الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

الأمطار تنعش مزارع الفجيرة و «مسافي» تبتهج و «سكمكم» أكثر المتضررين

الأمطار تنعش مزارع الفجيرة و «مسافي» تبتهج و «سكمكم» أكثر المتضررين
3 مايو 2013 14:12
تباينت آثار الأمطار الغزيرة التي شهدتها إمارة الفجيرة، فبينما استبشر مزارعون في «مسافي» بموسم غني بالمحاصيل، جرّاء ما أسموه أمطار «الروايح»، تضررت البيوت الشعبية التي شيدت قبل التسعينيات، فيما حاصرت مياه الأودية بيوتاً في الفصيل والمضب والقرية وقراط، إلا أن «سكمكم» كانت الأكثر تضرراً من غيرها. من جهة أخرى، واصل 700 طالب وطالبة في 3 مدارس غيابهم لليوم الثاني على التوالي بسبب الأمطار الشديدة التي قطعت عليهم الطريق، ما دفع المنطقة التعليمية إلى تعطيل الدراسة بمدارس الفرفار والإتقان والثانوية وأبو جندل، مع توقعات باستئناف الدراسة الأحد المقبل. ولم تكن الصورة أفضل حالاً على بعض الطرق الداخلية التي أصيبت بتشققات عديدة قد تؤثر على حركة السير فيما بعد، في الوقت الذي شهد فيه شارع ميناء الفجيرة شلل مرورياً تاماً، ولليوم الثالث على التوالي، حيث لم تنجح معه جميع المحاولات في تخفيف حدة الزحام، وتعطلت الكثير من السيارات بسبب كميات المياه المتراكمة عليه، الأمر الذي جدّد مطالب بسرعة تنفيذ مشروعي السد والقناة المائية الخاصة بتصريف مياه الأمطار. في السياق ذاته، وعدت شرطة الفجيرة واللجنة العليا للكوارث بإنهاء الأزمة المرورية الناجمة عن هطول الأمطار على شارع الميناء والشوارع الداخلية اليوم، مشيرة إلى أن الفترة الماضية لم تشهد حوادث كبرى. وفي التفاصيل، استبشر مزارعون بهطول الأمطار خلال اليومين الماضيين، وأكدوا أنهم أكثر المستفيدين منها لما لها من مردود جيد على الزراعة وزيادة المحاصيل، وتقليل نسبة الملوحة في التربة، إضافة إلى دورها الكبير في رفع منسوب المياه الجوفية والآبار. وأشاروا إلى أن هذه الأمطار تعرف محلياً بـ”الروايح”، وتستمر فترة طويلة، وكمياتها كبيرة بسبب اقتراب فصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة. «الاتحاد» التقت المواطن علي المحرزي صاحب عدد من المزارع المحيطة بعين مسافي في منطقة مسافي التابعة لإمارة الفجيرة، وهي المنطقة الشهيرة بإنتاج أفضل المحاصيل الزراعية على الإطلاق في الساحل الشرقي. ولفت المحرزي إلى أن هطول الأمطار كان بكميات كبيرة، وهي أمطار خير ورحمة، وتعود على المزارعين بالنفع الكبير، لأنها ملأت السدود وروت التربة الزراعية، وجعلتها مهيأة بشكل أكبر لاستقبال فصل الصيف الحار، منوهاً بأن “الروايح” غالباً ما تكون بين فصلي الشتاء والصيف. ورغم كمياتها الكبيرة التي تستفيد منها المزارع بشكل كبير، إلا أن مزارعين توقعوا ألا تدوم طويلاً، وألا تصل جميعها إلى المياه الجوفية، بسبب زيادة نسبة التبخر خلال الفترة المقبلة، تزامناً مع دخول فصل الصيف، لكنهم قالوا إن فائدتها تكمن في تهيئة التربة في مقاومة حرارة فصل الصيف. ونوه المحرزي بما تزخر به مزارع المواطنين من خيرات المحاصيل الزراعية على مدار العام، بسبب تطور الوسائل الزراعية، حيث شهدت الأشهر الثلاثة الأخيرة زيادة في محاصيل الحمضيات وبكميات جيدة غطت الأسواق المحلية، وكانت أسعارها مناسبة وفي متناول الجميع لأنها أقل سعراً من المستورد. وقال “إن الفترة الماضية شهدت إنتاج محاصيل محلية أخرى، مثل التوت الذي يعرف محلياً بـ”الفرصاد”، إضافة إلى محصول “النبق”، و”الشينكو”، كما سيبدأ موسم الرطب والمانجو قبل نهاية الشهر، بينما تنتج المزارع ابتداء من موسم الصيف، العديد من أنواع الفواكه وتستمر لأشهر مقبلة، مثل البطيخ والشمام والتين والرمان وثمرة الجوافة”. وتابع: “كما تنتج المزارع خلال هذا الموسم الخيار والكوسا والطماطم والبطاطس، إضافة إلى الخضراوات الورقية مثل الجرجير والفوطن وغيرها”. ولفت المحرزي إلى أن مسافي تعرضت لهطول أمطار 13 مرة خلال 7 أشهر فقط، مشيراً إلى أن موسم الأمطار هذا العام كان وفيراً. غياب متواصل من جهة أخرى، واصــل 700 طـالب وطــالبة في 3 مدارس بالفجيرة غيابهم لليوم الثاني على التوالي بسبب هطول الأمطار الشديد، حيث قطعت عليهم الطريق، ما دفع المنطقة التعليمية إلى تعطيل الدراسة بمدارس الفرفار للتعليم الأساسي والإتقان للتعليم الأساسي والثانوية وأبو جندل للتعليم الأساسي، بحسب مشعل الخديم رئيس قسم المناهج والبرامج التربوية بمنطقة الفجيرة التعليمية. وأكد الخديم أن المنطقة جددت قرارها بتعطيل الدراسة لليوم الثاني على التوالي بعد هطول المزيد من الأمطار على الفجيرة، ما أدى إلى تفاقم مشكلة الطرق والأودية مرة أخرى، حيث استحال فتح تلك المدارس، مشيراً إلى إمكانية استئناف الدراسة في تلك المدارس الثلاث الأحد المقبل. إلى ذلك، كشفت الأمطار التي هطلت على إمارة الفجيرة على مدى اليومين السابقين خللاً في البنية الأساسية للطرق والبيوت الشعبية ونظم الأمن والسلامة، خاصة في مجاري الأودية التي اجتاحت السدود الحصوية لتملأ الشوارع الرئيسية كما هي الحال في شارع الفجيرة / مربح الذي أصيب بالشلل التام على مدى يومين متتاليين، وعادت الحركة إليه تدريجياً وإن كانت بشكل طفيف. كما كشفت الأمطار خللاً في البيوت الشعبية، خاصة تلك التي شيدت قبل فترة التسعينيات، حيث تشققت بعض جدرانها، وسقطت كتلاً من الإسمنت من أسقف البعض الآخر، كما حاصرت مياه الأمطار، ممثلة في الأودية، بيوتاً كثيرة في مناطق سكمكم والفصيل والمضب والقرية وقراط، وغيرها من المناطق. وأصيبت بعض الطرق الداخلية بتشققات عديدة قد تؤثر على حركة السير فيما بعد، خاصة بعد اتساع حجم تلك التشققات التي تعد خللاً فنياً كبيراً في تلك الطرق في المستقبل القريب. وتعد منطقة سكمكم من المناطق التي تأثرت كثيراً بمياه الأمطار، حيث أصيب أكثر من بيت بانهيارات في أسواره الخارجية، خاصة تلك البيوت التي أقيمت قبل عامين في أودية تم دفنها بطرق خاطئة، ما أدى مع تكاثر المياه حول تلك البيوت إلى هبوط في تلك الأودية، فأصيبت الأعمدة الإسمنتية بانهيارات. وأعربت عائشة حسن اليماحي عن اعتقادها بأنهم يعيشون مشكلة حقيقية، خاصة بعد أن هطلت الأمطار للمرة الثانية، حيث جلب الوادي ما كانت البلدية ودائرة الأشغال قد أزالته من حصى وبقايا مزارع، وحوصرنا لمدة ثلاثة أيام، ولم نستطع الخروج من بيوتنا خوفاً من مياه الوادي، وما بها من حصى ومخلفات. أما راشد نهيول خميس من منطقة الحيل بالفجيرة فقال: “كان بيتي أثناء المطر مثل الشارع، تتساقط منه الأمطار بعد اجتيازها الأسقف، ولا نستطيع عمل أي شيء سوى الخروج مع عائلتي والبقاء في ساحة البيت خوفاً من تساقط الأسقف، لاسيما أن البيت قديم وتمت صيانته مؤخراً للمرة العاشرة دون جدوى”. شلل مروري وشهد شارع ميناء الفجيرة لليوم الثالث على التوالي، شللاً لم تنجح معه جميع المحاولات في تخفيف حدة الزحام عنه، حيث تعطلت الكثير من السيارات بسبب كميات المياه المتراكمة عليه والآتية من أودية سكمكم والجبال المحيطة بهذا الشارع، وطالــب مرتادو الطريق المسـؤولين بسرعة تنفيذ مشروعي السد والقناة المائية الخاصة بتصريف مياه الأمطار. وقال عبيد داوود: “أنا قادم من دبا واستغرقت الرحلة حوالي 30 دقيقة إلى أن وصلت إلى القرية، حيث قطعت المسافة من القرية حتى الميناء البحري في 3 ساعات، وعانيت كثيراً لاجتياز الشارع بسبب المياه التي كادت أن توقف محرك سيارتي”. وقال عامر خليفة الصريدي: “نطالب بإيجاد حلول عاجلة لمشكلة تلك الطرق وتفعيل مشاريع السدود والقنوات المائية في الفجيرة، لأن الوضع صعب جداً، خاصة في مثل تلك الأوقات التي يتساقط فيها المطر بغزارة”. انتهاء الأزمة المرورية على شارع الميناء اليوم السيد حسن (الفجيرة) - أكد العميد محمد أحمد بن غانم الكعبي القائد العام لشرطة الفجيرة رئيس اللجنة العليا للكوارث، أن الأزمة المرورية الناجمة عن هطول الأمطار على شارع الميناء والشوارع الداخلية سوف تنتهي اليوم، لتعود الحياة إلى طبيعتها، لكنه رهن ذلك بعدم هطول أمطار جديدة. وأشاد العميد الكعبي بالجهود الكبيرة التي بذلتها جميع الجهات المعنية المحلية والاتحادية بالفجيرة لمواجهة سيول الأمطار، خاصة على شارع الميناء وجميع شوارع ودورات المدينة، مؤكداً أن عمليات الإنقاذ والمساعدة تمت بشكل دقيق، وأن حالات التأخير كانت بسبب عدم تمكن المنقذين من الوصول إلى المنطقة بسبب التزاحم وتراكم المياه، لافتاً إلى أن القيادة العامة لشرطة الفجيرة تعاملت مع عدد من البلاغات الخاصة بالإنقاذ، ومنها بلاغ من مواطنة معاقة حاصرتها المياه في الشارع، حيث قمنا بإنقاذها وتوصيلها إلى بيتها. وأضاف القائد العام لشرطة الفجيرة، أن عمليات الشرطة لم تسجل خلال فترة سقوط الأمطار وقوع حوادث مرورية خطيرة، كما لم تقع أي خسائر في الأرواح على مختلف مناطق وأحياء الفجيرة، لافتاً إلى أن مشكلة شارع الميناء نجمت عن اندفاع وديان “سكمكم”، نظراً لشدة الأمطار، إلى الشوارع؛ ما أدى إلى تراكم كميات كبيرة جداً من المياه على الشارع العام، وهو ما أحدث هذا بطء الحركة على الشارع.
المصدر: الفجيرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©