أكد معالي شينزو آبي، رئيس وزراء اليابان، أمس في أبوظبي، أهمية الدور الذي تلعبه الإمارات، في تحقيق الاستقرار العالمي في مجال الطاقة، مشيراً إلى أن الدولة تعتبر أحد مصادر تزويد اليابان بالطاقة وبصورة مستقرة ومنظمة طوال السنوات الماضية.
وأوضح آبي، في كلمته خلال افتتاح الدورة الثانية لمنتدى الأعمال الإماراتي الياباني، أنه بعد مرور أكثر من 40 عاماً على العلاقات الناجحة بين البلدين، فإن العلاقات الاقتصادية المشتركة وصلت إلى مراحل متقدمة في مجالات متعددة.
وأضاف “هناك فرص عديدة لزيادة التعاون خلال المرحلة المقبلة في مجالات مثل الطاقة، والطاقة النظيفة والنووية، إلى جانب مجالات أخرى مثل الطيران والنقل الجوي وتنمية الموارد البشرية وتطوير الخدمات الطبية، والأغذية وغيرها”.
وقال إنه سيتم افتتاح خط طيران جديد بين دولة الإمارات وإحدى المدن اليابانية في شهر يونيو المقبل، مشيراً إلى أن هذا الخط سيعزز عمليات النقل الجوي والتبادل التجاري بين البلدين.
وأضاف رئيس الوزراء الياباني أن هناك تعاوناً بين الجانبين في مجال تنمية الموارد البشرية، حيث استقطبت اليابان العديد من الطلاب الإماراتيين الذين تلقوا التعليم في مجالات متقدمة، وسيعملون على نقل جزء من الخبرة اليابانية للإمارات، كما سيساهمون في تنمية وتطوير الموارد البشرية الأخرى داخل الدولة.
وأكد شينزو آبي دعم اليابان للقطاع الطبي في الإمارات، ونقل المرضى الإماراتيين لتلقي العلاج باليابان إذا لزم الأمر، مشيراً إلى أن التميز والتقدم الطبي الياباني يعتبر من الجوانب المهمة التي يمكن أن تستفيد منها دولة الإمارات، لاسيما فيما يتعلق باستخدام التكنولوجيا الطبية المتطورة.
وأشار إلى وجود فرص أخرى للتعاون بين البلدين في مجالات مثل الرقابة الغذائية والأطعمة اليابانية، معرباً عن أمله في أن تشهد العلاقات الاقتصادية بين البلدين تطورات أكبر خلال المرحلة القادمة.
وأكد أن اليابان على استعداد لتقديم خبراتها في المجال التكنولوجي والتقني، والإسهام في إعادة بناء مشاريع الطاقة التي تعمل دولة الإمارات على تنميتها وتنفيذها، لافتاً إلى أن بلاده قد بدأت الحديث مع الإمارات للحصول على الغاز المسال، ما يشير إلى منطلق جديد في ظل الاتفاقيات الثنائية التي تجمع البلدين الصديقين.
ويهدف المنتدى الذي عقد بمشاركة معالي سهيل بن محمد المزروعي وزير الطاقة وبحضور أكثر من 400 مشارك من كلا البلدين، لتعميق الشراكة ويوسع التبادل التجاري بين البلدين في مختلف القطاعات ويأتي المنتدى ضمن إطار زيارة رئيس الوزراء الياباني للدولة.
وتضمن الحدث ثلاث جلسات شارك فيها معالي حمد الحر السويدي، عضو المجلس التنفيذي، رئيس دائرة المالية بأبوظبي، وعبد الله المسعود، رئيس المجلس الاستشاري الوطني لإمارة أبوظبي، ورئيس جمعية الصداقة بين الإمارات واليابان.
وناقشت الجلسة الأولى التعاون بين اليابان ودولة الإمارات في قطاعات الطاقة والصناعة وتطوير البنية التحتية، في حين ركزت الجلسة الثانية على تطوير الموارد البشرية وقطاع التعليم، واستعرضت الجلسة الأخيرة التعاون في مجالات الرعاية الصحية والرقابة الغذائية.
الجالية اليابانية
قال هيروشي كادا رئيس المركز الياباني للتعاون في الشرق الأوسط إن أكبر جالية لليابان في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا تعيش في الإمارات، مشيراً إلى أن أبوظبي تمتلك النفط وتعد من أغنى المدن عالمياً، فيما تتبوأ دبي مكانة عالمية لأعمال والسياحة بالمنطقة.
وأضاف في كلمته خلال أعمال المنتدى الياباني الإماراتي أمس، أن الإمارات تسعى للتنمية الشاملة من خلال الرؤى الفريدة للتعامل مع تحديات تطوير الاقتصاد وتنويع الموارد.
وأشار إلى أن المركز الياباني تأسس منذ 40 عاماً حيث قام بدمج الأعمال والسياسات، وعقد العام الماضي اجتماعات التشاور بين أبوظبي واليابان، وسيتم عقد الاجتماع الثالث بين الجانبين في نوفمبر المقبل.
وأكد أن قطاع الصناعة في اليابان قادر على طرح حلول متعددة في المياه والطاقة والبيئة، وتطوير الموارد البشرية، مشيراً إلى أن المنتدى يجسد متانة العلاقات بين الإمارات واليابان، ويهدف إلى تعزيز الروابط وزيادة التعاون بين البلدين بعد أكثر من أربعة عقود من الشراكة والتجارة في مجال الطاقة بين اثنين من أسرع بلدان العالم نمواً.
وفي بداية المنتدى، استعرض المنظمون اتفاقيات التعاون ومذكرات التفاهم التي تم توقيعها بين الجانبين في قطاع التعليم وإنتاج السيارات بالطاقة الشمسية والصحة والمياه والثقافة.
وعقدت خلال الملتقى 3 جلسات تم خلالها تقديم عروض لأكثر من 24 شخصاً، يمثلون عدداً من الجهات الحكومية والشركات الخاصة المعنية بقطاعات الطاقة والرعاية الصحية والصناعة وتطوير البنية التحتية وغيرها.
المزروعي: الإمارات تصدِّر ثلث إنتاجها من النفط إلى اليابان
? أبوظبي (الاتحاد)- قال معالي سهيل بن محمد المزروعي وزير الطاقة إن الإمارات تصدر ما يقارب ثلث إنتاجها من النفط الخام والمشتقات إلى اليابان، وكذلك منتجات الإمارات من الغاز الطبيعي المسال والذي يستخدم في توليد الكهرباء في طوكيو منذ عام 1977. وتحتل دولة الإمارات المركز الثامن ضمن أكبر الشركاء التجاريين لليابان.
وأضاف وزير الطاقة “تعتبر اليابان من أقدم وأعرق الشركاء التجاريين لدولة الإمارات، فمنذ قيام اتحاد دولة الإمارات العربية عام 1971 بادرت الحكومة اليابانية عن طريق الشركة اليابانية لتطوير النفط بالاستثمار في شركة أدما العاملة، واستمرت طوال هذه السنوات كشريك استراتيجي لإمارة أبوظبي في الصناعة النفطية”.
وتابع “تعد هذه الشراكة من الخطوات الأولى التي أسست أعمق العلاقات الإماراتية اليابانية لما يزيد على 40 عاماً”.
وقال المزروعي “تستورد الإمارات من اليابان المنتجات الصناعية والسيارات والأدوات الكهربائية والإلكترونية، حيث يعتبر المنتج الياباني متميزاً وذا سمعة كبيرة في الدولة من ناحية الكفاءة والجودة”.
وأكد أن العلاقات التي تربط الإمارات باليابان أكبر من مجرد علاقة تجارية.
وقال “نحن نعتبر اليابان شريكاً نتبادل معه الثقة ونعتمد عليه كما يعتمد علينا في الأوقات الصعبة”.
وأشار إلى قيام أبوظبي بتلبية احتياجات اليابان الاستثنائية من الطاقة خلال الفترة العصيبة التي مرت بها شركة كهرباء طوكيو “تبكو “، وذلك بعد كارثة فوكوشيما، مضيفاً أن هذا العمل “واجب تحتمه العلاقات الاستراتيجية التي تربطنا باليابان”.
وأضاف المزروعي “نسعى دائماً في دولة الإمارات لاستمرارية ودعم هذه العلاقة المتميزة مع اليابان، كما أننا نسعى كدولة منتجة للطاقة لاستقرار الأسعار في العالم مما يمكن الدول المصدرة والدول المستهلكة تنمية اقتصاداتها بوتيرة مدروسة ومستدامة”.
وأعرب عن تطلعه أن يعمل المشاركون في المنتدى من الجانبين على تعزيز الشراكة، بما يتناسب مع سقف التوقعات من المسؤولين في كل من دولة الإمارات واليابان.
رئيس المجلس الاستشاري: أبوظبي مركز عالمي لاستقطاب المستثمرين
? أبوظبي (الاتحاد) - أكد عبدالله المسعود رئيس المجلس الاستشاري الوطني لإمارة أبوظبي رئيس جمعية الصداقة الإماراتية اليابانية، أن أبوظبي تعد مركزاً لاستقطاب وجذب المستثمرين من أنحاء العالم.
وقال في كلمته خلال افتتاح منتدى الأعمال الإماراتي الياباني أمس “إن الإمارات ترتبط بعلاقات متميزة مع اليابان في مختلف المجالات، خاصة المجال الاقتصادي”، لافتاً إلى أن الإمارات تعد أحد أكبر الشركاء التجاريين لليابان عالمياً”.
ودعا المسعود جميع المؤسسات والشركات اليابانية التي تتصف بسمعة طيبة، للاستثمار في الإمارات، والتأكيد على تأسيس وحدات انتاجية وتجميعية لهذه الشركات في أبوظبي، والاستفادة مما توفره الإمارة من تيسيرات وخدمات.
وأكد استعداد الجانب الإماراتي لدعم الشركات اليابانية الراغبة في توسعة أعمالها بالدولة.
وأفاد بأن العامين الماضيين شهدا تطوراً في علاقات التعاون والاستثمار بين الجانبين، حيث تم توقيع اتفاقية إنشاء مجلس أبوظبي اليابان الاقتصادي لتنمية التبادل التجاري وفتح آفاق التعاون بين الجانبين، لضمان استمرار هذه العلاقات وتحقيق الاستفادة القصوى منها.
وأشار إلى أن الجمعية قامت منذ تأسيسها بدور فعال في توطيد الصداقة والتعاون بين الجانبين، حيث قامت الجمعية بفتح خطوط الطيران المباشر بين الدولتين، ما ساعد على سهولة التواصل وازدهار حركة التجارة ودعم الاقتصاد وفتح آفاق جديدة لإقامة المشروعات المشتركة التي تعود بالنفع على الجانبين. وأشار المسعود إلى أن حكومة إمارة أبوظبي تولي مسألة تأهيل المواطنين أهمية بالغة، انطلاقاً من إيمانها بأنهم دعامة ومستقبل الإمارات، ما يستدعي تطوير وتفعيل التواصل والتعاون مع اليابانيين في تقديم الدعم لتطوير مهارات وكفاءات الموارد البشرية في الإمارات.
وأعرب عن اعتقاده بأن دولة الإمارات ستستفيد من الخبرات اليابانية وستعمل على تسخيرها لمشاريعها في العديد من القطاعات المهمة، ومنها القطاع الطبي وتأهيل كوادره، متوقعاً أن يتواصل هذا التعاون من خلال استخدام التكنولوجيا الطبية في البلاد، إلى جانب خبراتها في مجال الرقابة الغذائية.
عدد اليوم
