الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

رحيل صديق

23 يوليو 2017 22:04
صدمة موجعة، وألم على الفراق، على سوداني قح، غاب أبو غانم، غاب القمر، غاب صديقي، وأخي، ورفيقي، غاب الهاش، الباش، غاب الكريم، حلو الصفات، غاب الحبيب.. عمر أحمد حسين غانم، سوداني بكل ما تحمل هذه الكلمة من دلالات عميقة، رمزية لـ «الزول»، «الزول» الذي يحمل قيم السودانيين في أيام الزمن الجميل، كان صادقاً، صاحب قلب رقيق رحيم صافٍ، يمتلئ قلبه حباً لكل الناس، لا يميز بين صغير وكبير، رجل وامرأة، كانت إنسانيته ومحبته تدفعه دائماً لأن يقدم للناس، سجله في ذلك حافل، مد يده بالخير لنا جميعاً، وضعنا على بدايات الطريق في سنوات غربتنا الأولى، لم يكل ولم يمل، كان عندما تقفل الأبواب في وجوهنا، يفتح هو أشرعته الواسعة، لندخل منها، وليضمنا بحنانه وقلبه الصافي، قلبه قلب الطفولة البريئة، لم يعادِ، ولم يكره، ولم يخاصم، ولم يفجر، ولم يصد كائناً من كل الذين كانوا يبحثون عن المستقبل وتحقيق الذات، استوعب أن الحياة هذه لا تستحق أن نعادي أو نجافي فيها، ولربما هذا كان من أعظم الدروس التي تعلمناها منك «أبا غانم». عرفت من كل صفاته وأفعاله أنه من الصالحين، ومن الذين سخرهم الله لخدمة عباده، عرفته صحارى «الغربية»، عرفه منفذ جمارك الغويفات، وعرفته السلع، كان ملء السمع والبصر، أحبه كل الناس، مواطنو الإمارات، والمقيمون من كل الجاليات العربية والأجنبية، كان أبو غانم علماً، وصاحب سيرة عطرة على لسان كل الذين عرفوه، لم يأت ذلك اعتباطاً، ولم يكن مصادفة، ولكنه أدرك أن هذه الدنيا زائلة، وما يبقى فيها إلا العمل الصالح، والسيرة العطرة التي تخلدها بأفعالك وتصرفاتك، وقبل ذلك بقلبك وفؤادك وسريرتك... الجيلي جمعة - أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©