الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أبوظبي تتألق تراثياً في «سوق السفر العربي 2011»

أبوظبي تتألق تراثياً في «سوق السفر العربي 2011»
6 مايو 2011 20:53
يعد معرض “سوق السفر العربي”، الذي اختتم دورته الـ 18 في دبي يوم الخميس الفائت، أكثر الفعاليات المتخصصة في المنطقة والتي تستقطب سنويا أعدادا متزايدة من الجماهير على امتداد القارات الست. وإذا كان الطابع السياحي بكل ما فيه من خدمات تنافسية، هو المسيطر على الأجواء سنويا، غير أن المعرض كما عود زواره يتميز في كل دورة بلمسات خاصة. والموسم الأخير الذي حمل اسم “الملتقى 2011”، وضم أكثر من 2200 جهة عارضة من 69 بلدا عربيا وأجنبيا، طغت عليه الملامح التراثية. فقد خصصت معظم الأجنحة المشاركة من الهيئات السياحية، حيزاً واسعاً عرضت فيه أبرز ما لديها من حرفيات تحاكي واقع العادات لديها. وكان لـ”جناح أبوظبي” المتمثل بأهم المعالم السياحية في الإمارة، موقع لافت تمثل بديكوره الأنيق الذي جمع بين بساطة الجلسات العربية وأعلى مستويات الضيافة في قالب من الخدمات الماسية. والمكان الذي شهد ازدحاماً طوال أيام المعرض توسطته قاعة فسيحة توزع فيها أكثر من ركن لعرض أنماط من الموروث المحلي للبلاد. هواية الصيد بالصقور كانت الفقرة الأكثر استقطاباً للجمهور من الصغار والكبار ومن جنسيات مختلفة. هذا الطائر المطيع جذب الجميع، وبدا فخورا بما يقدمه من صولات وجولات حفرت اسمه في ذاكرة الإمارات. المعجبون ممن دفعهم الفضول إلى ملامسته، تحلقوا حول المدرب بو عيسى. وهو بدوره أخذ يشرح لهم أسرار “طير الشاهين” وكيفية الإمساك به والتعامل معه. ومع هذا المشهد المثير، فإن البعض لم تكفهم التجربة مرة واحدة، وقد أعجبتهم معاودة الكرة. بينهم بول ياديك وهو فرنسي، وصف هذه الهواية بالراقية وقال: “لطالما شاهدت برامج وثائقية عن الصيد بالصقور، لكني لم أكن أتوقع أن الأمر يحتاج إلى دراسة ودراية. وإنه من المثير بالنسبة لي أن أستفسر أكثر عن هذه الرياضة التي مازالت منتشرة في الإمارات منذ زمن”. الجناح الذي تولت “هيئة أبوظبي للسياحة” تنظيمه، شهد مفردات أخرى من التراث المحلي، وهي كيفية استخراج اللؤلؤ بالطريقة التقليدية التي اعتمد عليها شعب الإمارات قديماً. إذ كانت تعتبر هذه التجارة عصب الحياة، وقد عمل فيها الآلاف من السكان في إمارات الدولة كافة. ولتمثيل الأمر، جلس 6 شبان وفي أيديهم المعدات البدائية التي كانت تستعمل في عملية استخراج اللؤلؤ، وكانوا يجيبون على أسئلة المهتمين. وقد حدثوهم عن أدوار أبطال البحر في ذلك الوقت، ومنهم “السردال” مسؤول أسطول السفن، و”النوخذة” قائد السفينة ومساعده “المجدمي”، و”الغواص” ومساعده “السيب”، و”النهام” وهو المنشد. وكان من ضمن الاستفسارات التي طرحت، المعدات التي يستخدمها البحارة في مهمتم. أهمها “الديين”، إناء مصنوع من خيوط متشابكة لجمع المحار والأصداف، و”الحجر” التي يعلقها الغواص في إصبع رجله لينزل سريعاً إلى البحر، و”الفطام” أي المشبك الذي يضعه الغواص على أنفه ليقيه من دخول الماء. وقد عبر هيثم البدوي عن إعجابه بهذه المهنة “التي على الرغم من مرور الوقت، غير أن الإماراتيين مازالوا يحفظونها من الاندثار ويخبرون عنها الأجيال الجديدة”. وذكر أنه تفاجأ عندما رأى شباناً في مقتبل العمر يتقنون كل هذه التفاصيل. وقال: “هذا إن دل على شيء فهو يدل على وعي الدولة تجاه حماية هذا الموروث العريق”. ومن مظاهر التراث التي كانت حاضرة في “جناح أبوظبي”، جلسات الحنة التي تعتبر من صميم الزينة التقليدية لابنة الإمارات. وعلى بساط من الخوص وأرائك من الصوف، جلست مضيفة ترسم خيوطاً من هذا الفن الجميل على أيدي النساء العربيات والأجنبيات ممن حضرن. وبابتسامة رضا أعربت إيرينا كيدريس عن إعجابها بالنقش الذي حصلت عليه، قائلة: “لم أر في حياتي ما هو أجمل من هذه الزينة وآمل أن تبقى على يدي أطول فترة ممكنة”.
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©