الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

كل عام والكل بخير

9 سبتمبر 2016 21:08
كل يريد العيد على مزاجه، الكبير يريده كبيراً «قديماً» والصغير يريده جديداً، نحن نراه بشكل وأولادنا يرونه على طريقتهم، هل لأنهم يديرون حياتهم إلكترونياً ونحن نديرها بشكل يدوي مادي فلا تقنعنا أشياء عجيبة مثل تخلف الأولاد عن صلاة العيد ونوم البنات حتى قرب العصر لكي يتفرغن للعيد على طريقتهن الخاصة. عبارات وهموم تقليدية تعودنا على تبادلها قبل يوم العيد على سبيل الفرفشة. كم نتذكر أنفسنا نحن متسوقات ثياب العيد لنا ولهم ونضحك على أنفسنا أيضاً، وتشترين لحمود ولا تعثرين على نعال مقاس رجل عبود، وترضى فطوم وتزعل مريوم ويا الله لأن فستان الأولى أحلى وحتى حنائها لا تكاد تراها العين. كل عيد يتكرر المشهد ذاته، لكننا لا نعرف العيد إلا من هذه التفاصيل الكوميدية التي تقرب المسافة بيننا. الكثير من الجديد والكثير من القديم يقحم نفسه بيننا عندما يكون هنالك عيد، نسرد قصص عيدنا أيام الطفولة، ونتباهى بتواضع أحلامنا ونحن ندرك أننا في زمن مختلف، ومع ذلك تتمحور خناقاتنا الكبرى باستمرار حول أسئلة من قبيل: لماذا لا يستيقظون باكراً، لماذا لا يفهمون العيد مثلنا؟ ثم نتذكر أن العيد لا يحتمل الكثير من الأسئلة، فنرمي هذه المشاعر جانباً، لأن العيد راحة للنفس وتفاصيله متروكة. لماذا لا يكون مساحة للتجديد قبل أن يكون مظهراً مادياً، في هذه المساحة الصغيرة تضع خواطرك في أقرب شاحن، وتعيد شحن ذاتك بالطاقة الإيجابية. في العيد أو أي مناسبة حلوة تضعها هناك لتعود إلى الحياة بمشاعر أمل بالله، وبالقوة التي يمنحك إياها في صورة مشاعر إنسانية، منها الحب والسعادة والتفاؤل والرضى. لدى عودتي لشراء أشياء نسيتها تذكرت أن ما ينقصني وصغاري هو اكتمال بهجة العيد، فقمت بشراء كوبونات كسوة العيد، أضحية، تعليم طفل لإرساله لصغار آخرين، يعيّدون على الحدود، وفي مناطق الصراع تحت رحمة القصف، تمنيت أن يصلهم شيئاً! في العيد يتفقد أحدنا الآخر، أولادنا الذين يعيشون حولنا، أرحامنا، أحبتنا، البعيدون عن أعيننا، العيد ومضة، يتداخل فيها كل شيء الحلو والمر، لكن ميزته الإصرار على أن نجعل طعم الحلاوة يزيد على طعم «المرورة» فيه، ومع ذلك فكل يرى العيد بعينه، كل عام والكل بخير.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©