انتخابات باكستان 18 فبراير بحماية الجيش

ارجئت الانتخابات التشريعية في باكستان كما كـــــان متوقعـا من 8 يناير الحالي الى 18 فبراير المقبل وسط تعهد الرئيس برويز مشرف بأن تكون عادلة ونزيهة وآمنة من خلال نشر قوات الجيش لضمان حمايتها· وجدد اتهامه حلفاء ''القاعدة'' بالمسؤولية عن اغتيال زعيمة المعارضة رئيسة الوزراء السابقة بينظير بوتو، وقال ان فريقا من شرطة ''سكوتلانديارد'' البريطانية سيأتي فورا الى باكستان للمساعدة في التحقيقات· فقد اعلنت اللجنة الانتخابية في باكستان امس ان الانتخابات التشريعية ارجئت الى 18 فبراير بدلا من الثامن من يناير الحالي بسبب اغتيال بوتو الخميس الماضي واعمال العنف التي تلته، ووعد رئيس اللجنة قاضي محمد فاروق كل الاحزاب السياسية بأن تكون الانتخابات نزيهة وعادلة وشــفافة ودعاها الى قبول هذا القرار لما في ذلك مصلحة البلاد العليا والمشاركة بالكامل في عمليات الاقتراع لاقتناعها بأن ذلك خطوة رئيسية للاتجاه في مسار الديمقراطية بعد سنوات من الحكم العسكري· واشار فاروق الى أن مكاتب الانتخابات في 11 منطقة في ولاية السند التي تنتمي إليها بوتو أحرقت في أعمال عنف مما أدى لتدمير صناديق الاقتراع الشفافة وقوائم الناخبين وغير ذلك من المواد الانتخابية· الى ذلك، اعلن مشرف ان ارجاء الانتخابات التشريعية الى 18 فبراير كان امرا لا بد منه بعد مقتل رئيسة بوتو، وقال في خطاب بثه التلفزيون العام ان قرار اللجنة الانتخابية في مكانه، مشيرا الى انه انه سيتم نشر قوات الجيش وقوات أخرى شبه عسكرية لضمان امن وسلامة الانتخابات، وقال ''سينتشر رجال الجيش والحرس بالكامل لضمان القانون والنظام في مختلف أنحاء البلاد ولإجراء الانتخابات بصورة سلمية· وجدد مشرف اتهامه الارهابيين بقتل بوتو وقال انه متأكد من ان المتشددين حلفاء ''القاعدة'' هم المسؤولون عن الاغتيال وضالعون في جميع الهجمات في باكستان بما في ذلك الهجمات الاخيرة على قوات الامن وبعض الساسة، واضاف في''اريد ان اقول جازما ان هؤلاء قتلوا بينظير بوتو''· واشار الى ان فريقا من المحققين البريطانيين من شرطة ''سكوتلانديارد'' سيأتي فورا الى باكستان للمساعدة في التحقيق في الاغتيال، وقال ''انا ممتن لرئيس الوزراء البريطاني جوردن براون لأنه قبل طلبي··سيأتي هذا الفريق ويضم خبراء في الطب الشرعي على الفور وسيساعد فريقنا في التحقيق وآمل ان تجرى هذه التحقيقات على الوجه السليم وأن تزيل جميع الشكوك''· وقال مشرف ان مهمة بوتو كانت نشر الديموقراطية ومكافحة الارهاب، واضاف ''اريد ان اؤكد لكم أن هذه هي مهمتي ايضا··اريد ان انشر الديموقراطية وان ابعد الارهاب هذه هي مهمتي وستبقى كذلك''، وشدد على ضرورة بقاء باكستان موحدة ضد الارهاب وقال ''علينا ان نتحد ونكافح الارهاب بقدر اكبر من القوة والطاقة··واذا فشلنا عندها، فليسامحنا الله، سيكون مستقبل باكستان قاتما''· نواز شريف يحمل مشرف مسؤولية اغتيال بوتو المعارضة تؤكد مشاركتها في الانتخابات أعلنت المعارضة الباكستانية أمس أنها ستشارك في الانتخابات التشريعية التي تقرر إرجاؤها إلى 18 فبراير المقبل بدلا من 8 يناير الحالي· وقال حزب ''الشعب'' الباكستاني الذي اغتيلت زعيمته رئيسة الوزراء السابقة بينظير بوتو انه سيشارك في الانتخابات على الرغم من تأجيلها، وأوضح نبيل غابول عضو اللجنة المركزية التنفيذية للحزب في ختام اجتماع عقدته اللجنة في نوديرو مسقط رأس بوتو ''سنشارك في الانتخابات''· كما أعلن زين قادري المتحدث باسم حزب رئيس الوزراء السابق المعارض نواز شريف أن الحزب سيشارك في الانتخابات التشريعية والمناطقية، وقال ''سنشارك هذا أمر مؤكد'' رغم إعراب رئيس الحزب رجا ظفر الحق عن أسفه لتأجيل الاقتراع ووصفه بأنه قرار ظالم وغير معقول· وقالت فرزانا راجا المتحدثة باسم حزب ''الشعب'' ''أيا كانت الأسباب التي يسوقونها فهي ذرائع واهية لأن أوراق وقوائم الانتخابات أحرقت في الأقاليم ولكن لديهم هذه القوائم في المكتب المركزي''، وأضافت ''نرفض ذرائعهم التي لا أساس لها ومع ذلك نحن مستعدون لخوض معركة الانتخابات''· فيما دعا حزب الرابطة الإسلامية بزعامة نواز شريف إلى الاتحاد وراء هدف مشترك للمطالبة باستقالة مشرف واللجنة الانتخابية· وقال أحسن إقبال ''أخفق الرئيس مشرف في ضمان النظام والقانون وأخفقت اللجنة الانتخابية في إجراء الانتخابات في الموعد وفي ظل هذه الظروف عليهما الاستقالة وينبغي أن تكون هناك حكومة وحدة وطنية محايدة ولجنة انتخابات مستقلة''· واتهم شريف أمس الرئيس الباكستاني برويز مشرف بأنه يتحمل المسؤولية عن مقتل رئيسة الوزراء السابقة وزعيمة المعارضة بينظير بوتو، وقال إنه يمثل تهديدا على باكستان وأنه السبب في معظم المشكلات التي تعاني منها· وأضاف في حديث لصحيفة ''الباييس'' الإسبانية ''أن سياسة مشرف هي التي أودت بحياة بوتو وحولت باكستان إلى مكان خطير''· وقال إن ''القاعدة'' نفت كليا مسؤوليتها عن مقتل بوتو، مشيرا إلى أنها كانت ستعلن مسؤوليتها إن كانت هي التي قامت بذلك· وكشف أنه قبل المحاولة الأولى الفاشلة لاغتيال بوتو في 18 أكتوبر الماضي، أرسلت زعيمة المعارضة خطابا إلى مشرف تشير فيه إلى ثلاثة ضباط كانوا من المقربين من نظام الجنرال ضياء الحق (الذي أعدم والدها) يشغلون مناصب في النظام الحالي، قائلة إنها تستشعر منهم خطرا· كما أشار إلى أن الوضع المتدهور في باكستان هو نتيجة الأحوال السياسية التي تعيشها البلاد لذا يجب دفع عملية الديموقراطية لأن الديكتاتورية تغذي التطرف· وقال شريف حول رأيه في تحالف مشرف مع الولايات المتحدة في محاربة الإرهاب ''إن مشرف يحتاج للتطرف لكي يستمر في السلطة''· وأضاف فيما يتعلق بتأجيل إجراء الانتخابات البرلمانية أن الحكومة تسعى إلى تجنب إجراء الانتخابات بعد أن تركت الأغلبية حزبها· وأضاف عما إذا كان يخشى من اغتياله ''أن الحكومة لديها قائمة بمن تنوي استبعادهم وتتضمن اسمه''، وأضاف أن وضع باكستان لا يساعد أي سياسي على الشعور بالأمان في تلك الظروف، فحتى الإجراءات الأمنية للحكومة ليست ملائمة وحزبه لا يروق له تلك الإجراءات· وقال ''لو كانت تلك الإجراءات جيدة لما تمكنوا من قتل بوتو''· وشدد رئيس الوزراء الباكستاني السابق على ضرورة توحد المعارضة في حكومة وحدة وطنية لتحرير باكستان من الديكتاتورية التي هدمت جميع مؤسسات الدولة بما فيها المحكمة العليا· وأكد ضرورة رحيل مشرف عن رئاسة باكستان لكي يتحسن الوضع فالباكستانيون قد سئموا من الساسة الفاسدين ومن الحكومة الحالية''·