الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

إغواءات الخيال

إغواءات الخيال
14 يوليو 2010 20:17
قصة “أليس في بلاد العجائب” تلك القصة الأسطورية والتي كتبها أصلاً للأطفال الروائي وعالم الرياضيات الإنجليزي تشارلز لوتويدج دودسن، باسم مستعار، لويس كارول، في 1865م، والتي تحكي عن فتاة اسمها أليس سقطت في جحر أرنب بينما هي تركض وتحاول أن تلحق بأرنب بري جميل وأنيق، كان يشير إليها كل مرة أن تتبعه لتنتقل إلى عالم خيالي تتنازع فيه قوى الخير مع الشر مع كائنات افتراضية تحولت إلى فيلم سينمائي مبهر. يوغل الفيلم، كما الرواية، في تصوير بلاد العجائب، حيث يوكل إلى أليس وحسب مواثيق مكتوبة في رقعة قديمة دور المخلصة من وحش هائل وملكة ظالمة ترعاه وتسخره لخدمة مصالحها، ولكن المهمة لا تكون إلا بسيف عرف في العهود القديمة أنه يعمل بذاته، وله قدرة هائلة على قتل ذلك الوحش، لذا صار لزاماً على أليس أن تملك هذا السيف. وفي طريقها لذلك تأتي تفاصيل القصة وشخوصها الذين يتصفون بصفات غريبة بين الفأر الذي يرمي بالأطباق ويهشم فناجين القهوة، أو القط الذي يختفي والذي سيساهم في نهاية الوحش مع أليس وآخرين، وبين الأكلة الغريبة التي تأكلها أليس فتكبر أو تصغر كثيراً، بينما الملكة الظالمة تحاول أن تقبض على أليس وأن تقتلها أو تعتقلها، فتسمع ملكة أخرى بها وهي الملكة صاحبة الحق والخير أو الملكة البيضاء في بلاد العجائب وتدعم أليس لأن خلاصهما بات واحداً، وعند ذاك تقوم المعركة الكبيرة والحرب المنتظرة في اليوم المنتظر الذي بشرت به كتب بلاد العجائب، ويموت الوحش التنين على يدي أليس وتنجو بلاد العجائب من الشر والظلم، وتعود أليس بعد أن تشرب من دم الوحش إلى بلادها إلى عالم الواقع والحياة العادية كما يصورها الفيلم الذي استخدم تقنية ثلاثية الأبعاد ورؤية جديدة للأحداث لا تختلف كثيراً عن القصة الحقيقية بقدر ما تضيف لها حساً واقعياً ومتعة بحس فكاهي وغرائبي، وخصوصاً في تداعيات سقوط أليس في جحر الأرنب.. بل يضيف الفيلم للقصة بعداً فلسفياً في النظرة إلى المستحيل بين الحياة والخيال والأحلام والخير والشر. الفيلم يقدم رهاناً على نجاحه كرتونياً بعد أن قام كثيرون بتمثيل القصة سينمائياً أو كرتونياً أيضاً، وفي فترات متباعدة برؤى متشابهة. الفيلم هذه المرة من إنتاج شركة “آيمكس” الشهيرة، وقد ترك أثراً كبيراً في المشاهدين بروعته وإخراجه وكأنما القصة تشاهد لأول مرة، حيث لامست كثيراً الخيال، ونجحت التقنية ثلاثية الأبعاد مع المخرج الأميركي المبدع تيم بورتن، حيث كان هذا الفيلم أحد أهم المشاريع التي طالما حلم بها. تلعب دور أليس الممثلة ميا واسيكوفسكا التي بدت مناسبة جداً للدور لجهة تعبيراتها ودهشتها التي تقارب الواقع وتتمثله بطريقة تلقائية، وتختلف تعبيراتها بين مرحلتين في حياتها قبل بلاد العجائب وبعد أن دخلت الجحر. كما يمثل جوني ديب في دور “ماد هاتر” والذي تتجلى أجمل لقطاته حين يشعر بالحب لأليس وأنه لا يريد أن تعود إلى حياتها لكنه يقف عاجزاً أمام القدر ويسلم للأمر الواقع حيث تبقى أليس في ذاكرته إلى الأبد، كما مثلت آن هاثاواي دور “الملكة البيضاء” مقابل ملكة أخرى للشر قامت بدورها الممثلة هيلينا بونهام، وأضاف المخرج لها شكلاً جديداً مع حاشيتها في لقطات ظريفة وفكاهية تبين فجاجتها وشرورها وحماقاتها، وتظهر حاشيتها بأشكال غريبة مجاملة لها حيث هي منتفخة الرأس قليلاً فقررت حاشيتها أن يشوه كل منهم نفسه لأجلها مداهنة ومجاملة. الفيلم من إنتاج العام 2010 وكسب احترام ودهشة المتابعين له باحترافيته العالية وحسن اختيار الممثلين البارزين لهذا العمل. ويذكر أيضاً أن الفيلم حقق في عرضه الأول إيرادات تقدر بـ200 مليون دولار أميركي، ويذكر أن برتون المخرج الأميركي المميز بأسلوبه والذي يكون ما يشبه المدرسة الخاصة في الإخراج ويتأثر به الكثير من المخرجين، له أفلام أخرى وشهيرة مثل “كوكب القرود” و”السمكة الكبيرة” و”الرجل الوطواط” وهو أيضاً منتج وله مؤلفات عديدة عن السينما.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©