الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

حزام الأمان خطوة فارقة في حياة قائدي المركبات

حزام الأمان خطوة فارقة في حياة قائدي المركبات
15 مايو 2014 21:52
رغم محاولات الدولة من خلال الجهات المسؤولة والمعنية بها عن سلامة وأمن الطرقات، حث قائدي المركبات وتذكيرهم بشكل دوري لأهمية استخدام حزام الأمان، والضرورة القصوى لذلك، والحملات المكثفة والمستمرة التي تقوم بها الشرطة في مدن الدولة المختلفة، ورغم نتائج دراسة مجموعة بي أم دبليو، التي خلصت إلى أن 44 % من اللذين شملتهم الدراسة تعرضوا لحوادث سير مختلفة، إلا أن العديد من قائدي المركبات، خصوصاً جيل الشباب، مازالوا يضربون بهذه التوجيهات والحملات والدراسات، عرض الحائط، ويصرون على عدم ارتداء حزام الأمان، رغم علمهم التام بأنه الفارق الذي قد ينقذ حياة مرتديه. يحيى أبوسالم (أبوظبي) حتى لو كنت محترفاً في القيادة، وحتى لو كنت تراعي أولويات السير، وتقود مركبتك بكل ما تحمله الكلمة من معاني الاحترام والأخلاق والذوق، فالحادث عندما يقع لا يستأذنك، ولا يمهلك الوقت الكافي لمحاولة ردعه أو صده، حيث إن أغلب الحوادث المرورية «القاتلة» لا تتجاوز مدتها بضعة ثوان تكون كفيلة بإزهاق روح قائد المركبة، المحترف وغيره ، وحتى لو كنت تسير على مسار الطريق الأيمن بسرعات أقل من القانونية، فمفاجآت الطريقة الكثيرة وغير المتوقعة قد تكون من نصيب الكثير من قائدي المركبات. أمن وسلامة عندما يحصل الحادث، فإن أكثر من سيتضرر من جرائه، هو سائق المركبة ومن معه، ولهذا فإن أول خط دفاع وحماية لهؤلاء يتمثل وبشكل مباشر بحزام أمان المركبة، المتوافر اليوم في مقاعدها كافة الخلفية والأمامية، إلى جانب المقاعد الخاصة بالأطفال أو الرضع. وأكد تقرير صدر مؤخراً عن منظمة الصحّة العالميّة أنّ ارتداء حزام الأمان يحدّ من خطر الوفيات بين صفوف ركّاب المقاعد الأماميّة، بنسبة تصل إلى 50% والجالسين إلى المقاعد الخلفيّة بنسبة تصل إلى 75%. وعلى الرغم من الإعلانات الكثيرة، التي أحاطت تقرير منظمة الصحّة العالميّة العالمي، والذي لفت إلى أنّ إصابات حوادث السير هي السبب الرئيس للوفيات في صفوف الأشخاص، الذين تتراوح أعمارهم بين 10 و24 سنة، لا يبدو أنّ طلابّ الإمارات، بحسب الدراسة التي أجرتها مجموعة بي أم دبليو العام الماضي بهذا الخصوص، يأخذون هذا الخطر على محمل الجدّ. حيث شرح ثلاثة أرباع الطلاب الذين شملتهم الدراسة، ردّوا بأنّهم لا يضعون دوماً حزام الأمان، وأنهم ينسون وضعه، أو ببساطة لا يشعرون بالارتياح لوضعه. والمقلق أنّ أكثر من نصف الطلاب (54%) يرون أنّ وضع الحزام ليس ضرورياً لغير سائق السيّارة. والمقلق أيضاً أنّ ثلاثة طلاّب من أصل أربعة ضمن 3000 شاب وشابة من طلاّب الجامعات يقولون، إنّهم لا يتأكدون من أنّ الراكبين برفقتهم ربطوا الحزام قبل الانطلاق في رحلتهم. لماذا حزام الأمان؟ بغض النظر عن عدم قبول الكثير من ركاب المركبات وقائديها استخدام حزام الأمان، وجعله عادة لا يجوز التخلي عنها، وبغض النظر عن انزعاج بعض الركاب من استخدامه خلال تنقلهم في مركباتهم، إلا أن حزام الأمان خصوصاً مع اتساع الطرقات وازدحامها وتشعبها، وزيادة سرعة المركبات وتطورها، أصبح اليوم ضرورة لا غنى عنها، وهو الأمر الذي يجب أن يدركه جميع المتقاعسين عن استخدامه. وكما أن السرعة العالية تقتل وتعتبر من أهم مسببات الحوادث المميتة، فإن عدم استخدام حزام الأمان يقتل أيضاً، ويعد كذلك أحد أهم مسببات الحوادث المميتة والقاتلة، حيث يرغب الكثير من خبراء سلامة وأمن الطرق إلى وصف حزام الأمان بأنه خط الدفاع الأول عن سائق المركبة ومن معه من ركاب، حيث يعمل حزام الأمان على تثبيت جسد من بالمركبة في مقعده، خصوصاً مع الحوادث الناتجة عن السرعات المرتفعة، ما يودي إلى حماية جسد مستخدميه من التحرك بقوة، الأمر الذي يقيهم في الغالب الارتطام بأجزاء المركبة أو حتى الخروج بقوة منها عبر نوافذها، لشدة الصمة والحادث، ولهذا يذهب خبراء في قيادة المركبات إلى اقتراح جعل هذه الأخيرة لا تعمل إلا بعد وضع حزام، خصوصاً أن الكثير من التنبيهات والإشعارات التي تأتي بها المركبات اليوم للتذكير بوضع حزام الأمان لا تجدي نفعاً مع النسبة الكبيرة من قائدي المركبات، خصوصاً جيل الشباب منهم. معلومات ووقائع خلصت حملة السلامة على الطرق «تيقّظ-تحيا» للعام الماضي، التي أشرفت عليها مجموعة «بي أم دبليو»، بالتعاون مع منظمة الصحة الدولية، والأمم المتحدة، وهيئة الطرق والمواصلات، وهيئة صحة دبي، على مجموعة من النتائج التي من المؤكد أنها ستكون كفيلة بتغير فكرة الكثير من قائدي المركبات حول حزام الأمان، وأهمية استخدامه خلال قيادة المركبات. فعلى الصعيد العالمي، أكدت الدراسة أنّ الإصابات الناتجة عن الحوادث المرورية هي السبب الأوّل للوفيات بين الشباب في العالم، كما أشارت إلى أن الأشخاص من دون الـ 25 سنة يشكّلون نسبة تفوق 30% من الوفيات بحوادث السير عالمياً. أما على صعيد الشرق الأوسط، فقد أشارت الدراسة أنّ الحوادث المرورية هي ثاني الأسباب الرئيسة للوفاة في دول مجلس التعاون الخليجي، كما أكدت أن دولة الإمارات العربية المتّحدة من أعلى معدلات الوفيات الناتجة عن الحوادث المرورية بين كلّ 100,000 شخص، بالإضافة إلى أنّ الحوادث المرورية مسؤولة عن 63% من الوفيات بين الأطفال من عمر 14 سنة ودون في الدولة. وأشارت إلى أن ما نسبته 11% فقط من ركّاب المقعد الأمامي و26% من السائقين يستخدمون أحزمة الأمان في الدولة، وأن نسبة الوفيات تصل إلى 53% في الأشهر التسعة الأولى من العام الماضي بسبب حوادث السير في دبي، وهو ما يخالف استراتيجية شرطة مرور دبي، التي ترغب بتحقيق «صفر» من الوفيات مع حلول عام 2020.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©