الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

سلطان القاسمي يفتتح أيام الشارقة الثقافية في غرناطة ويوقع النسخة الإسبانية من «سرد الذات»

سلطان القاسمي يفتتح أيام الشارقة الثقافية في غرناطة ويوقع النسخة الإسبانية من «سرد الذات»
5 مايو 2011 22:45
أكد صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة أن النهج الثقافي الذي تبنته الشارقة خلال العقود الماضية، يلعب دوراً فاعلاً في التقارب بين الشعوب، وتنمية العلاقات بين الدول والمجتمعات، وتبادل الرؤى والمقاربات والتعرف إلى الكنوز المعرفية الإنسانية. جاء ذلك خلال حضور سموه ظهر أمس الأول “الأربعاء” وقائع حفل افتتاح أيام الشارقة الثقافية في مدينة غرناطة بمملكة إسبانيا، والتي تقام فعالياتها في مبنى مصرف غرناطة بالمركز الثقافي لذاكرة الأندلس. وقال سموه: “لقد اخترنا هذا الطريق لإدراكنا بأنه الباب الأمثل للدخول إلى مجتمعات إنسانية تزدهر بالذاكرة وتنمو بالتعاون، وهذا ما ننوي السير على دربه دوماً”. وأضاف: “يسعدنا أن نتواجد معكم في مدينة غرناطة التاريخية العريقة التي تجسد المعاني الكبيرة للوشائج الثقافية التاريخية العربية الإسبانية، وتمثل محطة حوار حضاري تتسع لكل القيم الإيجابية التي تعزز صداقتنا المديدة، حيث إن إسبانيا تعني الكثير بالنسبة لنا، ذلك أنها المنطقة التي شهدت ازدهاراً ثقافياً وعلاقات إنسانية بناءة وفاضت بشواهدها التاريخية، وكانت ومازالت محطة استلهام لنا جميعاً”. وأعرب سموه عن جزيل الشكر والتقدير لمؤسسة المعهد الأوروبي العربي للتربية والتدريب على هذه الدعوة، معتبراً أنها تشكل فرصة أخرى لتعزيز التعاون الثقافي بين الشارقة والمؤسسات الثقافية الإسبانية، مؤكداً سموه حرصه على هذا التعاون ومتابعته بالدعم والتشجيع، مضيفاً: “إن التعاون بيننا يمتد لأكثر من عقد من الزمان والشواهد ماثلة في سلسلة الفعاليات الثقافية الإسبانية التي جرت في الشارقة، لتضيف زخماً للمعارف العامة حول الثقافة والفنون والتراث الإسباني، وكان لها آثار إيجابية على مختلف المستويات، وبالمقابل تتواتر الفعاليات الثقافية للشارقة في العديد من المدن الإسبانية كفالنسيا وغرناطة وأشبيلية، لتأكيد أواصر العلاقات المتينة الموصولة بالتبادل الثقافي”. وأردف صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي: “نعود مجدداً إلى غرناطة عاقدين العزم على استكمال المشروع الثقافي الذي نرعاه من خلال برنامج “أيام الشارقة الثقافية في العالم”، والذي نتابع تنفيذه بعزم وثقة، ولقد ذهبنا بعيداً في تنفيذ هذا المشروع من خلال سلسلة من الفعاليات الثقافية التي تجولت في مناطق ومدن مختلفة من أوروبا وآسيا والعالم العربي، واشتملت على المقتنيات الخاصة للخليج في الخرائط التاريخية، وعروض فنية تراثية ومعارض تشكيلية، ومعارض للمقتنيات التاريخية وأخرى لفنون الخط والزخرفة العربية الإسلامية، والمشاركة بالعروض المسرحية في دول عدة من العالم، بالإضافة إلى تنويعات من الإصدارات والترجمات التي نحرص على إيصالها للذاكرة العالمية”. وأشار سموه خلال كلمته إلى أن الخيار الثقافي للشارقة كانت له آثاره المشهودة، فقد جاء اختيار المنظمة العالمية للتربية والثقافة والعلوم “اليونسكو” للشارقة عاصمة للثقافة العربية في عام 1998 ترجمة أمينة لهذه المثابة، وتكرر ذات الأمر مع مؤتمر الثقافة الإسلامية الذي عقد في مدينة باكاو بأذربيجان عام 2009 حيث تم اختيار الشارقة عاصمة للثقافة الإسلامية لعام 2014”. واختتم صاحب السمو حاكم الشارقة كلمته بالقول: “خلال الشهر الماضي، وأثناء تواجدنا في حفل توزيع جائزة الشارقة للثقافة العربية باليونسكو في باريس، أشرنا إلى أهمية الدور التنويري الفاعل الذي تلعبه الثقافة في التقارب بين الشعوب وتنمية العلاقات بين الدول والمجتمعات، في وقت نحن أحوج ما نكون فيه إلى روح التسامح والتعارف وتبادل الرؤى والمقاربات، والتعرف إلى الكنوز المعرفية الإنسانية”. وكانت وقائع الفعاليات بدأت بوصول راعي الحفل، حيث كان في استقباله كل من الدكتورة حصة عبدالله العتيبة سفيرة الدولة لدى المملكة الإسبانية، وعبدالله بن محمد العويس رئيس دائرة الثقافة والإعلام بالشارقة والدكتور عمرو عبدالحميد مستشار صاحب السمو حاكم الشارقة لشؤون التعليم العالي، وهشام عبد الله المظلوم مدير إدارة الفنون بالدائرة، وعبد العزيز عبد الرحمن المسلم مدير إدارة الثقافة والتراث، وعلي إبراهيم المري مدير عام دارة الدكتور سلطان القاسمي للدراسات الخليجية، وأحمد بن ركاض العامري مدير معرض الشارقة للكتاب، وخوسيه تورليس عمدة مدينة غرناطة، ومانويل بنيرو مدير عام المعهد الاوروبي العربي، وانطونيو خارا رئيس مصرف غرناطة، وفرانسيسكو بوينتس رئيس وحدة التدريب في الجيش الإسباني، وجمع من المهتمين بثقافات الشعوب والفنانين والإعلاميين. وألقى انطونيو خارا رئيس مصرف غرناطة كلمة رحب فيها بصاحب السمو حاكم الشارقة والوفد المرافق، متمنياً أن يكون افتتاح أيام الشارقة الثقافية في الأندلس، فاتحة خير لمزيد من التعاون المشترك بين البلدين في المستقبل. وأكد أن مصرف غرناطة يقوم على دعامتين أساسيتين هما الثقافة والتضامن، وهو ما دفعهم لاستضافة مثل هذا الحدث القادم من إمارة الثقافة. وأبدى إعجابه البالغ بوجود الشارقة للتراث الفني التي ستقدم عروضها الفنية في مختلف أنحاء غرناطة معتبراً ذلك فرصة للتقارب وترسيخ العلاقة بين الجانبين. بعدها ألقى خوسيه تورليس عمدة مدينة غرناطة كلمة أوضح فيها العلاقة التي تجمع بين الشارقة وغرناطة والتي بدأت منذ العام 1998، معتبراً ذلك أحد أهم الإنجازات التي حققتها غرناطة في التقارب بين الشعوب. عقب ذلك قام صاحب السمو حاكم الشارقة يرافقه الحضور، بالتجول في أروقة المعرض وتفقد محتوياته والاستماع إلى شرح مفصل حول ما يشتمل عليه. وتضمن المعرض معرضاً للخليج في الخرائط التاريخية اشتمل على 48 خريطة من مقتنيات صاحب السمو حاكم الشارقة من الخرائط التاريخية النادرة، التي توثق لمنطقة وبلدان الخليج العربي في أزمنة مبكرة وقديمة. كما تجول سموه في معرض بينالي الشارقة ومعرض الفن المعاصر الذي يعكس واقع الحركة التشكيلية في الدولة، والتي شهدت نمواً وتطوراً كبيرين في ظل انطلاق بينالي الشارقة للفنون وتأسيس العديد من المؤسسات الفنية في الدولة، وفي طليعتها مؤسسة الشارقة للفنون التي ترأستها الشيخة حور بنت سلطان القاسمي، حيث يضم المعرض 33 عملاً لفنانين إماراتيين من الجنسين. وعرج سموه على معرض الخط العربي الذي ضم 33 عملاً خطياً في الاتجاهين الأصيل والمعاصر من مقتنيات الدورة الرابعة لملتقى الشارقة الدولي لفن الخط العربي 2010. وأقام كل من الفنان خالد الجلاف والفنانة ماجدة المازمي ورش خط حية أمام رواد المعرض حيث قاما بكتابة أسماء الزوار بأنواع مختلفة من الخطوط العربية. كما زار سموه معرض التراث الذي يقدم مجموعة مختارة من الأزياء الإماراتية التراثية والحرف التقليدية والأعمال الزخرفية الجبسية التقليدية التي تعكس جانباً مهماً من تاريخ وموروث الدولة، إلى جانب عرض مجموعة من الأبواب الخشبية التراثية. وقام صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي وضمن فعاليات حفل الافتتاح بتوقيع النسخة الإسبانية من كتابه “سرد الذات” لمجموعة كبيرة من كبار الشخصيات الحاضرة، تقديراً من سموه لهم على مشاركتهم الشارقة لحفلها في غرناطة. وقدمت فرقة الشارقة للتراث الفني عدداً من اللوحات الموسيقية من التراث الإماراتي. وسجل صاحب السمو حاكم الشارقة كلمة له في سجل كبار زوار المركز الثقافي “ذاكرة الأندلس” عبر فيها عن بالغ سعادته وعظيم تقديره للقائمين على المركز على ما قدموه لإخراج المعرض بالشكل الذي هو عليه الآن، حيث تم بعد ذلك تبادل الهدايا التذكارية بين الطرفين ودعوة صاحب السمو حاكم الشارقة لمأدبة الغداء التي أقيمت على شرفه بهذه المناسبة. إلى ذلك، التقى صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، أمس الأول خوسيه تورليس عمدة مدينة غرناطة الإسبانية في قاعة المدينة في مبنى بلدية مدينة غرناطة. وتبادل الطرفان خلال اللقاء الأحاديث حول عدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك، واستعرضا مجالات التبادل الثقافي بين مدينتي الشارقة وغرناطة والتي تمتد لأكثر من 10 سنوات. وعبر صاحب السمو حاكم الشارقة خلال اللقاء عن سعادته باستمرارية التعاون بين البلدين، مبدياً سموه إعجابه وتقديره لما وجده في مدينة غرناطة من اهتمام بالثقافة والمثقفين والفنون والآداب بمختلف أنواعها وأشكالها. وأشاد سموه بالتاريخ العريق لمدينة غرناطة، الذي يمتد لأكثر من ألف عام، وثقافتها الإسلامية والأوروبية التي شكلت روح المدينة، وطابعها المتميز بمبانيها وقلاعها ومتاحفها وحياتها المعاصرة من مصانع وجامعات. وقدم صاحب السمو حاكم الشارقة مكرمة مادية للمساعدة في تنفيذ عدد من المشاريع المتعلقة بترميم أجزاء من “سور قصر الحمراء”، فيما أعرب عمدة غرناطة عن بالغ سعادته بهذه المكرمة السخية، مؤكداً أنه يعمل في الوقت الحالي على الإعداد لمشروع مبنى الذاكرة الثقافية العربية الإسبانية. ووقع صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي على “الكتاب الذهبي” لمدينة غرناطة في قاعة المدينة الكبرى، خط فيه كلمات الشكر والثناء للمدينة وسكانها والمشرفين عليها. وتبادل الطرفان الهدايا التذكارية بهذه المناسبة تخليداً لما تحمله من معاني التواصل بين شعوب العالم عبر الثقافة والأدب والفن، حيث قدم سموه لعمدة غرناطة نموذجاً للسفينة القاسمية لأسطول القواسم التاريخي. وقدمت فرقة الشارقة للتراث الفني التابعة لدائرة الثقافة والإعلام في الساحة الداخلية لمبنى بلدية غرناطة عدداً من اللوحات الفنية التراثية والرقصات الشعبية وسط أنغام الآلات والأدوات الموسيقية والأهازيج الشعرية الإماراتية، والتي حظيت بإعجاب الحضور. حضر اللقاء سفيرة الدولة لدى المملكة الإسبانية والوفد المرافق لسموه، بجانب عدد من الشخصيات الإسبانية.
المصدر: غرناطة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©