الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

فضل يوم عرفة والعيد والأضحية

فضل يوم عرفة والعيد والأضحية
8 سبتمبر 2016 21:32
يستعد ضيوف الرحمن بعد غد الأحد للوقوف على جبل عرفات، يرددون نشيد الإيمان، ويلبون دعوة الرحمن، وفي هذا اليوم الأغر، تتمثل الوحدة الإسلامية بأسمى صورها وأرفع معانيها، حيث يجتمع المسلمون على اختلاف لغاتهم وأوطانهم في رحاب عرفات، فتبارك الله الذي أَلَّف بين قلوب هؤلاء العباد وجعلهم إخوة متحابين. يوم عرفة من المعلوم أن الوقوف بعرفة هو أهمّ ركن من أركان الحج لقوله - صلى الله عليه وسلم - «الْحَجُّ عَرَفَةُ»، (أخرجه الترمذي)، حيث يتجه الحجيج صباح يوم التاسع إلى جبل عرفات، وفي هذه الساحة الكبرى ساحة عرفات تُسكب العبرات وَتُقال العثرات، ويجأر الحاج في هذا اليوم المبارك بالتلبية والدعاء والاستغفار ندماً على ما فرّط في جنب الله، فالسعيد من حظي بهذا الموقف، ليفوز بالمغفرة والرضوان في هذا اليوم الأغر. فضله: يوم عرفة مشهد يباهي الله به ملائكته المقربين، كما جاء في الحديث: «... وما من يومٍ أفضلُ عند اللهِ من يومِ عرفةَ، ينزِلُ اللهُ تباركَ وتعالَى إلى السَّماءِ الدُّنيا، فيُباهي بأهلِ الأرضِ أهلَ السَّماءِ، فيقولُ: انظروا إلى عبادي جاءوني شُعْثًا غُبْراً ضاحِين، جاءوا من كلِّ فجٍّ عميقٍ يرجون رحمتي ولم يروا عذابي، فلم يُرَ يومٌ أكثرَ عتيقًا من النَّارِ من يومِ عرفةَ»، (أخرجه ابن خزيمه). صيامه: إن صيام يوم عرفة «التاسع من ذي الحجة» لغير الحاج سُنَّةٌ عن الرسول - صلى الله عليه وسلم-، فالصيام فضله عظيم وأجره كبير، وقد اتفق الفقهاء - رحمهم الله - على استحباب صوم يوم عرفة لغير الحاج لأن صيامه يكفّر السنة التي قبله والسنة التي بعده. خطبة يوم عرفة في حجة الوداع خطب - صلى الله عليه وسلم - خطبته المشهورة في يوم عرفة في موقف خالد ومشهد رائع وسط آلاف المؤمنين المحبين لنبيهم ودينهم، ألقى عليهم دستور الحياة ووصيته الجامعة التي تكفل لهم السعادة في الدنيا والآخرة، والكل منتبه ومشدود إلى حيث الرحمة المهداة. وفي هذه الخطبة العظيمة أَمَّنَ - صلى الله عليه وسلم - الناس على أموالهم وأعراضهم ودمائهم، وليتَ المسلمين حفظوا وصايا نبيهم - عليه الصلاة والسلام - في حجة الوداع، ليتَهُم حفظوها وطبقوها حتى يعيشوا حياة كريمة طيبة. ماذا يتمنى الإنسان في هذه الحياة الدنيا إلا أن يعيش آمناً على دمه وماله وعرضه؟!. عيد الأضحى المبارك عيد الأضحى المبارك يوم عظيم تفضل الله به على الأمة الإسلامية، وشرعه عيداً مجيداً يستشعر فيه المسلمون نعم الله عليهم ويذكرون آلاءه وإحسانه إليهم. في هذا العيد شرع الله الأضاحي، تقرُّباً إليه بدمائها وتصدُّقاً على الفقراء بلحمها، والأضحية رمز للتضحية وسنة أبي الأنبياء إبراهيم - عليه الصلاة والسلام-، وهي بعد ذلك مواساة للفقراء وطعمة للبؤساء، والأضحية كل ما يُذبح من الإبل والبقر والغنم تقرُّباً إلى الله تبارك وتعالى أيام عيد الأضحى مستوفياً لشروطه الشرعية كما في قوله تعالى: (فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ)، «سورة الكوثر: الآية 2»، أي صلاة عيد الأضحى ونحر الأضحية، وقد: «ضَحَّى رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بكَبْشَيْنِ أَمْلَحَيْنِ أَقْرَنَيْنِ ذَبَحَهُمَا بِيَدِهِ وَسَمَّى وَكَبَّرَ وَوَضَعَ رِجْلَهُ عَلَى صِفَاحِهِمَا»، (أخرجه الترمذي)، والأضحية واجبة عند الأحناف على مالك نصاب الزكاة، وعند الأئمة الثلاث سنة مؤكدة، ويشهد لِمَا للأضحية من الفضل العظيم قول الرسول - صلى الله عليه وسلم - وقد قالوا له: «مَا هَذِهِ الأَضَاحِيُّ؟ قَالَ: سُنَّةُ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ، قَالُوا: فَمَا لَنَا فِيهَا يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: بِكُلِّ شَعَرَةٍ حَسَنَةٌ، قَالُوا: فَالصُّوفُ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: بِكُلِّ شَعَرَةٍ مِنْ الصُّوفِ حَسَنَةٌ»، (أخرجه ابن ماجه). وتصح الأضحية من الإبل والبقر والغنم، ومن الغنم الضأن ما أتمَّ ستة أشهر بحيث إذا وضع بين الحوليات لا يُمَيَّز عنها، ومن الماعز ما أتمَّ سنة ودخل في الثانية وتكفي عن رب أسرة، ومن الإبل ما أتمَّ خمس سنوات ودخل في السادسة، ومن البقر ما أتمَّ سنتين ودخل في الثالثة وتكفي عن سبعة، لحديث جابر، قال: «نَحَرْنَا مَعَ النَّبِيِّ-صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَامَ الْحُدَيْبِيَةِ الْبَقَرَةَ عَنْ سَبْعَةٍ، وَالْبَدَنَةَ عَنْ سَبْعَةٍ»، (أخرجه ابن ماجه). ووقت ذبح الأضاحي يبتدئ عقب صلاة العيد مباشرة ويمتد إلى اليوم الثالث من أيام التشريق الثلاثة. وتوزيع الأضحية من السنة أن يأكل ثلثها، وأن يهدي ثلثها، وأن يتصدق بثلثها.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©