الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

خبــراء ومحللــون مصـريـون: «خطاب تميم إعلان رسمي عن نية قطر لتخريب المنطقة العربية»

23 يوليو 2017 00:46
أحمد مراد (القاهرة) وصف خبراء استراتيجيون ومحللون سياسيون في القاهرة خطاب أمير قطر الذي ألقاه مساء أمس الأول بـ «خطاب الأكاذيب والتناقضات والمراوغة بالألفاظ والعبارات»، مؤكدين في الوقت نفسه أن الخطاب يأتي بمثابة «إعلان رسمي» عن مواصلة الدوحة لسياساتها العدائية تجاه الدول العربية والخليجية، ويؤكد أن الدوحة لن تتراجع عن تنفيذ السيناريوهات المشبوهة التي تسعى إلى تدمير وتخريب المنطقة العربية بالكامل. وشدد الخبراء والمحللون أن أمير قطر تعمد تزييف الوقائع، وطمس الحقائق، وتسمية الأمور بغير مسمياتها الحقيقية، حيث سمى المقاطعة حصارا، وسمى تورط قطر في تمويل الإرهاب خلافا في الرأي، وسمى دفاع الدول الداعية لمكافحة الإرهاب عن أمنها القومي تدخلا في شؤون قطر الداخلية وفرض وصاية عليها. وطالبوا الدول الداعية لمكافحة الإرهاب ــ الإمارات ومصر والسعودية والبحرين ــ باتخاذ قرارات وإجراءات عقابية أكثر حزما وحسما ضد الدوحة، وذلك لردع ووقف التآمر القطري على الأمة العربية. ووصف الدكتور عمر هاشم ربيع، نائب رئيس مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، خطاب أمير قطر بأنه خطاب الأكاذيب والتناقضات والمراوغة بالألفاظ والعبارات، مؤكدا أن أمير قطر حاول في خطابه أن يزيف الوقائع ويطمس الحقائق، ويسمى الأشياء بغير مسمياتها الحقيقية، حيث سمى المقاطعة حصارا، وسمى دفاع الدول الداعية لمكافحة الإرهاب عن أمنها القومي تدخلا في شؤون قطر الداخلية ومحاولة لفرض وصاية عليها، وفي الوقت نفسه لجأ إلى استخدام لهجة المظلومية ليظهر نفسه في صورة المظلوم، حتى يكسب تعاطف الرأي العام في بلده، ويصرف الأنظار عن الأجندة التخريبية التي ينفذها في دول المنطقة. وقال : أما عن التناقضات في الخطاب فحدث ولا حرج، فبينما يدعو الأمير إلى الحوار إلى حل الأزمة، نجده في نفس الوقت يؤكد على أن بلاده لن تتراجع عن سياساتها، والتي تهدف في الأصل إلى زعزعة الأمن والاستقرار في مختلف الدول العربية، وفي الوقت الذي أكد فيه أن الإرهاب جريمة ضد الإنسانية، نجده يزعم أن هناك اختلافا بين الدول بشأن مصادره،أي أنه إذا كانت الدول الداعية لمكافحة الإرهاب ترى في دعم قطر لجماعة الإخوان وغيرها من التنظيمات المتطرفة تمويلا للإرهاب، فإن البعض الآخر قد لا يرى هذا الأمر، وبالتأكيد هذا التبرير لايمكن لأحد قبوله، ويحمل تناقضا فجا. وأوضح هاشم ربيع: التناقضات التي تضمنها خطاب أمير قطر ليست بالأمر الجديد على السياسة القطرية، والتي تقوم في الأساس على الجمع بين المتناقضات، وهو ما يبدو واضحا في العديد من المواقف القطرية تجاه قضايا وأحداث المنطقة العربية، ففي الوقت الذي تحابي فيه قطر إيران نجدها تستضيف أكبر قاعدة أميركية غرضها مواجهة إيران، وفي الوقت الذي تعلن فيه دعمها للمصالحة الفلسطينية نجدها تخرق قرارات الجامعة العربية وتعتبر حماس ممثلا شرعيا للفلسطينيين، وفي الوقت الذي تزعم فيها حرصها على استقرار ووحدة الصف الخليجي نجدها تعادى البحرين والإمارات بتأليب الشيعة على الحكم في البحرين، وإيواء معارضي الإمارات وقيادات الإخوان ممن يكنون لها ولمصر العداء، وفي الوقت الذي تنضم فيه للتحالف العربي لمواجهة جماعة الحوثي في اليمن نجدها تعلن دعمها لإيران المورد الرئيس للسلاح للحوثي، فضلا عن تعاونها مع تنظيم القاعدة في اليمن. وأكد ربيع أن قطر تسعى للعب أدوار تؤدي إلى تفتيت الأمة العربية، اعتقادا منها بأن هدم النظم القوية حولها هو الكفيل ببقائها كدولة. أما السياسي والبرلماني، الدكتور عماد جاد، عضو مجلس النواب المصري، فقال: رغم أن خطاب أمير قطر لم يأت بأي شيء جديد، ولم يتضمن سوى مبررات وأراء سطحية لا وزن ولا قيمة لها، إلا أنه يعد بمثابة «إعلان رسمي» عن مواصلة الدوحة لسياساتها العدائية تجاه الدول العربية والخليجية، ويؤكد أن الدوحة لن تتراجع عن تنفيذ السيناريوهات المشبوهة التي تسعى إلى تدمير وتخريب المنطقة العربية بالكامل، وهو ما يجب على الدول الداعية لمكافحة الإرهاب ــ مصر والإمارات والسعودية والبحرين ــ التنبه له، والاتفاق على سياسات ومواقف واحدة لردع التآمر القطري على الأمة العربية من خلال اتخاذ قرارات وإجراءات عقابية أكثر حزما وحسما ضد الدوحة. وأضاف: بات واضحا أن قطر تتبع سياسات معادية للدول الخليجية والعربية، حيث تتبنى سياسات تدخلية مريبة في المحيط الإقليمي القريب لها في دول السعودية والإمارات والبحرين،والمحيط الإقليمي البعيد في دول مصر وليبيا وسوريا، وقد وظف النظام الحاكم في قطر الوفرة المالية المتحققة من بيع الغاز في الإنفاق على سياسات عدائية وتدخلية في الإطارين الإقليمي القريب والبعيد، واستغل فترتي حكم الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما كي يشارك في تنفيذ مخطط الفوضى الخلاقة، وهو ما سمي فيما بعد بالربيع العربي، وهنا كشفت الإمارة الصغيرة عن طموحاتها التي تبين أنها لا نهائية وغير محددة بمجال معين، واضطرت في سبيل ذلك إلى الدخول في لعبة الجمع بين المتناقضات، ففي الوقت الذي وجهت فيه شبكة قنوات الجزيرة لتكون أبواقا للحركتين القومية والإسلامية، منحت أكبر قاعدتين عسكريتين للولايات المتحدة، ومنهما تم ضرب العراق واحتلاله عام 2003، وفي الوقت الذي استضافت فيه القاعدتين، نسجت شبكة قوية من العلاقات مع إيران وسوريا وحزب الله. وتابع الدكتور عماد جاد: وفي الوقت الذي كانت الجامعة العربية تربط التطبيع مع إسرائيل بالتسوية السياسية الشاملة، سارت الإمارة الصغيرة في طريق التطبيع مع إسرائيل واستقبلت قيادات الدولة الإسرائيلية في الدوحة علنا، ثم قبلت الإمارة بلعب دور «المحلل» لمخطط «الربيع العربي»، وواتتها الفرصة كي تصفي حساباتها مع كيانات كبيرة في المنطقة وعلى رأسها مصر والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، وبدأت روابطها مع جماعة الإخوان في التبلور بوضوح، وقامت بالمشاركة في تنفيذ المخطط الخاص بالشرق الأوسط الجديد، أو إعادة صياغة المنطقة بالكامل عن طريق تفتيت الكيانات الكبيرة، وسعت إلى استثمار الفوضى التي انتشرت في المنطقة من أجل تمكين جماعة الإخوان من السلطة في دول الربيع العربي، ومن ثم حصول الإمارة على مكانة مميزة في هذه الدول على كل المستويات السياسية والاقتصادية والأمنية، لذلك وجدت قطر بقوة في الدول التى عصف بها الربيع العربى، وجدت في تونس، ومصر، وليبيا وسوريا بأشكال مختلفة وطرق متنوعة ضمن سياق إعادة تخطيط المنطقة بالكامل، وهو المخطط الذي تلقى ضربة قوية للغاية بفعل ثورة الثلاثين من يونيو في مصر. وواصل الدكتور عماد جاد حديثه قائلا: وبعد الضربة الموجعة التي تلقتها الدوحة في ثورة الثلاثين من يونيو، يبدو أنها تحاول الآن تنفيذ مخطط تدمير المنطقة العربية، ولكن هذه المرة من خلال دعمها للتنظيمات الإرهابية، وقد كشف خطاب تميم أن قطر لن تتراجع عن تنفيذ هذا المخطط، وسوف تواصل العمل من أجل تحقيقه على أرض الواقع، لذا نكرر هنا أنه آن الأوان للدول الداعية لمكافحة الإرهاب أن تتخذ إجراءات عقابية أشد ضد قطر. من ناحية أخرى، أوضح الخبير العسكري والإستراتيجي، اللواء محمود خلف، المستشار بأكاديمية ناصر العسكرية، أن خطاب أمير قطر يكشف عن حالة ارتباك واضحة تسيطر على السياسة القطرية الآن، حيث وجدناه يتحدث عن الشيء وضده في نفس الوقت، مؤكدا أن أمير قطر مازال في حالة «الهروب إلى الأمام» بمعنى أنه يريد أن يتراجع ويجلس على طاولة المفاوضات، ولكنه يريد أن يظهر بصورة الرجل القوي الذي لا يرضخ للضغوط. وقال اللواء خلف: مما لاشك فيه أن أمير قطر يدرك جيدا أن الغطاء الأميركي رُفع عنه، ويعلم أيضا أن الرئيس التركي رجل برجماتي لا يهدف إلا لتحقيق مصالحه، وبالتالي قد يتغير موقفه من النظام القطري لو أدرك أن مساندة هذا النظام تضر بمصالحه، ومن هنا يشعر أمير قطر بضغوط قوية،وهي التي جعلته مرتبكاً في خطابه الأخير.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©