الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

محمد بن راشد: خليفة يولي قواتنا المسلحة رعاية كاملة ويحرص على مواكبتها لأحدث الأسلحة والنظم

محمد بن راشد: خليفة يولي قواتنا المسلحة رعاية كاملة ويحرص على مواكبتها لأحدث الأسلحة والنظم
5 مايو 2011 23:33
وجه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي «رعاه الله»، كلمة عبر مجلة «درع الوطن» بمناسبة الذكرى الخامسة والثلاثين لتوحيد القوات المسلحة. وفيما يلي نص كلمة صاحب السمو نائب رئيس الدولة: إخواني وأبنائي ضباط وجنود قواتنا المسلحة.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. يتجدد لقاؤنا السنوي اليوم لنحتفل ومعنا أبناء وطننا الغالي بذكرى صدور القرار التاريخي بتوحيد قواتنا المسلحة الباسلة. وفي هذا اليوم الأغر، أهنئكم بالمستوى المشرف الذي وصلتم إليه من حيث الجاهزية والانضباط والكفاءة، وأحيي فيكم روح الجدية والإخلاص في أداء الواجب والدوام على التدريب والحرص على اكتساب المعرفة والخبرة ومواكبة كل جديد ومفيد ذي صلة بالعمل العسكري. وأنا فخور بعمق انتمائكم الوطني وصدق ولائكم لقيادتنا الرشيدة وموفور عطائكم لتعزيز الأمن والاستقرار وتأمين قدرة دولتنا على مواجهة كافة التهديدات والأخطار المحتملة.. واعتزازي كبير بما تتحلون به من شهامة ونخوة ورجولة وإيثار على النفس ليظل رأس الوطن مرفوعا وتظل حرمة ترابه ومياهه وأجوائه مصانة وتظل راياته عالية خفاقة تعانق المجد تظلل مسيرة البناء والنماء والتقدم وتجتمع حولها أفئدة المواطنين وسواعدهم مجسدين أروع صور التلاحم الوطني لشعب كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضا، ملتفا حول قيادته، سعيدا بإنجازاتها، مطمئنا برؤيتها وحكمتها على حاضره ومستقبل أبنائه وأحفاده. أيها الضباط والجنود.. ليس في أيام السنة ما هو أغلى من الأيام التي نحيي فيها مناسباتنا الوطنية. إنها الأيام التي تشرق فيها النفوس بالمعاني السامية وتنبض فيها الذكريات الحميمة بالحياة وتحضر معها الدروس والعبر التي لا تقدر بثمن وتشحذ فيها الهمم للمضي بقوة وثقة إلى الأمام.. وأول ما يغمر قلوبنا اليوم هو الشكر للمولى عز وجل الذي كتب لنا التوفيق والهداية وأرشدنا إلى سواء السبيل ومكننا من العمل الصالح الذي يبقى في الأرض وينفع الناس. وحين نعود بالذاكرة إلى مثل هذا اليوم قبل خمسة وثلاثين عاما ونتمعن في الظروف والأوضاع التي صدر في ظلها قرار توحيد القوات المسلحة نزداد تقديرا واحتراما وإجلالا للوالد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، فقراره في السادس من مايو 1976 استكمل أركان الاتحاد وضمن للدولة الوليدة النجاح، وكان حرصه على تنفيذ القرار بالتدرج تعبيرا عن فهمه العميق للواقع و إدراكه الذكي لسبل تغييره وتطويره بما يحقق الأهداف المرجوة من القرار وجاءت رعايته لعملية بناء قواتنا المسلحة، لتؤكد أنه صاحب رؤية صائبة تستشرف المستقبل وتعد له بما يحفظ للوطن كرامته ويوفر له المنعة والأمن والاستقرار والقدرة على ردع الطامعين والمغامرين والمتآمرين. أما الدروس المستفادة من مسيرة السنوات الخمس والثلاثين، فإنها تفيض بالعبر والنتائج على الوطن بأسره، وأهم هذه الدروس هي الدلالات والخلاصات التي تنطق بها ملحمة توطين قواتنا المسلحة.. نعم إنها ملحمة وطنية بكل معنى الكلمة. وإخواني الذين عاصروا معي قرار التوحيد يعرفون حجم وتركيبة وتسليح جيشنا الوطني في بدايات تأسيسه أكثر ما كان يثير الشجن والقلق هو النقص الفادح، بل الندرة في الكفاءات الوطنية في مجالات القيادة والسيطرة والتخطيط والتنظيم والتأهيل والتدريب. هذا الوضع كان كفيلاً بنشر اليأس والإحباط حتى في نفوس المتفائلين، لكنه كان لقيادتنا حافزا لمزيد من العمل والإصرار على النجاح.. وهكذا وفي فترة زمنية قياسية نجحنا في تكوين الكفاءات الوطنية التي تتولى اليوم كافة المسؤوليات، وفي كافة الرتب والمستويات والتخصصات وتتمتع بقدرة عالية ومهارة في القيادة والتخطيط والتنفيذ وإدارة واستخدام أحدث الأسلحة ومنظومات السلاح. وهنا لا بد أن أتوجه بالشكر والتقدير والعرفان إلى أخي صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة القائد الأعلى للقوات المسلحة - حفظه الله - لاهتمام سموه ورعايته الدائمة لقواتنا المسلحة وتوفيره لكل احتياجاتها وحرصه على مواكبتها لأحدث ما أنتجه العقل البشري من أسلحة ونظم وأفكار. كما أشكر أخي الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة على دوره في تطوير قواتنا المسلحة ومتابعته لكافة شؤونها بدأب يكفل جاهزيتها وتفوقها وحسن أدائها للمهام التي يكلفها بها قائدها الأعلى. إخواني وأبنائي الضباط والجنود .. أنتم قرة عين الإمارات، وطننا المسكون بالخير والحب والتفاؤل والطموح الذي لا تحده حدود.. واحتفالكم اليوم بالذكرى الخامسة والثلاثين لصدور قرار التوحيد هو احتفال بمسيرة ظافرة، تتوجت بإنجاز كبير تمثلونه أنتم بكفاءتكم وتطور قدراتكم وإخلاصكم وصدق انتمائكم وولائكم للوطن والقيادة، ولم يكن لهذا الإنجاز المهم أن يتحقق بهذا المستوى الرفيع، لولا أنه فصل في كتاب الإنجازات الوطنية الباهرة في كافة المجالات. تتعدد فصول الكتاب والعنوان واحد: دولة الإمارات العربية المتحدة. فصل أول في القيادة التي بنت دولتنا الاتحادية من أساساتها الأولى وسخرت كل جهودها ووقتها وإمكاناتها لتمتين الأساسات والسير بها إلى العلا، ناشرة الخير والتقدم والتحضر في جميع أرجاء الوطن..وفصل في التغير الإيجابي الذي جمع الصفوف ولم الشمل بتوحيد الإمارات السبع في دولة اتحادية انبثقت من واقعنا وارتقت به وانتقلت بالهويات المحلية إلى الهوية الإماراتية الجامعة التي استقرت عميقا في وجداننا نعتز بانتمائنا إليها ونفاخر بها الناس أجمعين. وفصول في العمران بمعناه الإنساني الشامل وفي التنمية الاقتصادية الاجتماعية التي محورها المواطن و في النهضة المعرفية والتحديث المنسجم مع عقيدتنا الإسلامية وقيم شعبنا وعاداته وتقاليده، وفي التمكين الذي لا يغفل ساحة ولا نشاطا إنسانيا ولا حاجة مادية أو معنوية و في الوعي على الطرق المثلى لتلبية الاحتياجات وفي الفاعلية الحضارية والإسهام الإيجابي في قضايا عصرنا ومنطقتنا وأمتنا وعالمنا. أيها الضباط والجنود .. ستظل دولة الإمارات العربية المتحدة بحكمة قيادتها وتضامن أبنائها وكفاءة مؤسساتها المدنية وأجهزتها الأمنية واحة البناء والتقدم والأمن والاستقرار في هذا العالم الحافل بالمتغيرات والمستجدات، وهذه المنطقة الحافلة بالقلاقل والاضطرابات..وستظل دولة الإمارات العربية المتحدة نموذجاً يحتذى للحكم الرشيد الذي لا يشغله شيء عن توفير كل متطلبات تحقيق رفاهية الشعب في وطن قوي ومنيع وعفي يؤمن لأبنائه الكرامة والعزة ونوعية الحياة التي تتحقق فيها الذات الوطنية وتنطلق معها طاقات المواطنين لتشارك وتبادر وتبدع في كل مواقع العمل الحكومي والخاص، وفي كل حقول الآداب والفنون الراقية. وستظل دولة الإمارات العربية المتحدة النموذج الحي الذي يثبت للقيادات والنخب والشعوب الخليجية والعربية بأن اتحاد دول مجلس التعاون ممكن، وأن الاتحاد في الإطار العربي الأوسع ممكن أيضا. إخواني وأبنائي.. سلام على كل يد تبني وتعطي للوطن.. وسلام على زملائكم الذين يؤدون مهامهم العسكرية والإنسانية في ميادين الرجولة والشرف والفروسية.. وسلام على زملائكم الذي سبقوكم في نيل شرف الانتساب لجيشنا الوطني.. والسلام والتحية والتهنئة أرفعها باسمكم جميعا وباسم منسوبي كافة أجهزتنا الأمنية وأبناء شعبنا الأبي إلى أخي القائد الأعلى للقوات المسلحة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله” وإلى إخواني أصحاب السمو أعضاء المجلس الأعلى، مجددين عهد الولاء والوفاء لقيادتنا والعطاء لوطننا الغالي..والله ولي التوفيق.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©