الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«الماجد» رب العالمين كثير الخير المتناهي في الكمال والعز

«الماجد» رب العالمين كثير الخير المتناهي في الكمال والعز
15 مايو 2014 21:44
أحمد محمد (القاهرة) الماجد، اسم من أسماء الله الحسنى، ومعناه التام الكامل، المتناهي في الشرف، السخي المفضال، الواسع الكريم، المنيع المحمود، عظيم الجاه، جميل الصفات، حسن الفعل، شريف الذات عليًّ الهمة، جواد سخيّ. والماجد والمجيد مشتقان من المجد، والله تعالى تمجد بفعاله، ومجده عظمته، واتساع سلطانه، والماجد مبالغة في المجد، هو الذي له العز في الأوصاف والأفعال، يعامل العباد بالجود والرحمة. و«الماجد» اسم من أسماء الجمال التي تشير إلى معاني العطاء والرحمة والعفو والمغفرة، مشتق من المجد وهو اللانهاية في الكرم والفضل والسخاء والعطاء، وكل هذا لله تعالى بلا حدود، يعطي العبد بلا حساب ويمنح الرحمة لمن يشاء ويهب الملك لمن يشاء ويعز من يشاء، واسم الله الماجد له هذه المعاني كلها. الغني المغني الماجد في اللغة بمعنى الكثير الخير الشريف المفضال، والله الماجد من له الكمال المتناهي والعز الباهي، الذي يعامل العباد بالكرم والجود، والماجد تأكيد لمعنى الواجد أي الغني المغني، واسم الماجد لم يرد في القرآن الكريم، ولكن مجمع عليه، ويقال إنه بمعنى المجيد إلا أن المجيد أبلغ، وحظ العبد من الاسم أن يعامل الخلق بالصفح والعفو وسعة الأخلاق، والماجد دال على كثرة الإحسان. واسم الله «الماجد» جاء ذكره في حديث الترمذي، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، وفيه، «إن لله تعالى تسعة وتسعين اسماً مائة غير واحد، من أحصاها دخل الجنة، وذكر منها «الماجد»، وفي حديث أبي ذر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال، في الحديث القدسي عن الله سبحانه تعالى: «ذلك بأني جواد ماجد أفعل ما أريد، عطائي كلام وعذابي كلام إنما أمري لشيء إذا أردته أن أقول له كن فيكون». قال الإمام ابن منده، ومن أسماء الله عز وجل «الماجد»، قال ابن قتيبة في «تفسير غريب القرآن»، مجد الله، شرفه وكرمه، وقال ابن القيم، وأما المجد فهو مستلزم للعظمة والسعة والجلال، كما يدل على موضوعه في اللغة. صفات المجد قال ابن منظور في «لسان العرب»، المجد المروءة والسخاء، والكرم والشرف ويجمع معنى الجليل والوهاب والكريم، وقال الشيخ عبد الرحمن بن سعدي في التفسير، وهو الموصوف بصفات المجد والكبرياء والعظمة والجلال. وقال العلماء، الماجد في حق الله تعالى، هو الذي له الكمال في الأوصاف والأفعال، وهو الذي يعامل عباده بمنتهى الجود والإحسان، يتجلى عليهم بمدد الإقبال، وينادي عليهم بنداء العطاء والأفضال، إن الله يجزي عن القليل من الطاعات بالجزيل من الحسنات، ويغض الطرف عن كثير من الهفوات، ويفتح الطريق أمام المذنبين للتوبة، ويأخذ بأيديهم إلى الإنابة، ويبدل سيئاتهم - إن تابوا - حسنات، مصداقاً لقوله تعالى: (إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا)، «سورة الفرقان: الآية 70». ومن أقوال بعض الصالحين، الماجد تأكيد لاسم الواجد، ومعناه الغني المغني، ومن لوازم الغنى الكريم إغناء غيره، ومن كمال صاحب النعمة الوهاب المنح والعطاء، فتعالى الله الملك الحق، الذي يهب الفضل ابتداء، ويرزق عباده من غير سؤال منهم. المغفرة والرحمة والماجد يدل على الهبة والعطية، فالله تعالى ماجد له من المجد والكرم والرزق والعفو والمغفرة والرحمة ما يكفي كل مخلوقاته من بداية الخلق وإلى ما لا نهاية، بل يزيد على هذا كله لأنه الله تعالى الماجد، وهو وحده الذي يملك الكرم والفضل. والله الماجد تفرد بصفات الجلال والجمال على سبيل الإطلاق، ومجده ظاهر في خلقه وظاهر في عظمته، والماجد هو الله سبحانه وتعالى الذي له المجد كله، والمجد هو الغنى والعز والشرف والكرم والحمد والثناء التام. والماجد هو واهب المجد والعزة قال تعالى: (مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا)، «سورة فاطر: الآية 10»، فهو الذي له المجد كله في الملك، واهب المجد لمن شاء ومتى شاء وكيف شاء الذي ينتهي إليه المجد كله وينتسب لجلاله الحمد كله. وفي هذا الاسم الكثير من المعاني الجليلة، فهو يشير إلى ذروة الإحسان والفضل فلا إحسان ولا فضل بعد إحسان وفضل الله الماجد، وحظ العبد من هذا الاسم أن يداوم على حمده لله تعالى.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©