«المسرح المدرسي» يعرض قيم الصداقة والأمنيات والتعاون والتكاتف

يشهد مهرجان الشارقة للمسرح المدرسي في دورته الثانية، العديد من الفعاليات، بجانب العروض المسرحية، حيث يقام برنامج فكري وورش في فن المسرح. وعرضت أمس مسرحية “الأمير والحكيم” لمدرسة رابعة العدوية للتعليم الأساسي الحلقة الأولى، من تأليف وإخراج سهير عبد الباسط. وفي هذه المسرحية، يحار الملك في ابنه المتطلب، فيستشير مستشاره كيف يمكن تقويم سلوك الأمير فيدله المستشار إلى الحكيم، وهذا الأخير يضع الأمير الصغير في اختبارات صغيرة يتعلم منها الصغير أن على المرء أن يبذل جهداً حتى يصل إلى مبتغاه مهما كان، وقد ينجح وقد يفشل تبعاً لحجم الجهد الذي يبذله، والاختبار الذي سيصعب على الأمير أكثر من أي اختبار هو الوصول إلى القمر فعلى رغم ما بذله من جهد لم يستطع أن يجد سلماً يصعد به إلى القمر، وأخيراً عرف الأمير الصغير أن ثمة أشياء في العالم قد لا نصل إليها مثلما هنالك أشياء بمقدورنا أن نصل إليها ونمتلكها وأن علينا أن نكون معتدلين وواقعيين في تفكيرنا وطلباتنا حتى يتحقق ما نريده، وهذا المضمون الحيوي تجلى في إطار إخراجي جميل قوامه الموسيقى والأغنيات والاستعراضات الراقصة، إضافة للقدرات التمثيلية الواعدة بصفة خاصة لدى “الرواية” التي حكت لنا قصة الملك مع أميره الصغير وحكيمه الذكي. كما أقيم عرض مسرحية “الحقيبة” لمدرسة الأرقم للتعليم الأساسي الحلقة الأولى، مسرحية الحقيبة التي قدمتها مدرسة الأرقم للتعليم الأساسي وهي من تأليف الدكتور هيثم الخواجة وإخراج جميلة عبدالعزيز، فقد عمدت إلى إبراز قيم مهمة كالصدق والأمانة والشجاعة، فهذه القيم تمثل دعامة أساسية لأي مجتمع ومن دونها لا يستقيم الحال. وقد اعتمدت المخرجة على حلول إخراجية جاذبة في تأسيس فضاء العرض لا سيما استخدام الإضاءة والتشكيلات الاستعراضية والأزياء الملونة الموحية المؤثرة على نحو أضفى جمالية ملحوظة على العرض في كل لحظاته. يشار إلى أن المهرجان يصاحبه يومياً برنامج فكري وورش متخصصة، حيث أقيمت ورشة “التمثيل في المسرح المدرسي” بإشراف المخرج محمود أبو العباس، وحضرها مجموعة من معلمي ومعلمات مدارس الشارقة. وأقيمت فعاليات مصاحبة بمركز خورفكان الثقافي، وافتتحت فعاليات مهرجان الشارقة للمسرح المدرسي في مركز خورفكان الثقافي بكلمة ألقاها علي الشالوبي مندوباً عن المكتب التعليمي في المنطقة الشرقية، ثم قُدم عرض مسرحي بعنوان “فراشات عزة”، وهو عمل مشترك لمدرسة أمامة بنت العاص للتعليم الأساسي، ومدرسة جمانة بنت أبي طالب للتعليم الأساسي، وهو عرض ينافس في مسابقة الحلقة الثانية، وهو عرض ينتصر للعم والمعرفة، من خلال الدخول في عالم الحلم والخيال المحبب لدى الطفل، في حكاية جميلة تتحدث عن فتاة كفيفة تساعدها الفراشات على مواجهة الصعوبات في أداء تمثيلي مميز، وسينوغرافيا رائعة. وعقدت ورشة “الكتابة في المسرح المدرسي” مركز الذيد الثقافي إشراف الدكتور هيثم الخواجة، وبحضور لفيف من المعلمين والمعلمات والطلاب والطالبات في المنطقة الوسطى، كما عرضت مسرحية “سر الدرهم” تنبذ الطمع، بمركز دبا الحصن الثقافي وتؤكد المعاني والقيم الأخلاقية النبيلة بين الإخوة بعد وفاة والدهم، والوصية التي أوصاهم إياها، بأن يتكاتفوا ويتعاونوا، غير أن الابن الأصغر وبعد أن منعه أخواه من الورثة، يحصل على درهم زهيد يشتري به سمكتين تمنحانه الثروة ضمن مواهب تمثيلية صغيرة.