أظهرت بيانات نشرت أمس أن اقتصاد منطقة اليورو نما بمعدل دون المتوقع خلال الأشهر الثلاثة الأولى من العام الجاري بلغ 0,2%. وكان المحللون قد توقعوا نمو الاقتصاد بمعدل 0,4% خلال الربع الأول في ظل الآمال بأن اقتصاد اليورو أخيراً بدأ في التعافي من الأزمة الاقتصادية.
ولكن معدلات النمو في اقتصادات دول اليورو الكبرى مازالت بطيئة، حيث نما اقتصاد ألمانيا بنسبة 0,8% خلال الربع الأول ولكن فرنسا وإيطاليا سجلتا انكمشاً بمعدل 0,1% وذلك بحسب البيانات التي أصدرتها وكالة الإحصاءات الأوروبية «يوروستات».
وسجلت إسبانيا، رابع أكبر اقتصاد في منطقة اليورو نمواً بمعدل 0,4%. وقالت يوروستات إنه مع ذلك ارتفع إجمالي الناتج المحلى في منطقة اليورو بمعدل 0,9% خلال الربع الأول مقارنة بالربع نفسه من العام الماضي.
وفيما يتعلق بالاتحاد الأوروبي المؤلف من 28 دولة، نمت اقتصادات الاتحاد بمعدل 0,3% خلال الربع الأول مقارنة بالربع نفسه من العام الماضي. وسجلت أعلى معدلات نمو في دول غير عضو بمنطقة اليورو وهى بولندا والمجر وبريطانيا.
وأكدت يوروستات أمس تقديرات سابقة تفيد بارتفاع التضخم في منطقة اليورو ليصل إلى 0,7% خلال أبريل الماضي.
اقتصاد ألمانيا
من ناحية أخرى، قال مكتب الإحصاء الألماني أمس إن اقتصاد البلاد حقق نمواً في الربع الأول من عام 2014 بلغ 0,8% مقارنة بالربع الأخير من عام 2013. وتجاوز هذا النمو نسبة الـ 0,7% التي كان المحللون الاقتصاديون يتوقعونها.
وكان النمو في الربع الأخير من العام الماضي بلغ 0,4%. وأوضح خبراء الإحصاء أن الطلب المحلي كان عاملا أساسياً في هذه الزيادة، إضافة إلى اعتدال الطقس في فصل الشتاء الذي سمح باستمرار نشاط قطاع الإنشاءات بالمعدلات نفسها.
وعلى أساس سنوي، نما إجمالي الناتج المحلي بمعدل 2,5%.
وأظهرت بيانات رسمية صدرت أمس أن الاقتصاد الإيطالي انكمش بمعدل 0,1% خلال الأشهر الثلاثة الأولى من العام، وذلك على عكس التوقعات بنمو الإنتاج بوتيرة متسارعة.
وكان بنك يونيكريديت الإيطالي قد توقع نمو الاقتصاد بمعدل 0,3% بارتفاع عن معدل 0,1% التي تم تحقيقها خلال الثلاثة أشهر الأخيرة عام 2013. وقال مكتب الإحصاءات الوطنية «إيستات» إن انخفاض إجمالي الناتج المحلى خلال الربع الأول جاء نتيجة انكماش الإنتاج الصناعي، وثبات قطاع الخدمات وتوسع الإنتاج الزراعي.
وأضاف إيستات أن الاقتصاد انكمش بمعدل 0,5% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي. وكانت إيطاليا قد خرجت العام الماضي من أطول فترة انكماش منذ الحرب العالمية الثانية، بعدما سجلت تراجعاً في إجمالي الناتج المحلى لتسعة أرباع متتالية.
ويشار إلى أن الاقتصاد يصنف على أنه في حالة ركود بعد تسجيل انخفاض إجمالي الناتج المحلى لربعين متتالين. وكان إيستات قد توقع مطلع هذا الشهر نمو إجمالي الناتج المحلى بمعدل 0,6% خلال عام 2014، فيما تعد أحد أبطأ المعدلات في الاتحاد الأوروبي. في حين توقعت الحكومة تحقيق معدل نمو يبلغ 0,8%.
الأسهم الأوروبية
من ناحية أخرى، تراجعت الأسهم الأوروبية أمس وسط أرقام متباينة للنتاج المحلي الإجمالي من فرنسا وألمانيا لكن نتائج قوية لبعض الشركات أبقت المؤشرات الرئيسية قرب أعلى مستوياتها في عدة سنوات.
ويهتم المتعاملون بيانات الناتج المحلي والتضخم على مستوى منطقة اليورو ككل للتكهن بفرص أن يعمد البنك المركزي الأوروبي إلى مزيد من إجراءات التحفيز النقدي وهي التوقعات التي رفعت الأسهم في الأسبوع المنصرم. وجاءت قراءة الناتج المحلي الإجمالي لفرنسا دون التوقعات وأظهرت استقرار ثاني أكبر اقتصاد بمنطقة اليورو في الربع الأول من 2014. لكن نمو الاقتصاد الألماني تسارع لمثليه على أساس فصلي متجاوزاً متوسط التقديرات. وارتفعت أسهم ايجون للتأمين وفيفندي للإعلام واتش اند ام لبيع الملابس وريتشمونت للحلي بين 0.8 و3.4? بعد إعلان نتائجها.
لكن مؤشر يوروفرست 300 لأسهم الشركات الأوروبية الكبرى تراجع 0.1? إلى 1366.94 نقطة بحلول الساعة 0704 بتوقيت جرينتش. واقتدى المؤشر بتراجع الأسهم الأميركية بقيادة الأسهم المرتبطة بالدورة الاقتصادية وأسهم الشركات الصغيرة.
وقال مايك رويتر السمسار لدى تراديشن «النتائج ستقدم دعماً لكن التركيز اليوم منصب على البيانات الاقتصادية. إذا جاءت بيانات اليوم من دول مثل إيطاليا أقل من المتوقع فقد نرى تغيراً حقيقياً في الاتجاه». وفي أنحاء أوروبا فتح مؤشرا فايننشال تايمز 100 البريطاني وكاك 40 الفرنسي على تراجع 0.04? بينما هبط مؤشر داكس الألماني 0.2?. (عواصم - رويترز، د ب أ)
أوتينجر يرفض إقامة اتحاد أوروبي للطاقة
أكد المفوض الأوروبي لشؤون الطاقة، جونتر أوتينجر، رفضه المطالبات التي تدعو إلى إقامة اتحاد أوروبي للطاقة وضم جميع صفقات شراء الغاز الأوروبي من روسيا في حزمة واحدة. وقال أوتينجر في تصريح لصحيفة «فرانكفورتر ألجماينه تسايتونج» الألمانية الصادرة أمس:«لن أوافق على أن يكون هناك سعر موحد (للغاز) تفرضه السياسة». ورأى أوتينجر أنه من الممكن للاتحاد الأوروبي خفض اعتماده على الغاز الروسي بطريقة أخرى. يشار إلى أن أوتينجر كان يؤيد قبل أسبوعين إنشاء مثل هذا الاتحاد الأوروبي للطاقة. وأكد أوتينجر تمسكه باقتراحه الذي طرحه في السابق بشأن السعي لزيادة احتياطي الغاز في أوروبا وتسهيل عمليات تبادل الغاز بين دول الاتحاد الأوروبي. وقال إنه إذا أكمل الاتحاد الأوروبي سوقه الداخلية وسد الثغرات الموجودة في شبكات خطوط الغاز، من شأن ذلك أن يساعد على تدفق الغاز بلا عوائق إلى أي دولة أخرى داخل الاتحاد والذي سيؤدي بدوره إلى زوال الفروق في أسعار الغاز داخل أوروبا بشكل تلقائي مما سيمنع روسيا من أن تستغل دول الاتحاد ضد بعضها البعض عند بيعها الغاز لهذه الدول. وأكد المفوض الأوروبي لشؤون الطاقة أن الاتحاد الأوروبي يعتقد أن «الغاز منتج وليس سلاحاً للسياسة». وأشار أوتينجر إلى عزمه تقديم خططه واقتراحاته الخاصة بالغاز والطاقة بشكل عام لرؤساء دول وحكومات الاتحاد الأوروبي خلال القمة الأوروبية المقبلة في يونيو المقبل.وفي الوقت نفسه، أكد أوتينجر أن المفوضية الأوروبية ستتخذ إجراءات ضد شركة جازبروم الروسية اعتمادا على قانون المنافسة. (فرانكفورت - د ب أ)
عدد اليوم
