الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«تراث الإمارات» يكثف جهود إدراج الألعاب الشعبية على قائمة التراث المعنوي للبشرية

«تراث الإمارات» يكثف جهود إدراج الألعاب الشعبية على قائمة التراث المعنوي للبشرية
2 مايو 2012
تتردد أصداء الاهتمام بالتراث الإماراتي في كافة إرجاء الدولة، وتختلف أشكال هذا الاهتمام من فنون تراثية إلى ألعاب شعبية وحتى المشغولات والأكلات المرتبطة بالهوية الإماراتية والإنسان الذي سكن هذه الأرض منذ عشرات القرون، ومن أبرز مظاهر الاهتمام بالتراث الإماراتي ما يقوم به نادي تراث الإمارات من مشاركات في كافة الفعاليات والأنشطة التراثية التي تشهدها الدولة. بالتزامن مع سعيه الحثيث لإدراج الألعاب الشعبية على قائمة “اليونسكو” الخاصة بالتراث المعنوي للبشرية. شارك نادي تراث الإمارات أمس في الفعاليات الكبيرة التي تنظمها المنطقة الغربية على مدار ثلاثة أيام وتنتهي غداً بمناسبة الاحتفال بيوم التراث العالمي. وتأتي مشاركة النادي بالتعاون مع وزارة الشباب والثقافة وتنمية المجتمع بالمنطقة الغربية لإنجاح هذا الحدث التراثي الكبير على أرض المنطقة الغربية الساحرة لما تعكسه من ملامح مميزة للمكون الحضاري للإنسان الإماراتي الذي يتداخل بشكل كبير مع الرمال والصحراء والبحر بما فيها من خيرات مختلف ألوانها. تجمع تراثي المهرجان التراثي اشتمل على عروض مختلفة للألعاب الشعبية، ومظاهر من حياة الإنسان الإماراتي وكيف كان يتعايش مع الطبيعة المحيطة من خلال إقامة بيوت الشعر، وتقديم واجبات الضيافة مثل القهوة العربية الأصيلة والمأكولات الشعبية الإماراتية التي تقدم بشكل مجاني للزائرين الذين توافدوا للاستمتاع بهذا الحدث الفريد على أرض المنطقة الغربية. وظهر الاهتمام بالألعاب الشعبية من خلال عروض حية شيقة قام بها طلبة مدارس المنطقة الغربية الذين شاركت أعداد كبيرة منهم في هذه التظاهرة التراثية. وحول دور نادي التراث في تفعيل مظاهر التراث الإماراتي ومنها الألعاب الشعبية، يقول سعيد المناعي، مدير إدارة الأنشطة في نادي تراث الإمارات بالإنابة، إن إدارة الأنشطة بالنادي تشارك في احتفالات المنطقة الغربية باليوم العالمي للتراث، والتي ينظمها مركز الثقافة وتنمية المجتمع بالمنطقة الغربية، وتتمثل هذه المشاركة في إقامة معرض يضم أكثر من 25 صورة مميزة لأنشطة النادي تعكس الجهود والفعاليات الموجهة للشباب، والتي تركز بشكل أساسي على الألعاب الشعبية التراثية في الإمارات، بهدف المساعدة على تفعيل ملف يتم تجهيزه وإعداده حالياً من قبل الدولة لتسجيل الألعاب الشعبية بوصفها مظهر مهم للتراث الإماراتي، لتنضم إلى التراث الثقافي غير المادي للبشرية وذلك بعد الحصول على الموافقة والاعتماد اللازمين من منظمة اليونسكو، مثل ما كان الحال مع الصقارة التي تم إدراجها ضمن هذا التصنيف في ديسمبر من العام الماضي تكريساً لجهود حثيثة قام بها المسؤولون في الدولة للوصول لهذا الغرض. وأكد المناعي أن ما يميز هذا الاحتفال التراثي الذي تشهده المنطقة الغربية للاحتفاء بيوم التراث العالمي، هو وجود عروض حية للتراث الإماراتي بكافة صوره، ومنها الألعاب الشعبية سواء للبنات أو الأولاد، والتي تتم جميعاً بإشراف نادي تراث الإمارات. استثمار نافع إلى ذلك، أوضح المناعي أن الملف الإماراتي الخاص بجهود ضم الألعاب الشعبية إلى التراث المعنوي للبشرية يضم ألعاباً عديدة، لافتا إلى أن الألعاب الشعبية هي تلك الألعاب التي يمارسها الصبيان والفتيات وحتى الرجال والنساء في وقت الفراغ، وقد كانت شائعة في مجتمع ما قبل النفط، حيث كان اللعب يمارس في الفرجان (الأحياء) وفي الساحة العامة وعند ساحل البحر. ويمكن تصنيف الألعاب الشعبية في الإمارات حسب الجنس إلى ألعاب ذكور، وألعاب إناث، وحسب البيئة إلى ألعاب الساحل، وألعاب الريف، وألعاب البدو، وألعاب سكان الجبل. من جانبه، يقول أحمد المهيري، مدير مركز أبوظبي التابع لنادي تراث الإمارات، إن النادي، يشارك في احتفالات المنطقة الغربية من خلال مجموعة من الفعاليات المهمة ومنها معرض للصور يبرز دور النادي في المحافظة على التراث، وكيفية تعليمه للشباب والناشئة ليكونوا قادرين على حفظه ونقله للأجيال الجديدة، واشتملت جهود النادي في الفعاليات المقامة بالمنطقة الغربية على عروض مدهشة للألعاب الشعبية، وكذلك توزيع مطبوعات للتعريف بالألعاب الشعبية، مع عرض صور حية تعكس مدى اهتمام النادي بالألعاب الشعبية. بالإضافة لوجود عروض تلفزيونية لمجريات بطولات الألعاب الشعبية الثلاث التي نظمها النادي على مدار الثلاث أعوام الماضية، وكذلك التعريف بالأنشطة التي يقدمها النادي والملتقيات التي ينظمها وتعني بالتراث على مدار العام. من ناحيتها، قالت منى القمزي، مديرة مركز أبوظبي النسائي التابع لنادي تراث الإمارات، إن “ألعابنا الشعبية تتسم بمميزات خاصة وفي مقدمتها تلبية الطلب والحاجة الاجتماعية إلى اللعب في أجواء تسودها الألفة والمحبة والوئام، التلقائية وحرية الممارسة حيث يعتمد قرار المشاركة بالدرجة الأولى على الرغبة في اللعب وإشباع الحاجة إلى الترويج والتسلية والاستثمار النافع لأوقات الفراغ، تستند ألعابنا الشعبية على أسس وقواعد متعارف عليها، وتغيب في أجواء منافساتها الحوافز المادية”. ألعاب تعكس التراث من الألعاب التي تمارس عملياً، في ميادين الألعاب الشعبية بنادي تراث الإمارات لعبة “قبة مسطاع”، ولعبة الهوشة، هي لعبة شعبية جماعية تحتاج إلى قوة جسدية وذكاء وتعتبر من الألعاب الرجولية، وتوجد لعبة الكرابي، وهي لعبة يقوم بها لاعبان وهي تعتمد على قوة عضلات الساعد الأيسر، إلى جانب القدرة على التوازن وحفظ الجسم معلقاً على رجل واحدة. وهناك لعبة التبة وهي من الألعاب الجميلة التي تشبه لعبة كرة المضرب الحالية، وتمارس بكرة بحجم كرة التنس الأرضي تسمى تبة، وتصنع من التمر الجاف، الملفوف بقطع من الخيش أو الخيوط القوية لمنعها من التناثر، ويستخدم المسطاع أو الجدفة كالمضرب. وأساس اللعبة أن يلعبها فريقان. أما لعبة الشبر (المسافة ما بين طرف الخنصر وطرف الإبهام حينما تكون اليد مفتوحة) وهي لعبة شعبية صيفية يمارسها البنين دون البنات. وهناك لعبة خبز رقاق، وهي لعبة جماعية تعتمد على اللياقة البدنية العالية، وكانت تلعب بالأحياء وأمام المنازل أو داخل أحواش المنازل، وتحتاج هذه اللعبة إلى أرض واسعة، ويطول وقت هذه اللعبة تبعاً لعدد اللاعبين وسميت اللعبة بهذا الاسم نسبة إلى الخبز الرقيق والمسمى “خبز الرقاق”. ألعاب بنات من الألعاب الشعبية التي تمارسها الفتيات لعبة “أم العيال”. وهناك الصقلة، وهي من ألعاب البنات الخفيفة حيث يلعبنها وهن جالسات فيضعن مجموعة من الحصى الصغيرة مع الاحتفاظ بحصاة يطلق عليها الحل وتقوم الفتاة الأولى برمي الحصى إلى الأعلى بإحدى يديها وباليد نفسها تسرع بالتقاط أكبر مجموعة من الحصى، وتعاود الإسراع في التقاط حصاة الحل بنفس اليد قبل أن تسقط على الأرض واللاعبة التي تلتقط أكبر عدد من الحصوات تعد هي الفائزة، أما الجحيف (الجيس)، فتعتبر من ألعاب البنات المحببة وتمارس على مدار العام، وفيها تحضر الفتيات جحفا أي قحفا (كسرة من الفخار) دائري الشكل أو حصباه عريضة دائرية الشكل متوسطة الحجم ويخططن في الأرض مربعات متعارف عليها. وعند اللعب تتنافس الفتيات بأن تلقي إحداهن بالجحف خلال الربع الأول ضمن الشكل المخطط على الأرض ثم تتحرك اللاعبة على قدم واحدة بالقفز ثم تحرك الجحف بأصابع قدمها اليمنى من وإلى نقطة البداية، فإذا تمكنت من إيصال الجحف إلى نقطة البداية عند المربع المستطيل تخرج وتبدأ من جديد بأن ترمي الجحف في المستطيل الثاني وهكذا.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©