الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

المدير يَعْبُر ببيئة العمل للأمام أم يعود بها خطوات إلى الخلف؟

المدير يَعْبُر ببيئة العمل للأمام أم يعود بها خطوات إلى الخلف؟
15 مايو 2014 21:37
العلاقة بين المدير والموظف تحكمها اللوائح والقوانين في إطارها العام، وعلى الرغم من أن هذه القواعد المنظمة للعمل بين الطرفين ليست وحدها هي معيار النجاح، إلا أن المدير الناجح من الضروري أن تتوافر لديه مقومات قيادية حتى يعبر بموظفيه إلى منطقة الإبداع الحقيقي، لكن بعض الموظفين يشعرون بأنهم في كثير من الأحيان أمام مدير حاد الطباع يستسلم للروتين، وهو ما يولد لديهم مشاعر عدم الرضا، لكن الكثير يتخذ من حدة طبع بعض المديرين وسيلة للتفوق وإظهار البراعة، وآخرون يستسلمون للكسل كنوع من رد الفعل المعاكس، وبين إشكاليات عدم الرضا والقبول تتأثر بيئة العمل، إذ إنه ليس من الضروري أن يكون عدم تقبل المدير مدعاة للتقاعس، وعدم إعطاء العمل حقه. أشرف جمعة (أبوظبي) حول مميزات المدير الناجح، يقول أستاذ علم الاجتماع بجامعة الإمارات الدكتور نجيب محفوظ : من المهم أن يكون أي مدير لديه رؤية وقدرة على الاستكشاف، فهو من المفترض أن يكون نموذجاً يحتذى به في بيئة العمل، وكذلك في أدائه المهني والأخلاقي، ومن ثم يستطيع في نهاية الأمر أن يكون قائداً للعمل ينفذ اللوائح والقوانين من دون بيروقراطية، ويؤكد أن تعامله بشكل عادل مع الجميع يترك آثاراً إيجابية، فالمساواة في حد ذاتها أكبر محفز للارتقاء بأداء العاملين، لأن الإدارة التي تؤثر بعض الموظفين عن زملائهم من دون أسباب منطقية تترك حساسية في نفوس هؤلاء الذين لا يجدون الرعاية نفسها، والإثار ذاته. ويتابع محفوظ ،أنه من السمات المهمة في شخصية المدير أن يكون من الأفراد الذين يتوافر فيهم قدر كبير من الثقة بالنفس، بحيث تتغلب نقاط القوة على نقاط الضعف، فضلاً عن الدورات التدريبية التي تصقل المهارات الفردية، وتزيد من الخبرة غير أن الواقع العملي يبرز الشخصية القيادية بصورة أوسع. ويذكر أن الشخصية العملية القيادية يمكن أن تصل إلى قمة النجاح في الإدارة، وذلك بعد الخضوع إلى دورات تدريبية، إذ إن طرائق الإدارة تعددت، وأصبحت علماً، له مناهجه التي تخضع إلى الجديد دائما، وفق تغيرات العصر، كما أن خبرات المدير الناجح تنتقل تلقائياً إلى كل العاملين معه. سمات مهمة من بين الذين يحبون أن يجدوا في مديرهم الحزم والقوة حمد بن حماد الذي يعمل محاسباً في إحدى الشركات، ويورد أن الموظف بطبعه يميل إلى الراحة وعدم بذل المجهود إلا من رحم ربي، وهو ما يتطلب أن يكون للمدير قدرة عالية على التعامل مع الأساليب الملتوية التي ينتهجها بعض الموظفين، ويشير ابن حماد إلى أن الحزم والحسم من السمات المهمة التي يجب أن يتحلى بها المدير، خاصة أن العديد من الموظفين يبذلون الجهد، أو يتقاعسون بناء على الطريقة التي يتعامل بها المدير معهم، فإن كان حازماً من غير إفراط في استخدام صلاحياته يدير دفة العمل بجدارة، وإن كان ليناً في غير قوة، فإن الزمام يفلت منه، ويلفت إلى أنه لم يضع أبداً حبه أو كرهه لمديره معياراً لالتزامه أو تقاعسه، إذ الأمر من وجهة نظره يتعلق بالضمير ومراعاة حجم الأمانة الملقاة على عاتقه. كلمات جارحة ولا يخفي سليمان المري موظف علاقات عامة مدى تألمه من الطريقة التي يتعامل بها مديره معه ويصفه بالرجل القاسي الذي يتعمد إحراج موظفيه، ومن ثم توجيه بعض الكلمات الجارحة لهم في الاجتماعات وأمام الجميع، ويذكر أنه على الرغم من صلابة هذا المدير، وصعوبة التوافق معه في بيئة العمل، إلا أنه لا يمانع من تقديم العون للموظفين في حال تعرضهم لبعض المشكلات الحياتية ويساعدهم بأقصى سرعة، لكنه في ميدان العمل لا يفرط في حق، بل يجور أحياناً ويكلف العديد من الموظفين بما يفوق طاقاتهم، ويشير إلى أن معظم الموظفين لا يحبونه، ويضطرون للابتسام في وجه تجنباً لأذاه اللفظي، وعلى الرغم من كل هذه السلبيات الموجودة في هذا المدير، إلا أن المري يؤكد أنه من أنجح المديرين الذين عمل معهم، وأكثرهم قدرة على تسيير شؤون العمل بمنتهى البراعة، ويرى أنه ليس من الضروري أن يحب المرء مديره حتى يبدع ويعمل باجتهاد وضمير. بيئة متكاملة وتختلف موزة البريكي مع الرأي السابق بقولها: من الأهمية بمكان أن يحب المرء مديره، ويشعر تجاهه بالراحة النفسية، حتى ينعكس ذلك بالإيجاب على العمل، ولو لم أكن أشعر بأن مديرتي في العمل على قدر كبير من الطيبة وحسن التعامل لما أبدعت في محيط عملي، وتضيف: هناك العديد من الموظفين لا يقدمون الجهد المطلوب بسبب سوء المعاملة التي يلقونها من مديريهم، فبيئة العمل يجب أن تتكامل من خلال التعاون، والاحترام المبادل، وتلفت إلى أن الإدارة فن وموهبة في الوقت نفسه، والمدير الذي يبث الثقة في نفوس موظفيه ويتعامل معهم برقي وتحضر يحصد في النهاية محبتهم ويأمن تقاعسهم، وهناك نماذج كثيرة في حياتنا تدل على أن الفشل والنجاح مرتبطان بمدى قدرة المدير على تطويع كل الموظفين وفق طبيعة العمل، بعيداً عن الروتين والتعنت. روح الفريق لا ينكر إبراهيم الراجحي الذي يعمل مديراً بإحدى الشركات أن كل موظف لديه مميزات وسلبيات في آن واحد، وهو ما يتطلب أن يكون لدى المدير قدر كبير من الذكاء والقدرة على التكيف مع بيئة العمل، ومن ثم النظر بعمق إلى طبيعة كل موظف ومعرفة قدراته حتى يضعه في المكان الذي يستطيع أن يبدع فيه، ويؤمن الراجحي بأن الإدارة الناجحة هي تعمل بروح الفريق الواحد ولا تتعمد إعطاء توقيع الجزاءات بصورة مستمرة دون إظهار المرونة في بعض المواقف فالتعامل مع الموظفين بفوقية يولد لديهم مشاعر الكره، ويرى أنه حقق قدراً من النجاح في ميدان عمله من خلال عقد الاجتماعات الفردية مع بعض الموظفين أصحاب الأداء المتواضع واستطاع في النهاية تحسين مستواهم الوظيفي. مشاعر سلبية منذ سنوات طويلة وأحمد خليل يعمل في إحدى الشركات الخاصة، ويجتهد ما وسعه الاجتهاد لكنه يعيش في حالة من الإحباط الشديد لكونه يتعرض للتهميش في عمله رغم اجتهاده وتميزه في عمله ويبين أنه منذ أن التحق بوظيفته، وهو يحاول أن يؤدي دوره الوظيفي كاملاً، ومن دون كسل لكن مديره يسير على نهج الشركة التي تتعمد عدم مكافأة الموظفين المجدين، وهو ما ترك في نفوسهم مشاعر سلبية، ويلفت خليل إلى أن الموظف لا يعرف إلا مديره، وحين يجد التقدير المناسب يرتقي أداءه ويتفانى في عمله أكثر، وحين يحرم من التقدير يشعر بالإحباط، وتتكون لديه مشاعر سلبية حول هذا المدير. منطق عقلاني عن حب العاملين لمديريهم، أو كرههم له، يشير أستاذ علم الاجتماع بجامعة الإمارات الدكتور نجيب محفوظ إلى أن مؤشر رضا العاملين عن مديرهم يسهم في تعزيز الجانب النفسي والاجتماعي لكون الموظف يكون انطباعاً عن مديرة بصورة مباشرة بناء على شخصيته، وما يصدر عن المدير من سلوكيات وتصرفات في المواقف كافة، سواء التي تتعلق بالجانب العلمي أو الإنساني، فالمشاعر السلبية تفضي في نهاية الأمر إلى تقصير الموظف في أداء مهامه الوظيفية وهو ما يتطلب أن يكون المدير شخصية حيادية تتعامل مع كل المواقف بمنطق عقلاني وقدرة عالية على حل المشكلات، ومن ثم رفع كفاءة الموظفين، ومراعاة كل شخصية على حسب قدراتها وجهودها.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©