في الوقت الحالي”. وفي معرض رده على سؤال حول ما إذا كان محرك “بيور” في وضع مشابه لفريق براون جي بي الذي تحضر بشكل مبكر من موسم 2008 لموسم 2009 ما ساهم بفوزه باللقب العالمي، أجاب بولوك: “أعتقد أن المقاربة التي اعتمدها فريق براون هوندا كانت ناجحة جداً وكان من الرائع بالنسبة لهم الفوز باللقب، لكن، وإن كان بامكاني القول ،إننا نعتمد المقاربة ذاتها، فمشروعنا في أول مراحله”. وأعرب بولوك عن ثقته بإيجاد الفريق الذي سيشتري المحرك قبل الانتهاء من العمل به، مضيفاً: “اعتقد أننا سنجد الزبائن قبل ذلك، أعتقد في الوقت الحالي بأنه سنجد الزبائن نظراً إلى مسار الأمور الحاصلة في البطولة، أنا متأكد من هذا الأمر، أي فريق، لا أملك أدنى فكرة”. ويأتي اعتماد المحرك “الأخضر” استناداً إلى سياسة الاتحاد الدولي للسيارات الساعي إلى تخفيضة التكلفة العالية التي تتكبدها الفرق والأخذ بعين الاعتبار المسائل البيئية، وقد عمل في الأعوام الأخيرة من أجل الوصول إلى مبتغاه من خلال تعديلات كثيرة أدخلها على أنظمة البطولة. ومن المؤكد أن الجميع اعتقد بأن زمن الشاحن الهوائي قد ولى (استعمل للمرة الأخيرة 1988)، لأن متابعي رياضة الفئة الأولى ما زالوا يتذكرون ضجيج محركات رينو وبرابهام بي أم دبليو والأحصنة الهائلة التي كانت تتمتع بها (1500 حصان) والانبعاثات التي كانت تصدر منها وتسبب بذرف دموع الأشخاص المتواجدين على بعد 100 متر من هذه السيارات. لكن الاتحاد الدولي وفريقه التقني وجدا طريقة للاستفادة من عودة الـ”توربو”، لكن هذه المرة بهدف استعمال قوة حصانية بديلة ومدروسة ستساهم في تخفيف انبعاثات ثاني أوكسيد الكربون مع المحافظة على السرعة. وستحدد سرعة دوران المحرك بـ 12 آلاف دورة في الدقيقة عوضاً عن 18 ألف حالياً، إلى جانب التوجه لاستعمال وقود بديل أو ما يعرف بـ “بيوكاربورانتس” ما سيقلص استهلاك الوقود بحوالي 30 بالمئة مع المحافظة على قوة حصانية عالية. من المؤكد أن الناحية البيئية أصبحت في الأعوام الأخيرة من هواجس القيمين على سباقات الفئة الأولى، خصوصاً أن رياضة المحركات بشكل عام تشكل هدفاً سهلاً لناشطي البيئة وذلك لأن سيارات الانتاج المستعملة يومياً تعتبر السبب الأساسي في المشاكل البيئية التي تؤثر على طبقة الأوزون وتسبب بارتفاع حرارة الأرض. واصبحت المشاكل البيئية مسألة حيوية في “الأجندات” السياسية والاجتماعية وفكرة أن سيارة فورمولا-1، تستهلك كماً هائلاً من الوقود خلال لفة واحدة يجعل هذه الرياضة عرضة لانتقاد واسع، وتخفيض الاستهلاك بحوالي 30 بالمئة عما عليه الوضع حالياً يعتبر خطوة هامة إلى الأمام لكن هل سيكون ذلك كافيا؟. إن ما تسببه سيارات فورمولا-1 خلال موسم واحد أقل من الضرر الذي تسببه طائرة شحن واحدة خلال رحلة واحدة، في حين أن إحدى النظريات العلمية تقول، إن رياضات كرة المضرب والجولف تتسبب باضرار بيئية أجسم من تلك التي تتسبب بها فورمولا-1. وجاء في أحد تقارير المجلات المتخصصة أن موسم فورمولا-1 موزع تقريبا على 18 مرحلة (19 حاليا)، فيما أن موسم رياضة الجولف يتوزع على 75 حدثاً كبيراً، في حين تقام 130 دورة كرة مضرب خلال العام الواحد. ويترافق مع هذه البطولات والدورات ضرراً كبيراً بالبيئة نظرا لاستعمال وسائل نقل متنوعة للانتقال من بلد إلى آخر وينطبق الأمر على الرياضيين ومشجعيهم، إلا أن التركيز ينصب على رياضة المحركات وفي الواجهة رياضة الفئة الأولى، إذ أن رياضتي كرة المضرب والجولف لا تشكلان وبأي شكل من الاشكال مشكلة بيئية بالنسبة لناشطي البيئة الذين يرون في فورمولا-1 مفتاحاً أساسياً قد يساهم بحلول كبيرة بسبب الدعم الذي تحصل عليه هذه الرياضة من مصانع السيارات والشركات الأم. ويرى ناشطو البيئة أن أي تقنية جديدة تهدف في هذه الرياضة إلى تقليل الانبعاثات ستنسحب على المصنع الأم وعلى سيارات الإنتاج، وهو ما دفع الاتحاد الدولي للعمل جنباً إلى جنب مع المصانع المشاركة في هذه الرياضة لكي يضمن مستقبل فورمولا-1. ويتشارك الاتحاد الدولي مع البيئيين حول أهمية علاقة رياضة الفئة الأولى مع المصانع الكبرى في ما يخص التكنولوجيا الجديدة التي يبدأ فيها العمل أولا في سيارات فورمولا-1 قبل أن تتحول إلى سيارات الانتاج، معتبراً أن التركيز على التكنولوجيا “السليمة بيئيا” في هذه الرياضة سيؤثر على سيارات الانتاج التي ستستعملها بعد نجاحها. ويبقى السؤال ما مدى تأثير هذه التعديلات على مستوى رياضة الفئة الأولى وسرعة سياراتها ونسبة التنافس؟ التاريخ يؤكد أن هذه الرياضة لم تتأثر بالتعديلات التي طرأت عليها منذ انطلاق البطولة بشكل رسمي على حلبة سيلفرستون البريطانية 1950، والدليل الأبرز على ذلك هو أن تحول المحركات من 12 اسطوانة إلى 10 ثم 8 مع تحجيم سعتها، لم يؤثر على السرعة والتنافس وهي ما تظهره الأزمنة المسجلة على كل حلبة، إذ أن سيارات اليوم تحقق الزمن نفسه إن لم يكن أفضل من تلك الذي حققته سيارات محرك الـ 10 اسطوانات في السابق أو المحركات المزودة بشاحن هوائي. وقد يكون الضجيج الذي يصدره محرك 4 اسطوانات سعة 6ر1 ليتر أقل من ذلك الذي يصدره المحرك الحالي أو الذي سبقه، إلا أن ذلك لن يؤثر على متابعي السباقات لأن واقع الأمور يشير إلى أن مشاهد سباقات اليوم لا يتذكر أو يقارن بين ضجيج محرك الـ 10 اسطوانات ومحرك الـ 8 اسطوانات والحالة نفسها ستنطبق على محرك 2013.
المصدر: لندن
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©