الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مها الكعبي: التصوير رسالة لها معنى وأهداف

مها الكعبي: التصوير رسالة لها معنى وأهداف
6 مايو 2011 20:53
تمتلك المصورة الإماراتية مها محمد الكعبي حساً فنياً متميزاً في التقاط الصور الفوتوغرافية تترجمه بحبها للتصوير، وبالتفاني في هذا النوع من الفنون البصرية، عبر تطوعها لتقديم عدة محاضرات ودروس وورش عمل في فن التصوير لطلبة وطالبات الجامعات والمدارس تشجعهم فيها على صقل مواهبهم في التصوير وتطويرها بعد أن تبني لهم قاعدة صلبة ينطلقون منها نحو فضاءات التميز والإبداع، وذلك بتعريفهم بأساسيات التصوير والإضاءات والزوايا وما إلى ذلك على الرغم من أنها لم تلتحق يوما بمعهد أو دورة لتتعلم فن التصوير. تقول مها عن بداياتها مع التصوير :” بدأت بالتصوير منذ طفولتي المبكرة متأثرة بوالدتي التي كانت تصور في صغرها وشبابها وحتى بعد زواجها وتحتفظ بألبومات لها ولنا منذ عشرات السنين ، لكنني في تلك الفترة لم أفكر أن أحترف فن التصوير أو أتخذه موهبة أطورها وأهتم بها فكان إمساكي للكاميرا الفيلمية في ذاك الوقت عاديا كأي شخص يريد التقاط صورة للعائلة أو للأطفال دون أن يتحرك في نفسه أي شعور حميم تجاه الكاميرا، ومع تكرار تصويري في محيط العائلة صار لدي عادة التعود على الكاميرا ثم صار فيما بعد شغفا وجنونا لا حدود له حيث صارت الكاميرا رفيقتي في كل درب وحين”. البداية الحقيقية تعتبر الكعبي بدايتها الحقيقية في التصوير عندما تمكنت من اقتناء أول كاميرا ديجيتال احترافية وذلك منذ 7 سنوات حيث دفعتها تلك الكاميرا إلى التفكير بجدية بكيفية الانطلاق في هذا العالم ولتمسك بداية الخيط تحولت إلى قارئة نهمة لكتب التصوير الفوتوغرافي تهتم بأدق التفاصيل ولا تغفل معلومة إلا وتنقلها إلى ذهنها ، وتتنقل بين مواقع التصوير والمصورين العرب والأجانب تستزيد من علمهم ونقدهم لبعضهم وما سجلوه من فيديوهات مصورة في آلية التصوير ومن ثم بدأت تطبق ما تعلمته على كاميراتها الخاصة تصور الطبيعة والحيوانات والنباتات والوجوه وغيرها فهي تريد أن تجرب تصوير كل شيء لتختار منه ما تود أن تتخصص به وما يمكنها من خلاله أن تتميز ببصمات فريدة. نادي تصوير الكلية التحقت الكعبي بقسم إدارة الأعمال في كلية التقنية العليا في مدينة العين وتسلمت في سنتها الأولى رئاسة نادي التصوير في الكلية وصارت مع العضوات ينظمن المعارض والمسابقات بالتصوير على مستوى الكلية والجامعات والكليات في الدولة بالإضافة إلى قيامها بإعطاء ورشات عمل ودروس تطوعية عن التصوير بعد أن رشحها أساتذتها وإدارة الكلية لذلك، فخصصوا لها قاعات مناسبة درست فيها طلبة وطالبات في الكلية وقدمت محاضرات أخرى لهواة التصوير من طلبة وطالبات في جامعة الإمارات وأخرى في مكتبة دبي العامة ، ومؤخرا لطالبات المدارس المختلفة في دبي ، وفي ذات السياق تقول الكعبي :” من يحب يعطي بدون مقابل ومن شدة حبي للتصوير أريد أن أعلمه لكل الناس وأريد أن ينتشر ويكبر في نفوس الجميع بطريقة صحيحة غير مغلوطة ، فما نفتقده نحن الشباب أنه على الرغم من وجود مصورين محترفين كثر في زماننا لكنهم يرفضون أن يقدموا لنا دورات مجانية يخدمون فيها الفن الذي هو رسالة سامية قبل أن يكون تجارة أو فرصة للكسب المادي ، فتجد أحدهم يطلب مبالغ طائلة من أجل أن يعطيك دورة أو ورشة عمل ، على الرغم أن سعادة المصور المعلم لا حدود لها عندما يرى علمه انتقل لغيره وصار بهذا العلم يقدم فنا جميلا تماما كالشعور الذي يعصف بي وأنا أدرس وأعطي وأجد الجميع مشدوهين نحوي يريدون أن يتعلموا ويثقفوا أنفسهم ويبدعوا في تصويرهم... “ أكثر المواضيع التي تحب الكعبي تصويرها وتجتهد في التخصص فيها هي السوائل بمختلف أنواعها من ماء وعصائر وحليب وشاي... الخ والتي تصورها بفن رفيع وراقي ومتقن جدا تخبرنا عن سبب اختياره قائلة :” بحثت عن أصعب أنواع التصوير وأكثرها تحد لكاميرات وقدرات المصورين فوجدته في تصوير السوائل كقطرات الماء التي ألونها أحيانا بأصباغ طعام لتعكس صورة ملونة غريبة وجميلة ويظن من يراها أنني لونتها بالفوتوشوب علما بأنني نادرا ما أستعمل هذا البرنامج لأحافظ على مصداقية صوري التي هي تجسيد ونقل للحقيقة والواقع ، كما وجدت تحديا ولذة في تصوير كوب الشاي والحليب وقد تناثرت منهما قطرات وأجزاء مبعثرة في الهواء نتيجة لسقوط شيء في الكوب ، أما سبب وصفي لهذا النوع من التصوير بأنه تحد يواجه المصور نتيجة لاحتياجه لكثير من التجهيزات كعدسات ماكرو خاصة لتصوير الأشياء الدقيقة وإعدادات وإضاءة خاصة أيضا كما يلزمه الكثير من الصبر فقد يصور آلاف الصور ولا يخرج بالصورة التي يريدها لكنه بتكرار المحاولة يكتسب المهارة العالية التي يصل بها إلى اللحظة المناسبة أو التوقيت المناسب لالتقاط الصورة”. الفن رسالة تربط المصورة مها الكعبي موهبتها وإبداعها في التصوير برسالة وهدف سام فهي تريد أن تبرز جمال الأشياء وسحرها وأن تمنح الناس فرصة تذوق هذا الفن الرائع بالإضافة إلى أنها تركز على إرسال رسائل هادفة وبناءة من خلال صورها كأن تكون تلك الرسائل للتوعية تنبه الناس الى مخاطر بعض السلوكيات مثل التدخين وغيره وفي صور أخرى تدعوهم إلى التفاؤل والأمل وأن يلونوا حياتهم بألوان الفرح وفي ثالثة تؤكد للعالم أن الفتاة الإماراتية لا تزال متمسكة بتراثها وعاداتها وتقاليدها دون أن تغفل عيناها عن الحداثة والتطور والعصرية مثال ذلك صورة الفتاة التي ترتدي برقعا اماراتيا على وجهها ويظهر من تحته وشما على خدها فتعبر بالبرقع عن التمسك بالتراث وبالوشم أو التاتو على عدم إغفال التطور والحداثة.
المصدر: العين
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©