الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

تونسيون: قطر تسعى لشراء الذمم لتلميع صورتها

23 يوليو 2017 00:50
ساسي جبيل (تونس) تسود حالة من الغضب العارم مختلف أطياف المجتمع التونسي إزاء ما اقترفه السفير القطري في تونس بمحاولة ابتزاز ومقايضة صحيفة «الشروق» التونسية حين «طلب إجراء حوار معه لتلميع صورة بلاده على خلفية مقاطعة الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب (الإمارات والسعودية والبحرين ومصر) وتعيين صحفي بعينه مقابل رفضه لرئيس التحرير الزميل النوري الصل. وكانت صحيفة «الشروق اليومية التونسية» الأكثر انتشاراً قد كشفت عن محاولة ابتزاز أقدم عليها السفير القطري بتونس، سعد ناصر الحميدي، من خلال طلبه من إدارة الصحيفة إجراء حوار معه بقصد تبييض صورة بلاده والتهجم على دول المقاطعة. وطالب السفير القطري بتحديد اسم المحرر رافضاً الصحفي النوري الصل رئيس التحرير المعروف بكفاءته المهنية العالية ومواقفه الثابتة تجاه القضايا العربية، والرافضة للدور القطري القذر، ورعايتها للإرهاب والإرهابيين. وبعد رفض الصحيفة تنفيذ طلب السفير القطري، قرر الضغط على الصحيفة والتدخل لإلغاء عقد إشهار من المؤسسة القطرية «أوريدو». وفي هذا الإطار، أعرب نائب الجبهة الشعبية بالبرلمان المنجي الرحوي عن تضامنه مع جريدة «الشروق»، واعتبر أن قطر كعادتها تعمل جاهدة لشراء الذمم واستعمال ورقة «المال» كي تكون قادرة على التأثير والفعل والنفوذ، مضيفاً أن هذه الطرق المستعملة هي اختصاص الأطراف الفاقدة للحجة والمحاججة بما يجعلها تعمد إلى ممارسة هذه الأساليب من الضغط مثلها مثل السياسات المعادية للشعوب التي ما فتئت تمارسها. واعتبر الرحوي أن سعي سفير قطر إلى إجراء حوار في جريدة «الشروق» وفق أسئلة موجهة هي محاولة يائسة للخروج من المقاطعة التي تعاني منها قطر وحالة الاختناق أمام الدعوات لتجريمها إزاء دعمها الإرهاب وتغذيتها السرطان الفتاك في الجسم العربي. كما دعا الرحوي كل المؤسسات الوطنية إلى التعامل بمقدار المسؤولية الوطنية وعدم الخضوع إلى كل ما أسماه الكيانات العشائرية القطرية، الداعمة للإرهاب وإلى حماية الإعلام من أن تتم السيطرة عليه أو توظيفه. من جهته، قال الكاتب العام للنقابة العامة للإعلام محمد السعيدي: لا يمكن أن تكون للسفير القطري في تونس سلطة التدخّل في المؤسسات المنتصبة في تونس، حتى وإن كانت جنسيتها قطرية من أجل استعمالها كأداة للضغط السياسي على وسائل الإعلام التونسية. وشدّد على أنه من صلاحيات إدارة الجريدة وإدارة التحرير تعيين الصحافي الذي تشاء من أجل القيام بالحوارات الصحفية، والذي يكون بالضرورة يعبّر عن الخط التحريري للجريدة، وبالتالي لا يمكن للسفير القطري أن يحدد المربع الذي يمكن أن يتحرّك فيه الصحفي الذي سيجري له الحوار والمسألة لا تخضع لأهواء الشخصية التي سيتم محاورتها حسب تعبيره. ومن جانب آخر، تحرك المدونون في مختلف وسائل التواصل الاجتماعي مطالبين في تدويناتهم برحيل السفير القطري وبانحياز الحكومة للقضايا العادلة وعدم حيادها تجاه القضية العربية، مشددين على محاولة تدخل سفير قطر المتمثل في إلغاء عقد الإشهار مع مؤسسة الاتصالات «أوريدو» على خلفية رفضها شروطه للقيام بحوار على مزاجه، هو تأكيد واضح على أن قطر راعية الإرهاب في تونس وليبيا ومصر وغيرها من الدول العربية، تحاول أيضاً التدخل في الشؤون الداخلية للبلدان ذات السيادة المستقلة، بغطرستها التي وصفوها بالعنجهية والقذرة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©