الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

إيطاليا بين تعديل قانون الانتخابات وإجرائها

إيطاليا بين تعديل قانون الانتخابات وإجرائها
27 يناير 2008 00:24
في اليوم الذي تلا تقديم رئيس الوزراء ''رومانو برودي'' لاستقالته، بدأ الزعماء الإيطاليون ينحون نحو معركة جديدة حول ما إن كان ينبغي إجراء انتخابات فورية -وهو خيار يرى البعض أنه يصب في صالح رئيس الوزراء السابق ''سيلفيو بيرلسكوني''- أو إصلاح القانون الانتخابي أولاً، المتهم بأنه السبب في انعدام الاستقرار السياسي الذي تعرفه البلاد حالياً· ومثلما ينص على ذلك الدستور الإيطالي، بدأ الرئيس ''جورجيو نابوليتانو'' يوم الجمعة في إجراء مشاورات مع الأحزاب السياسية الكثيرة حول كيفية تجاوز المرحلة الراهنة، ومن المرتقب أن تستمر هذه العملية إلى يوم الثلاثاء المقبل؛ وبالرغم من حرصه على التزام الصمت حول الأزمة التي أنهت عشرين شهراً من وجود حكومة ''برودي'' -يسار الوسط- في السلطة، إلا أن ''نابوليتانو'' تحدث عن حاجة عاجلة وملحة إلى إصلاح القانون الانتخابي· وهكذا، فمن المتوقع أن يسعى إلى تشكيل حكومة مؤقتة من التكنوقراط يعهد إليها بإجراء هذه التعديلات، غير أن ''بيرلسكوني'' وحلفاءه في يمين الوسط -الذين يتقدمون في استطلاعات الرأي، ويتطلعون إلى استرجاع السلطة التي فقدوها لصالح ''برودي'' في انتخابات 2006- يجادلون بضرورة إجراء انتخابات فورية؛ والواقع أنهم قد يتوفرون على ما يكفي من القوة في البرلمان لعرقلة تشكيل أي حكومة مؤقتة قد يقترحها الرئيس ''نابوليتانو''؛ وفي هذا السياق، يقول ''ساندرو بوندي'' -رئيس حزب برلسكوني ''فورسا إيطاليا''-: ''ليس ثمة خيار غير العودة الفورية إلى صناديق الاقتراع من أجل منح الحياة في أقصر وقت ممكن لحكومة قوية''· غير أن ''روبيرتو داليمونتي'' -أستاذ العلوم السياسية في جامعة فلورانس، والذي يقدم استشاراته لليسار بخصوص القانون الانتخابي- يقول: ''إن برلسكوني يعلم أنه يستطيع الفوز''، ويضيف: ''إنه يعلم أنه يستطيع الفوز في ظل أي نظام انتخابي، بما في ذلك النظام الحالي، وكل ما يريده هو تحديد تاريخ للانتخابات، وبالتالي، فأعتقد أنه سيحاول أن يجعل الأمور صعبة بالنسبة لخصومه''· غير أن يسار الوسط، وبالرغم من هزيمته في أزمة تستمر منذ أسبوع وأبعدته عن السلطة، تعهد بعرقلة أي انتخابات سريعة على اعتبار أنها لن تكون في مصلحة أحد غير ''برلسكوني''، مثلما يقولون؛ وفي هذا السياق، قال عمدة روما ''والتر فيلتروني'' -رئيس حزب يسار الوسط الجديد، ''الحزب الديمقراطي''، والخصم المحتمل لبرلسكوني في أي انتخابات مقبلة- بعد خسارة برودي في تصويت حول تجديد الثقة ليلة الخميس: ''إن ثمة حاجة قوية إلى تجنب انتخابات سريعة من شأنها أن تقذف بالبلاد في أزمة كارثية''، مضيفاً: إن إجراء الانتخابات في ظل القانون الحالي ''لن يضمن الاستقرار والتجديد اللذين تحتاجهما إيطاليا''· يذكر أن ''برلسكوني'' قام خلال الأشهر التي سبقت الانتخابات الأخيرة في أبريل 2006 بتغيير القانون الانتخابي للبلاد، والذي كان قد اعتُمد قبل ذلك بسنوات عدة على إثر استفتاء شعبي، ووجه القانون بانتقادات واسعة على اعتبار أنه يخدم مصلحة الأحزاب السياسية الصغيرة الكثيرة في إيطاليا -والتي يقول المنتقدون إنها تفكك السلطة وتضعفها- ويصعِّب إمكانية الحصول على أغلبية واضحة في الغرفة العليا للبرلمان -مجلس الشيوخ· والواقع أن بعضاً من حلفاء ''برلسكوني'' انتقدوا القانون؛ بل إن وزيره في العدل ''روبيرتو كالديروني'' -المسؤول عن صياغته- وصفه بـ''الفحش''، والذي يعني ''الزبالة'' تقريباً· وعلاوة على ذلك، فإن العديد من الخبراء لا يستبعدون إمكانية أن يَعلق ''برلسكوني'' أيضاً في أغلبية صغيرة في مجلس الشيوخ على غرار ما حدث لـ''برودي''، وهو ما من شأنه أن يفضي إلى سنوات عديدة أخرى من عدم استقرار الحكومة· من جهة أخرى، تم تداول أسماء بعض الشخصيات التي من الممكن أن تشغل منصب رئيس الوزراء لفترة انتقالية، في حال حظيت حكومة من هذا القبيل بموافقة البرلمان، وقد التقى ''نابوليتانو'' بإحداها، وهو رئيس مجلس الشيوخ ''فرانكو ماريني'' العضو في ''الحزب الديمقراطي'' والمسؤول النقابي السابق، ومن الأسماء الأخرى التي تم تداولها أيضاً ''ماريو مونتي''، رئيس جامعة ''بوكوني'' في ميلان والمفوض الأوروبي السابق المكلف بالمنافسة؛ و''ماريو دراغي''، رئيس البنك المركزي· ومن جانبهم، تداول حلفاء ''برلسكوني''، وبالرغم من معارضتهم لفكرة الحكومة المؤقتة، اسم ''جياني ليتا'' نائب رئيس الوزراء في عهد حكومة ''برلسكوني'' وواحد من كبار مساعديه· غير أن شخصاً واحداً أعلن أنه لن يقبل بالمنصب، وهو ''رومانو برودي'' الذي يبلغ 68 عاماً، والذي تغلب على برلسكوني في الانتخابات مرتين، وسقط مرتين بسبب تفكك في التحالف الذي يشكل حكومته· وللتذكير، فإن الأزمة الحالية بدأت يوم الاثنين بعد أن سحب وزير العدل السابق في حكومة برودي ''كليمنتي ماستيلا'' دعمه للتحالف الحكومي، متسبباً في فقدان الحكومة للأغلبية؛ وقال برودي للصحفيين يوم الجمعة: ''حتى إن خسرت في البرلمان بصوت واحد فقط، فهذا يعني أن هذا الائتلاف قد خسر''، مضيفاً ''وعملي الآن هو أن أكون جداً (صالحاً)''· آيان فيشر وإيليزابيتا بوفوليدو- روما ينشر بترتيب خاص مع خدمة نيويورك تايمز
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©