الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

احتجاجات تركية تحمل الحكومة مسؤولية كارثة المنجم

احتجاجات تركية تحمل الحكومة مسؤولية كارثة المنجم
15 مايو 2014 02:27
فجرت كارثة انفجار منجم في مدينة سوما غرب تركيا أمس، تظاهرات غاضبة في أنقرة وإسطنبول، وسوما تحمل حكومة رجب طيب أردوغان المسؤولية عن مقتل 245 عاملاً وفقدان نحو 190 آخرين، بينما قالت الشركة المشغلة للمنجم، إنه تم إنقاذ نحو 450 من العمال. وقمعت الشرطة التركية التظاهرات بالغاز المسيل للدموع، وأعلن أردوغان، الذي زار مكان الحادث، الحداد الرسمي ثلاثة أيام على ضحايا المنجم، فيما فتحت الحكومة تحقيقاً في الحادث. وذكر وزير الطاقة التركي تانير يلديز أن الحريق المستمر وغازات أول أوكسيد الكربون السامة تعوق جهود الإنقاذ في المنجم الواقع في بلدة سوما الجنوبية. وقالت شركة «سوما كومور» المشغلة للمنجم في بيان، إنه تم إنقاذ نحو 450 عاملاً منذ الانفجار الذي وقع أمس الأول، في حين مازال مصير نحو 190 آخرين غامضاً، مع تلاشي آمال العثور على مزيد من الناجين، فيما اعتبر الحادث أسوأ كارثة صناعية في البلاد. وأثار حادث المنجم حالة من الغضب في مختلف أنحاء البلاد التي تشهد نمواً اقتصادياً سريعاً منذ عشر سنوات، لكنها لا تزال تعاني أحد أسوأ سجلات السلامة في أماكن العمل في العالم. واتهم المعارضون حكومة أردوغان بتجاهل التحذيرات المتكررة بشأن سلامة المناجم في البلاد. وبينما تضاءلت الآمال بالعثور على ناجين، اشتبكت قوات الأمن مع مئات المحتجين على تعامل السلطات مع الكارثة. وواجهت الحكومة التركية انتقادات بسبب وجود إهمال محتمل. فقد تظاهر نحو الآلاف في أنقرة وإسطنبول ضد الحكومة التي يحمّلونها مسؤولية حادث المنجم. وأطلقت الشرطة التركية الغاز المسيل للدموع على مئات الطلاب الذين كانوا يتظاهرون في أنقرة، كما استخدمت الشرطة الغاز نفسه ومدافع المياه لتفريق المحتجين على طريقة تعامل السلطات مع الحادث في إسطنبول. وكان نحو 800 محتج قد رشقوا الشرطة بالحجارة ورددوا هتافات مناوئة للحكومة، أثناء محاولتهم السير في مظاهرة من إحدى الجامعات بالعاصمة أنقرة إلى مبنى وزارة الطاقة. كما أثارت الحادثة ردود فعل قوية على شبكات التواصل الاجتماعي، لا سيما ضد الحكومة التي اتهموها بالإهمال واللامبالاة حيال مصير العمال والمحرومين عموما، بينما وجهت دعوات للتظاهر. لكن يلدز حاول الطمأنة في هذا الشأن قائلاً «في حال كان هناك إهمال فلن نسكت عن ذلك، سوف نتخذ كل الإجراءات الضرورية ومن بينها إجراءات إدارة وشرعية». من جانب آخر، اطلق مكتب المدعي العام المحلي أمس تحقيقاً محلياً في الحادث. وقال أردوغان في مؤتمر صحفي بعد زيارة موقع الحادث «نحن كأمة بها 77 مليون شخص يعانون ألماً شديداً». لكنه فيما يبدو تحول للدفاع عندما سئل عما إذا كانت إجراءات السلامة كافية في المنجم. وقال «تحدث انفجارات من هذا القبيل في المناجم طول الوقت». وسرد قائمة لحوادث المناجم في العالم منذ عام 1862. وأدلى أردوغان بهذا التصريح أمام الصحفيين في سوما المدينة التي وقعت فيها الكارثة، حيث وصل مع أعضاء من حكومته لتفقد الموقع كما أفادت شبكة «سي إن إن تورك»، وكان هناك حشد كبير من العائلات. وأعلن الحداد لمدة ثلاثة أيام وألغى زيارة رسمية إلى ألبانيا. وجاء في بيان صادر عن مكتبه «بسبب الكارثة التي وقعت في منجم سوما، أعلن الحداد الوطني لثلاثة أيام اعتباراً من 13 مايو». كما ألغى الرئيس التركي عبدالله جول أيضاً جولة إلى الصين، كان من المقرر أن تبدأ اليوم الخميس، من أجل أن يسافر إلى سوما. وأبرزت هذه الكارثة السجل السيئ لتركيا بشأن سلامة العمال وجددت دعوات من جانب المعارضة لإجراء تحقيق في تراجع معايير السلامة في مناجم كانت الدولة تديرها في السابق. ووقع الانفجار الذي أشعل حريقاً بعد الساعة الثالثة مساء بوقت قصير من أمس الأول بالتوقيت المحلي، في سوما على جنوب غرب إسطنبول، أثناء تغيير نوبة العمل، مما أدى إلى شكوك بشأن العدد الدقيق لعمال المناجم المحاصرين بالداخل. وفي وقت سابق قال يلديز للصحفيين في مكان الحادث «نحن نتجه على الأرجح إلى أكبر حادث من نوعه على الإطلاق في تركيا». وذكر أن 787 عاملاً كانوا في المنجم في ذلك الوقت، وأن عدد القتلى قد يرتفع أكثر. وقال «آمالنا تخبو فيما يتعلق بجهود الإنقاذ». وعزا الوزير سبب تشاؤمه إلى واقع أن «الحريق مستمر» في المنجم الواقع بمحافظة مانيسا. لكن وكالة الأنباء التركية الرسمية قالت إن ستة عمال سحبوا أحياء من المنجم صباحاً، لكن بدون إعطاء توضيحات حول وضعهم الصحي. وضخ عمال الإنقاذ الأوكسجين إلى داخل المنجم لمحاولة إبقاء المحاصرين داخله على قيد الحياة، بينما تجمع آلاف من أقارب وزملاء عمال المنجم خارج مستشفى البلدة. وكثير من العمال الذين لقوا حتفهم أصيبوا بالتسمم لاستنشاقهم أول أوكسيد الكاربون. وقالت إدارة الكوارث والطوارئ في رسالة بالبريد الإلكتروني إنه تم إنقاذ نحو 93 شخصاً، بينهم العديد من رجال الإنقاذ، ويتلقى 85 منهم العلاج من جروح أصيبوا بها. وقال نور الدين أكول رئيس اتحاد المناجم التركية، إن هناك ما بين 100 و190 شخصاً لا يزالون في المنجم. وكانت فرق الإنقاذ تعمل صباح أمس في الموقع وتبعد الصحفيين والفضوليين عن المنطقة. وانتشر العديد من عناصر الدرك والشرطة في محيط الموقع، لتسهيل دخول وخروج سيارات الإسعاف بين موقع الكارثة ومستشفى سوما، حيث يوجد المنجم. وعلقت الوكالة التركية المكلفة الأحوال الطارئة، لوائح طويلة عليها أسماء الجرحى والمستشفيات التي يتواجدون فيها. واعتبرت شركة سوما كومور للمناجم في بيان أن الانهيار «حادث مأساوي»، مضيفة «المؤسف أن عدداً من عمالنا قضوا في هذا الحادث، وقع الحادث رغم أكبر قدر من الإجراءات الأمنية وعمليات التفتيش، لكننا نجحنا في التدخل سريعاً». وأوضح وزير العمل والأمن الاجتماعي التركي أن المنجم تمت معاينته آخر مرة في 17 مارس، وكانت المعايير المطلوبة متوافرة فيه. لكن العامل أوكتاي بيرين قال «ليس هناك أي سلامة داخل هذا المنجم، النقابات ليست سوى دمى والإدارة لا تفكر إلا في المال». وقال زميله تورغوت سيدال «هناك أناس يموتون في الداخل وجرحى، كل ذلك من أجل المال». وأوضح الاختصاصي في الصناعة المنجمية فيدات ديداري أن «الخطر الرئيسي يتمثل في نقص الأوكسجين»، مضيفاً «إذا كانت أجهزة التهوئة معطلة، فإن العمال قد يقضون خلال ساعة». وقدم رئيس الاتحاد الأوروبي هرمان فان رمبوي تعازيه لتركيا. وقال في بيان «أود أن أعبر عن تعازي الحارة وتعاطفي الشديد للحكومة التركية ولكل المتضررين من الحادث المأساوي». وفي الفاتيكان، دعا البابا فرنسيس المؤمنين الكاثوليك في العالم إلى الصلاة من أجل عمال المنجم الأتراك الذين قتلوا في حادث سوما، والذين لا يزالون عالقين تحت الأنقاض. (أنقرة، إسطنبول - وكالات)
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©