الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

افتتاحية «رياضة المرأة» ترسخ مفاهيم الخدمة الوطنية

افتتاحية «رياضة المرأة» ترسخ مفاهيم الخدمة الوطنية
5 مايو 2015 00:59
أبوظبي (الاتحاد) حفلت الجلسات الافتتاحية لمؤتمر رياضة المرأة بالنقاشات المثيرة حيث تناولت جلستا اليوم الأول العديد من المحاور المهمة التي تعكس اختلاف المؤتمر وتقدمه من عام لآخر، بما يؤكد على تحقيق الهدف منه والمتعلق بتقدم رياضة المرأة ودفعها إلى المقدمة، واستكمالاً لمسيرة نجاح الرياضة النسائية. وتناولت الجلسة الأولى والتي أدارتها الإعلامية الأردنية علا الفارس مقدمة أخبار وبرامج في قناة «MBC»، محور «دور الرياضة في تطوير المجتمع وثقافته»، وضمت قائمة المتحدثين كل من الدكتورة مـوزة الشحي عضو مجلس إدارة أكاديمية فاطمة بنت مبارك للرياضة النسائية، رئيسة اللجنة العلمية في المؤتمر، والماليزية بينج تشو لو عضو اللجنة الأولمبية الدولية، عضو مجلس التعاون الدولي والتنمية، والأسبانية ماريسول كاسادو عضو اللجنة الأولمبية الدولية، رئيسة الاتحاد الدولي للترايثلون، والبطلة الأولمبية البريطانية كيلي هولمز الحائزة على ذهبية سباقي 800 متر و1500 متر في دورة الألعاب الأولمبية أثينا 2004. وبدأت نقاشات الجلسة الافتتاحية الدكتورة موزة الشحي، حيث كان محور حديثها الخدمة الوطنية ورياضة المرأة متطرقة إلى «مشروع الجاهزية الوطنية»، بموجب مذكرة التفاهم بين أكاديمية الشيخة فاطمة بنت مبارك وهيئة الخدمة الوطنية، مستندة بالقانون الاتحادي الذي أصدره صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، رقم 6 لسنة 2014، بشأن الخدمة الوطنية والاحتياطية بأهداف تؤكد على غرس وترسيخ قيم الولاء والانتماء والتضحية في نفوس أبناء الوطن، ومن هذا القرار السامي أتاح الفرصة للمرأة الإماراتية في أن تلتحق بالقوات المسلحة الإماراتية من خلال الخدمة الوطنية. وكانت أولى محاور نقاش الدكتورة موزة حول الفارق بين اللياقة البدنية والجاهزية البدنية، مشيرة إلى أنهما يختلفان من حيث المفهوم، فاللياقة البدنية هي الحياة الصحية وقدرة الشخص على القيام بالتمارين الرياضية والوظائف المطلوبة، ويتحقق ذلك من خلال التغذية الصحية وممارسة الرياضة. وأضافت: «العمل في القوات المسلحة يتطلب عاملاً آخرها للياقة البدنية، وهي الجاهزية البدنية أي أن يكون الشخص قادرا على تلبية المتطلبات في أي موقف يصادفه سواء كان واجبا أو مهمة من أجل تحقيق النصر في المهمة المطلوبة». وعرضت الشحي فيلما وثائقيا خاصا بمدرسة خولة بنت الأزور العسكرية، يوضح من خلاله التدريبات الخاصة الرياضية لمنتسبات المدرسة، والدعم الكبير التي توليه القيادة الرشيدة في توفير كافة الإمكانيات التي من خلاله تستطيع الفتاة الإماراتية ممارسة الرياضة ضمن نطاق العمل بشكل صحي ومثالي. وسردت الشحي من خلال الجلسة النقاشية العديد من الفوائد المرجوة من البرامج المطبقة للخدمة الوطنية، وكانت في مقدمة هذه الفوائد أن ممارسة الرياضة تساعد في التحكم بالوزن، حتى يحصل منتسبو الخدمة الوطنية من الجنسين على الوزن المثالي، والذي من شأنه أن يقيهم من الكثير من الأمراض وفي مقدمتها أمراض السمنة والسكري والقلب. وأكدت أن إحدى الفوائد الفردية التي يكتسبها منتسبو الخدمة تحسين الحالة النفسية وترفع من طاقة الجسم، والعديد من الفوائد الأخرى. واختتمت الشحي محور نقاشها عند مقولة بريجهام يونج «إذا علمت رجلاً فقد ثقفت رجلاً، وإذا علمت امرأة فقد علمت جيلاً». ووجهت المتحدثة الثانية في الجلسة الأولى، الماليزية بينج تشو لو عضو اللجنة الأولمبية الدولية، عضو مجلس التعاون الدولي والتنمية، الشكر والتقدير في مستهل نقاشها إلى سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك «أم الإمارات»، على الدعوة الكريمة لحضور المؤتمر وتبادل الخبرات والتجارب الثرية في المجال الرياضي، وعلى دعمهم ورعايتهم للمؤتمر في دورته الثالثة. وأكدت بينج تشو على أهمية الرياضة في دولة الإمارات والعالم أجمع، مستشهدةً بمقولة السياسي نيلسون مانديلا «الرياضة لها قوة تغيير العالم.. وأمل في التغير»، مؤكدة أن الرياضة مصدر إلهام ولها قوة كبيرة في تغير جوانب كثيرة في حياة الأشخاص، وهي تستخدم في ماليزيا كأداة للتغيير في بلد تعددت به الجنسيات والعرقيات والديانات، وهي حق مشروع للجميع من النساء والرجال، من أجل تحقيق التكافؤ للوصول إلى رياضة بلا حواجز. وأوضحت أن معدلات الوفيات بازدياد نتيجة أمراض السمنة والسكري، مشيرة إلى أن هذه الأمراض نستطيع التغلب عليها، والحد منها من خلال ممارسة الرياضة، مؤكدة أن هناك رابطا قويا بين الرياضة والجسم السليم، فهي تغير من سلوكيات العديد من الأشخاص، وعلى رأسهم مدمنو المخدرات، والكثير من العادات السيئة التي يمكن القضاء عليها بممارسة الرياضة. وأوضحت أن الرياضة أداة مهمة لإيصال القيم التعليمية للشباب والأطفال، وهناك أبحاث علمية تؤكد أنها تعمل على رفع كفاءة الاستيعاب والتحصيل العلمي، وبالإضافة إلى تقليص العنف لدى الرجال ضد النساء، وتقديم كامل الاحترام لهن، كما تمكن النساء من السيطرة على حياتهن والرفع من معنوياتهن للوصول إلى حياة مثالية تخلو من المشاكل البدنية والنفسية. 6 أهداف للخدمة الوطنية أبوظبي (الاتحاد) خطفت الدكتورة موزة الشحي الأضواء خلال الجلسة النقاشية عندما عرضت لأهداف الخدمة الوطنية الستة المتعلقة بالصحة والرياضة، ويأتي الهدف الأول في إنشاء نمط حياة صحي ضمن أفراد ومنتسبي الخدمة الوطنية، وثانياً ضمان الاستعداد البدني للفرد للقيام بالفنون العسكرية المحددة من خلال تنفيذ التدريب البدني، وثالث الأهداف في تحسين المدخول الغذائي لمنتسبي الخدمة، ورابعاً الحد من حدوث إصابات العضلات والعظام وتقليص الوقت الذي يستغرقه الفرد للعودة إلى كامل لياقته بين أفراد الخدمة الوطنية، وخامساً تطوير وتقوية الأفراد على المهارات النفسية اللازمة لدعم مهام عمله في الخدمة الوطنية، أما سادس الأهداف وآخرها فهو تقوية البنية الجسمانية لتنفيذ مختلف التدريبات من خلال تطبيق تدريبات اللياقة البدنية. وأكدت أن أهم أهداف الخدمة الوطنية يكمن في تحويل المنتسب من الصفة المدنية إلى العسكرية، من خلال الاهتمام بأمرين مهمين هما الجسد والعقل والعمل على تقويتهما عن طريق جوانب عدة مثل التغذية والحمية والأداء البدني، على أن يكون الاهتمام في الجانب العقلي من خلال الدعم النفسي والتثقيف الصحي. ارتفاع المشاركة النسائية أبوظبي (الاتحاد) عرضت بينج تشو إحصاء توضيحي لمشاركة النساء في الألعاب الأولمبية، حيث بلغت أول مشاركة للنساء 2% فقط لعام 1900، للألعاب الأولمبية التي أقيمت في العاصمة الفرنسية باريس، وارتفعت نسبة مشاركتهن في النسخ التي بعدها، حيث بلغت نسبة مشاركة النساء في الألعاب الأولمبية عام 1964 في طوكيو 13%، وارتفعت النسبة عام في لوس أنجلوس 1984 إلى 23%، ثم ارتفعت بشكل ملحوظ في الدورة التي استضافتها بكين عام 2008 إلى 43%، أما في لندن عام 2012، فحصل ارتفاع طفيف بنسبة 44%، وكانت آخر الإحصائيات في دورة الألعاب الأولمبية الشتوية في سوتشي بنسبة مشاركة تصل إلى 40%، متمنية أن تصل مشاركتها إلى 50% في الأولمبياد القادمة 2020. 4 معايير لترسيخ المفهوم أبوظبي (الاتحاد) استعرض الحاضرون قبل ختام الجلسة النقاشية الأولى، أربعة معايير مهمة للجنة الأولمبية في ترسيخ مفهوم رياضة المرأة، أولاً خلال مشاركة المرأة في الألعاب الأولمبية، ثانياً، دعمها في المشاركة والانخراط في المجالات الرياضية، ثالثاً، رفع التوعية، على أن يكون رابع المعايير في دعم برامج التدريب للنساء. وشددت في ختام حوارها النقاشي على أهمية ترسيخ مبدأ التكافئ بين الرجال والنساء، نظراً للنجاحات التي حققتها المرأة، ما زالت تسعى لتحقيقها في مختلف الرياضات، وكان ذلك ملحوظاً في الأولمبياد. هولمز تستعرض قصة كفاحها أبوظبي (الاتحاد) استعرضت البطلة الأولمبية البريطانية كيلي هولمز تجربتها في دعمها للرياضة في المجتمع، مستعرضةً قصة كفاحها في تحقيق حلمها، بعد فشلها في تحصيلها الدراسي، والذي كان مثابة مفترق طريق في أن ترسم نجاحاً من طريق آخر وفي المجال الرياضي بالتحديد، حيث حققت ما كانت تحلم به، حيث أصبحت عداءة عالمية حائزة على ذهبية سباقي 800 متر و1500 متر في دورة الألعاب الأولمبية أثينا 2004. ديفيس من حادث مأساوي إلى بطلة رياضية الجلسة الثانية تعرض نجاحات ذوي الاحتياجات الخاصة أبوظبي (الاتحاد) تحت عنوان «نعمة خفية.. الرياضة وذوي الاحتياجات الخاصة» جاءت نقاشات الجلسة الثانية على نفس الوتيرة حافلة، حيث سردت المتحدثة الأولى الأميركية ما في ديفيس، قصة كفاحها في مواصلة حلمها رغم الشلل الذي أصابها وجعلها مقعدة نتيجة الحادث الذي تعرضت له في سن الـ16 سنة، وهي تمارس رياضتها المفضلة في التزلج على الجليد، حيث فقدت السيطرة وطارت 5 أقدام لترتطم بشجرة، ومن ثم بشجرة أخرى لتنكسر خوذة الرأس لتتعرض لإصابات مختلفة في جسمها. وأكدت رغم الإعاقة غير المتوقعة، لم يقف شيء أمام إرادتي، مؤكدة بأنها لم تقف عاجزة اليدين عن تحقيق ما كانت تطمح إليه منذ طفولتها، بأن تكون بطلة أولمبية في رياضة التزلج على الجليد. وبعثت رسالة مهمة لجميع أولياء الأمور من لديهم أبناء من ذوي الإعاقة، مشيرة بالدور الكبير الذي يلعبه الأهل في إقناع أبنائهم لممارسة الرياضة في ظل الإعاقة التي يعانون منها، لما فيها من فوائد عديدة سردتها ضمن الجلسة النقاشية بذوي الاحتياجات الخاصة. وعرض سهيل النشاش النجم الأولمبي والرياضي الأردني البارالمبي، المتحدث الثاني في الجلسة النقاشية الثانية، قصته مع فقدان بصرة، وكيف زادت من عزيمته في أن يكون بطلا رغم الإعاقة، حيث تغلب عليها من خلال التدريب المستمر الذي أهله بأن يكتشف نفسه كبطل، وبإشراف من اللجنة الأولمبية. وتناول النشاش تجربته مع الإعاقة بعد فقدانه للبصر بشكل كامل في سن الثامنة عشرة، نتيجة خطأ طبي في علاج الحساسية التي أصابت عينيه في سن الثالثة عشرة، وكيف أن دعم الأسرة له ووقوفهم خلفه منعه من الشعور باليأس والإحباط وشجعه على الانخراط في النشاط الرياضي لينضم إلى أحد أندية ذوي الاحتياجات الخاصة الرياضية. وشدد سهيل على أهمية الدور الذي تلعبه المؤسسات الرياضية المحلية والإقليمية في اكتشاف وتطوير قدرات الرياضيين ذوي الاحتياجات الخاصة، مشيداً بالدور الذي لعبته اللجنة الأولمبية الأردنية في مسيرته الرياضية من خلال مساندتها له والإشراف على تدربه على رياضتي العدو والوثب الطويل. كما أكد بأن الرعاية والاهتمام اللذين حظي بهما من أسرته ومؤسسات المجتمع المعنية ساهما في تكيفه مع فقدانه للبصر بسرعة، ليصبح فيما بعد مدرباً للمكفوفين في فن التنقل والحركة وساعده على قهر الإعاقة ليصبح أول عداء عربي كفيف يقطع مسافة 42 كم في ماراثون عمّان الدولي ويفوز بميداليته الفضية. ثريا الزعابي: إعاقتي سر نجاحي أبوظبي (الاتحاد) شكرت البطلة البارالمبية الإماراتية ثريا الزعابي، سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك «أم الإمارات»، على جهودها المتواصلة ودعمها اللامحدود للمرأة الإماراتية وخصوصاً ذوات الاحتياجات الخاصة والذي لولاه ما كانت سيدات وفتيات الإمارات ليصلن إلى هذه المكانة والدور الفعال الذي يلعبنه في مسيرة نهضة بالدولة، مشيرة إلى أن رعايتها الكريمة للنسخة الثالثة من المؤتمر الدولي للرياضة النسائية هو مثال حي لما توليه سموها من تقدير لدور النساء في بناء المجتمع ومسيرة نهضته. وطرحت الزعابي خلال الجلسة تجربتها مع رياضة ذوي الاحتياجات الخاصة، مشيرة إلى أن الإعاقة الجسدية التي تعرضت لها كانت سبباً في دفعها نحو النجاح والتميز بدلاً من أن تصيبها باليأس والإحباط، لتتخذ من شعار «إعاقتي سر نجاحي»، أسلوبا لحياتها جعلها تحقق النجاح تلو الآخر. وتناولت إصابتها بالإعاقة الجسدية جراء الإصابة بالشلل الدماغي في الثامنة والعشرين من العمر، نتيجة انقطاع في الإمداد الدموي عن جزء من المخ سبب شللاً في الجزء الأيسر من جسدي، وقال: «إيماني بأن ما أصابني هو مجرد ابتلاء، دفعني للتحدي بالانضمام إلى نادي دبي للرياضات الخاصة وممارسة الرياضة، والتفوق فيها بحصد الميداليات الذهبية في العديد من المنافسات المحلية والإقليمية والدولية التي شاركت بها».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©