جنان بكر تتقمص شخصية «الشبيهة»

أربع سنوات مرت حتى الآن على دخول الفنانة السورية جنان بكر عالم التمثيل، ورغم حداثة تجربتها الفنية، فقد استطاعت خلال هذه الفترة القصيرة أن تحقق حضوراً على الساحة الدرامية، فقد بدأت تجربتها الفنية بمسلسل الفوازير (أنا وين)، لتشارك بعد ذلك في مسلسل (وحوش وسبايا)، ثم كرت السبحة فقدمت عدة شخصيات في عدة أعمال منها (مرسوم عائلي) و(فيتامين) و(مطلوب رجال). يبدو أن إقدام جنان على دخول ميدان الإنتاج الدرامي أعطى دفعة قوية لحضورها كممثلة، فقد قامت بإنتاج ثلاثة أعمال، آخرها مسلسلها الجديد (الشبيهة) للكاتب محمود سعد الدين والمخرج فراس دهني، وإذا كانت مغامرتها بخوض غمار الإنتاج الدرامي، لتنافس شركات كبيرة في الوسط الفني السوري، تعد جرأة تحسب لها، فإن إيمانها بموهبتها وقدراتها التمثيلية يدفعها قدماً لتحقيق حضورها كممثلة وبسرعة قياسية. يتيمة ومظلومة مسلسلها الجديد (الشبيهة) يتحدث عن فتاة تعاني من ظلم شديد من أقرب الناس إليها، فتفقد مالها وحريتها وتتم مصادرة أبسط حقوقها في الحياة، لكنها تلتقي برجل ثري يرى فيها شبهاً كبيراً بابنته المتوفاة، فيتبناها ويعتبرها في مقام ابنته ويساعدها على استرجاع حقوقها. وتقول جنان: إن شخصية عذاب التي أؤديها في العمل، تمثل فتاة طيبة وصاحبة مبادئ وأفكار حرة، لكنها تعيش حياة صعبة وتعاني من قسوة الأقرباء وتسلطهم عليها، لأنها يتيمة ووحيدة. وعندما تلتقي بوالد خلود شبيهتها المتوفاة يتغير مسار حياتها. وتضيف جنان: قد يظن البعض أنني سألعب دورين معاً في المسلسل، لكن الحقيقة أن شخصية (خلود) متوفاة، وهي غير موجودة إلا في الصور التذكارية. والمسلسل يطرح في فكرته العامة موضوع الظلم، وأن الظالم لا بد أن يلقى جزاءه، لأن الخير ينتصر في النهاية. ممثلة أولاً وعن جمعها بين التمثيل والإنتاج تقول جنان: أنا ممثلة أولاً وأخيراً، وأحب أن أبقى كذلك، وعملي في مجال الإنتاج من خلال شركتي (العنود) هو مشروع مواز، يجعلني أسهم بفاعلية أكبر في الحركة الفنية، ويسمح لي بتنفيذ الأفكار التي تعجبني وأرى ضرورة لطرحها في الدراما. ومن خلال هذين النشاطين أشعر أنني أحقق حضوري الفني. وعما إذا كانت تنتج لتعطي نفسها أدوار البطولة، تقول جنان: من موقعي كمنتجة قد أجد نفسي في دور ما سواء كان من أدوار البطولة أم من الأدوار الثانية، ولا أجد مانعاً من أن أسند لنفسي الدور المناسب لي كممثلة، تماماً كما أجد أحد الفنانين في شخصية ما، فأسندها إليه. وتضيف: ولكن ذلك لا يتم إلا حسب التقاليد المهنية وبالتشاور مع المخرج، لأنه في النهاية هو المسؤول عن نجاح أو فشل العمل. وعن اختيارها لنصوص الأعمال التي تقوم بإنتاجها تقول: لا أعتمد على رأيي الشخصي فقط، فهناك عدد من القراء الذين أثق بهم وهم خبراء في هذا المجال، فإذا حصل توافق على أهمية النص، أقوم بإنتاجه، وبالنسبة لنص مسلسل (الشبيهة)، فإن أكثر ما لفتني هو فكرته الجديدة وعناصر الإثارة والتشويق فيه. وقد عرضته على المخرج الأكاديمي والموهوب فراس دهني فأعجبه، وسعدت كثيراً بموافقته على إخراجه، وأعتقد أننا سنصل إلى نتائج جيدة بتعاون فريق العمل، وأتمنى أن يحوز (الشبيهة) إعجاب المشاهدين. كوميدية في عملين جنان تشارك أيضاً في هذا الموسم في مسلسل (صايعين ضايعين) للمخرج مصطفى نعمو والذي يجمع عدداً من نجوم الكوميديا السورية والمصرية واللبنانية، ومنهم أيمن رضا ونضال سيجري وزهير عبد الكريم وحسن حسني وطلعت زكريا وعبد المنعم عمايري وطوني أبو جودة وديمة الجندي، وتقول إن تجربتها في هذا العمل أتاحت لها فرصة مهمة للتعرف عن قرب على أساليب أداء الفنانين المصريين الكبار، واعتبرت أنهم يمتازون بالعفوية والبساطة، ويضفون المرح على أجواء التصوير. وتلعب جنان شخصية مطربة مشهورة تنزل في الفندق الذي يديره طلعت زكريا ويعمل فيه أيمن رضا (صبحي) وعبد المنعم عمايري (فريد) اللذان يضعانه في مآزق كثيرة، وعندما تطلب المطربة (كوافير) لتصفيف شعرها، يتحايلان عليها للاستفادة مادياً، ويدعيان أنهما يجيدان تصفيف الشعر، وتكون النتيجة مضحكة جداً، حيث تضطر المغنية إلى إلغاء حفلتها. ولدى جنان أيضاً مشاركة كوميدية أخرى في الجزء الثاني من مسلسل (يوميات مدير عام) مع الفنان أيمن زيدان، حيث تحل ضيفة على إحدى الحلقات، وتلعب شخصية زوجة وزير. وهي تبدو سعيدة بهاتين المشاركتين الكوميديتين، لأنها تجد متعة كبيرة في تجسيد الشخصيات الكوميدية، وتشعر أن في داخلها طاقة كوميدية لم تكتشف بعد. موهبة واجتهاد جنان هي ابنة محافظة الحسكة السورية، ولهذا فهي تجيد اللهجات الخليجية، لأنها قريبة من لهجة أهل الجزيرة السورية، وقد بدا ذلك واضحاً في تجسيدها لشخصية الفتاة الخليجية في مسلسل (مطلوب رجال)، وهي تحب المسلسلات البدوية، لكن الفرصة لم تتح لها في المشاركة بأحدها حتى الآن. أما عن مدى استعدادها لتقديم الأدوار الجريئة، فتقول إنها مع الجرأة في أفكار العمل وطروحاته، وترفض الجرأة بكل المفاهيم الأخرى، لأنها ابنة البيئة العربية، وهي ملتزمة بأعرافها وتقاليدها، وتضيف: إن التلفزيون بعكس السينما، يدخل إلى كل بيت، ويشاهده الصغير والكبير، وعلى صناع الدراما أن يحترموا أجواء الأسرة التي يتوجهون لها. وفيما إذا كان جمالها قد ساعدها في عملها كممثلة، تقول جنان: إن الجمال قد يكون جواز سفر لدخول عالم الفن، لكنه لا يضمن النجاح والتألق، لأن النجاح يحتاج إلى موهبة واجتهاد من الممثلة، وكثيراً ما رأينا فتيات جميلات يدخلن مجال التمثيل، لكنهن بعد عمل أو عملين يفشلن ويختفين عن الشاشة، لأنهن لم يستطعن أن يثبتن وجودهن كممثلات حقيقيات. وأنا لا أراهن على جمالي أبداً، بل أعمل دائماً على صقل أدواتي الفنية والتسلح بالخبرة والمعرفة، لكي أترك بصمات مهمة في أذهان المشاهدين، كممثلة تجيد أداء مختلف الأدوار.