تعد الخطوة التي أقدمت عليها سوق دبي المالي وناسداك دبي يوم الأحد الماضي والخاصة بتكامل النظم وربط عمليات التداول عبر شاشة واحدة، “بروفة” باتجاه دمج الأسواق المالية في الدولة.
فنجاح عملية الربط التشغيلي لبورصتين مختلفتين هيكلياً وتنظيمياً عبر منصة التداول في سوق دبي المالي يبرهن على قدرة الأسواق المحلية على الاندماج إذا توافرت الرغبة اللازمة.
أتاح ربط سوق دبي المالي مع ناسداك دبي لأكثر من نصف مليون مستثمر، التداول على الأسهم المدرجة في كلتا السوقين بسهولة ويسر وهو من شأنه تعزيز مستوى السيولة وتشجيع المزيد من الإدراجات.
صحيح أن الانعكاسات الإيجابية لهذا الدمج لن تظهر في الوقت الراهن نتيجة لما تمر به الأسواق المحلية والعالمية من تراجع في أحجام التداولات
وانخفاض الأسعار إلا أن أهمية هذه الخطوة ستظهر في الأجل الطويل مع تعافي الأسواق.
ولهذه الخطوة أثار إيجابية على مستويات عدة، فعلى مستوى الاقتصاد الوطني يعتبر الدمج نواة لقيام سوق مالية وطنية قوية من حيث القيمة السوقية للشركات المدرجة، ما يعزز من مكانة الدولة كمركز مالي إقليمي.
وعلى مستوى المستثمرين الأفراد تتيح عملية الدمج إمكانية تداول البورصتين برقم مالي واحد للمستثمر خلافاً لما كان عليه الوضع في السابق حيث يتوجب على المستثمرين الحصول على رقم مستثمر لكل سوق، فضلاً عن سهولة وحرية التنقل والتداول على الأسهم المدرجة في كلتا السوقين إلى جانب انعكاساتها الأخرى على تكاليف شركات الوساطة وإيرادات السوق.
ومن شأن تداول الأوراق المالية المدرجة في ناسداك عبر منصة سوق دبي المالي أن يتيح أدوات وخيارات استثمارية متنوعة للمستثمرين، كما أنه يفتح الباب أمام الشركات الراغبة في إدراج و تداول أسهمها وفقاً للمعايير العالمية التي توفرها ناسداك دبي.
وفيما يتعلق بتأثير هذه الخطوة على الأسواق، فقد يكون مردودها أوسع على المدى المتوسط مع تزايد أحجام التداول وتعزيز جاذبية سوق دبي للإدراجات خاصة بالنسبة للشركات العالمية وذلك بعد الخيارات التي يوفرها الاندماج أمام الشركات بحرية طرح 25% أو 55% من أسهمها للتداول في سوق محلية عالمية.
إن إنجاز دمج ناسداك دبي في سوق دبي المالي خطوة أولى على طريق دمج الأسواق المالية في الدولة كافة، وهي خطوة آن الأوان لدراسة جدواها سواء على الاقتصاد الوطني أو السوق المالية والمستثمرين على حد سواء.
عاطف عبدالله | atef.abd llah@admedia.ae
عدد اليوم
