الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

عقاب الأطفال.. أكثر القضايا إثارة للاختلاف والجدل

عقاب الأطفال.. أكثر القضايا إثارة للاختلاف والجدل
8 سبتمبر 2016 20:51
خورشيد حرفوش (القاهرة) أكدت الدكتورة هالة السويفي، استشارية الصحة النفسية بمستشفيات جامعة عين شمس، أنه ليس هناك اتفاق كامل بين علماء التربية حول مفهوم عقوبة الطفل، وتوقيتها، وأساليبها، لكن تؤكد في الوقت نفسه أن عقوبة الطفل لا يجب أن تبتعد عن كونها وسيلة تربوية تسهم في تقويم الطفل في الاتجاه الإيجابي وليس السلبي. وما هي إلا مجرد تذكير إضافي لما يريده الكبار من الطفل أن يفعله، أو يبتعد عنه. لكنها ليست العنصر الأساسي في عملية الانضباط أو التأديب. وقالت: الطفل ليس مجرماً حتى نعاقبه، وإن أساس التأديب الصحيح نشأة الطفل في أسرة متحابة يربط الحب والمودة بين أعضائها، فينشأ محبوباً ويتعلم كيف يحب الآخرين. ومهمة الآباء والأمهات السير بالطفل في الطريق الصحيح مهما كلف الأمر. ولا يتوقع منهما أن يشاهدا الطفل يتلف شيئا ما أو يقدم على خطأ ويقفا ليتفرجا، وخاصة إن كان الطفل قد أصبح يدرك الصواب من الخطأ بعد سن الثالثة، وقد يقررا أن يعاقباه حتى لا يكرر الخطأ نفسه. اختيار العقوبة وأضافت: «لا أنصح بالعقوبات القاسية قبل سن السادسة على الإطلاق. واختيار عقوبة ما يتوقف على تأثيرها الإيجابي في تصحيح السلوك المعوج دون أن تترك آثاراً سلبية كبيرة. فإن زادت من غضب الطفل وحدته وتحديه، فمن المؤكد أنها عقوبة فاشلة، والعكس صحيح. ومن الأهمية ألا تحطم روحه المعنوية إذا كانت أقوى من المتوقع، لذا فاختيار نوع العقوبة يتوقف إلى حد كبير على نمط شخصية الطفل وردود أفعاله، لذا فإنها تختلف من طفل لآخر». تجنب التهديد وتحذر الآباء والأمهات من اللجوء إلى أسلوب التهديد والوعيد، لأنها تضعف من تأثير العقوبة، وعدم عقاب الطفل على أمر لا يفهمه، أو أنه يجد نفسه يعاقب ولا يدرك الأسباب. ومن الأهمية توعية الطفل بخطئه أولاً بأول، وألا يؤجل العقاب لفترة ما حتى لا يجعل الطفل متوتراً، وقلقاً ومشدوداً لفترة طويلة، وقد يسبب له هذا التوتر والخوف الوقوع في أخطاء أخرى وهكذا. ومن الأفضل والأعدل أن يوجه إلى الطفل إنذار مسبق في حالة إقدامه على الخطأ، ومن غير المقبول على الإطلاق توجيه إنذارات وتهديدات لا تطبق، لأن من شأنها تدمير السلطة الأبوية. فعندما تقول الأم لأبنتها: «لو فعلت كذا.. لا خروج لك يوم الجمعة»، عليها أن تنفذ ما تقول مهما كلفها من أمر، لكن في مرات لاحقة يمكن أن تفهم طفلتها أن بإمكانها إلغاء العقوبة إن غيرت من تصرفاتها على سبيل المثال. إصبع الاتهام وتضيف الدكتورة السويفي: «قبل أن يوجه الآباء والأمهات الذين يفشلون في السيطرة على أبنائهم أصابع الاتهام إلى أطفالهم، عليهم توجيهها إلى أنفسهم أولاً. مثل هؤلاء هم في حاجة إلى مساعدة. قد يكثرون من ترديد «الطفل لا يسمع الكلام» أو «لا يطيع». أو «سيء السلوك» هؤلاء غالباً يظنون أنهم يمارسون السيطرة الإيجابية على الأبناء. لكن لو راجعنا أساليبهم لوجدناهم لا يطبقون ما يتوعدون به، أو يكثرون من التهديد والوعيد دون اكتراث، وفي مناسبة وغير مناسبة. أو منهم من يجبر الطفل على الانصياع لفعل شيء معين، وبعد فترة من الوقت نجدهم يغفلون متابعة الاستمرار على تنفيذ ما يطلبون. مثل هذه النوعية من الآباء والأمهات إنما هم يستدرجون الطفل إلى الخطأ، وسوء السلوك أو التصرف. أو أنهم لم يهيئوا أطفالهم لتقبل نصائحهم وتوجيهاتهم دون رفض أوعناد أو تمرد. ومن ثم يشكون عدم جدوى العقاب، وهم غالباً قد عاشوا طفولة متناقضة نراها تنعكس على رؤيتهم وطرق تعاملهم دون أن يعوا ذلك. ثبات المبدأ تؤكد الدكتورة السويفي على ثبات المبدأ ومعيارية العقوبة، بمعنى لا يجب أن ننهر الطفل على شيء نحن نقوم به أمامه، أو نمنعه من شيء ونحذره منه، ثم نغض الطرف عن الشيء نفسه في وقت آخر. أو يعنفه الأب بشدة بسبب لفظ غريب يتفوه به وقد التقطه من أقرانه، ثم يعود ويتغاضى عنه، أو يضحك منه في وقت آخر. وقالت: هذا من شأنه أن يوقع الطفل في تناقض وتضارب، وتختل لديه معايير الصواب والخطأ. كما لا يجوز أن يتفوه الأب أو الأم بكلمات نابية وسباب أمام أطفالهما، ويطلبان منه عدم تبادل تلك السباب بينهم. أو تكذب الأم لجارتها أمام طفلتها، ثم تعود لتعاقبها إن كذبت مع صديقتها، أو كذبت عليها.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©