خبراء يتنبأون بقرب انتقال محتوى الإنترنت إلى شاشة التلفزيون

بعد أن كثر الحديث عن قرب ابتداع الوسائل والمواقع الإلكترونية التي تسمح لمستخدمي الكمبيوتر بمتابعة الأفلام والمسلسلات وبقية المحتويات التلفزيونية على شاشات أجهزتهم المحمولة “اللاب توب” (والتي تعرضنا لها على هذه الصفحة في 11 يوليو الجاري)، يعمل خبراء في تحقيق هدف معاكس يتمثّل في استظهار محتوى شبكة الإنترنت على شاشة التلفزيون. وينطوي كلا الابتكارين على أهمية كبيرة لأنه يتيح المزيد من المرونة في الانتقال من منصّة إعلامية وترفيهية إلى أخرى؛ كما تلتقي هذه الابتكارات مع هدف نهائي يتجلّى في السعي إلى دمج كافة الوسائط الإعلامية في منصّة واحدة يمكنها أن تؤدي كافة الأغراض الاتصالية والترفيهية. ومن بين الشركات العالمية التي تعمل الآن بدأب على تحقيق تقنية استظهار محتوى الإنترنت على شاشة التلفزيون، شركة “لوجيتيك” التي تشتهر بتصميم وبناء الأجهزة الطرفية للكمبيوتر مثل لوحات المفاتيح وكاميرات الفيديو المدمجة؛ وأقحمت نفسها مؤخراً بمحاولة ابتداع علبة تتضمن البرامج التطبيقية التي تسمح بنقل محتوى الفيديو من مخزن جوجل إلى شاشات التلفزيون في غرف المعيشة. ويبدو جيرارد كويندلين، المدير التنفيذي للشركة شديد الحماسة لتحقيق هذا الاختراق المهم من خلال تصريحات أدلى بها مؤخراً للصحافة في هذا الصدد وأشار فيها إلى أن بعض الشركات سبقته إلى بناء البرامج التطبيقية التي تسمح باستظهار (بعض) مواد الإنترنت على شاشة التلفزيون؛ ولكنّه يرى أن مشكلة هذه الاختراقات الأولى تكمن في أن الناس يريدون الدخول إلى المحتويات الكاملة للإنترنت وليس إلى بعضها فقط. وحتى الآن، لم يتمكن أحد من ابتداع البرنامج التطبيقي الذي يسمح بتحقيق هذا الهدف. ونظراً للصعوبات التقنية التي ينطوي عليها هذا الهدف، فلقد عمدت شركتا “جوجل تي في” Google TV، وهي تمثّل القسم الخاص بتطوير محتويات وتقنيات العرض التلفزيوني في شركة جوجل، وشركة “لوجيتيك”، إلى التعاون مع بعضهما البعض لإتاحة الفرصة أمام شرائح واسعة من المستخدمين لمتابعة المواد التلفزيونية على شاشة الكمبيوتر، واستحضار محتويات ومواقع الإنترنت كلها على شاشة التلفزيون. ويفضل كويندلين أن يصف هذا التطوّر المنتظر بأنه “ثوريّ” وفق كل المقاييس. وفي مؤتمر صحفي عقده كويندلين لشرح هذه التطورات، تلقى سؤالاً من لي جوميز رئيس تحرير مجلّة فوربس قال فيه إنه رأى بعض الأدوات التي تستخدم في استظهار محتوى الإنترنت على شاشة التلفزيون ولكنه لم يفهم السبب الذي يدفع مستخدمي الكمبيوتر الشخصي المحمول إلى مشاهدة موقع “يوتيوب” على شاشة التلفزيون في الوقت الذي نرى علائم السعادة ترتسم على وجوههم وهم يتابعونه على شاشات اللاب توب. فما الحاجة إذن لهذه التقنية الجديدة من أساسها؟. يقول كويندلين إن التفسير الوحيد لشعور المستخدمين بالغبطة عند استظهار مواقع الإنترنت على الكمبيوتر يكمن في أن ذلك يمثل الآن الخيار الوحيد أمامهم؛ وعندما تتحقق تقنية استظهار هذه المواقع على الشاشات التلفزيونية الكبيرة فلن يتردد هؤلاء عن متابعتها هناك. وأضاف قوله: “إن ما نعمل على تحقيقه الآن هو إتاحة الفرصة للمستخدمين لمتابعة المواد التي يفضلونها على المنصّات التي يختارونها”. وحول سؤال يتعلق بما إذا كنا سنشهد قريباً ولادة الجهاز الذي يمكنه أن يجمع بشكل عملي بين وظائف التلفزيون والكمبيوتر، قال كويندلين إن من الصعب التنبؤ بهذا الأمر. وأشار إلى أن من الضروري الآن قطع الخطوة الأولى التي تسمح بنقل المحتوى الافتراضي للإنترنت إلى شاشة التلفزيون. ويكون الشيء المهم بعد ذلك هو تحويل كل واحدة من منصّات الوسائط الإعلامية إلى منصّة مفتوحة صالحة لأداء وظائف بقية المنصّات. وسوف يؤدي هذا التطوّر إلى فتح الأبواب الواسعة أمام المطوّرين لابتداع آلاف الخدمات والوظائف الافتراضية الجديدة. ويسعى الخبراء الذين يعملون في “لوجيتيك” لتبسيط هذه التقنيات قدر الإمكان حتى يتمكن أكبر عدد من الناس من الاستفادة منها. وبهذه الطريقة سيتمكن كل إنسان من مشاهدة ما يريد من المحتويات على شاشة الكمبيوتر المحمول أو التلفزيون الثابت وبغض النظر عن المكان الذي يوجد فيه. وهناك مواقع إلكترونية متوفرة بالفعل الآن لتحقيق التطبيق المعاكس وهو استظهار المحتوى التلفزيوني على شاشة الكمبيوتر المحمول؛ ومن أشهرها “هولو دوت كوم” h l .com الذي يسمح للمستخدمين عبر العالم بمتابعة الأفلام والمسلسلات التلفزيونية المعروضة على أشهر الأقنية العالمية. ويبدو بوضوح أن نقل محتوى الإنترنت إلى شاشة التلفزيون ينطوي على صعوبات تقنية أكبر إلا أن كويندلين لا يشك في أن الخبراء سيتمكنون في القريب العاجل من تذليلها. عن مجلة “فوربس”