عمر الزعابي: الصدفة تطارد المصور الموهوب

يأنس إلى جمال الصورة فيصورها بكل بساطة، يترصد الإحساس في كل شيء، لقطاته تمتاز بجمالية الإبداع وبالجودة والحرفية، التصويرالفوتوغرافي بالنسبة له هو إيقاف اللحظة من الزمن، باعتبار أن الصورة لغة ذات ثروة لا يفهمها إلا من التقطها، فهي تحكي أكثر ما نستطيع أن نقول. عشق تصوير الخيل خاصة، لكن ذلك لم يمنعه ذلك من التقاط بعض الصور الجمالية الأخرى، وبعض ما يلفت ويدور بخلده من مناظر، حاول من خلال أعماله أن يترجم ما بداخله برؤية مصور محترف. يقول عن بدايته: «كانت بدايتي الحقيقة عام 2005، حيث شعرت أن يدي امتدت إلى الكاميرا تلقائياً، وكانت البداية التقاط صور لكل شيء حولي، ثم بدأت أنظر إلى هذه الصور وأقيِّمها، فوجدت أنني بحاجة إلى كاميرا خاصة لتصوير الزوايا المناسبة، وهكذا خطوة خطوة إضافية، زادت الفترة التي أقضيها خلف الكاميرا، وأنا التقط الصور المتنوعة، وزاد الولع بعالم التصوير مع التشجيع المستمر من الأهل والأصدقاء خاصة، ومن كل من يرى صوري عامة». لحظات لاتتكرر يضيف الزعابي، وهو ينظر إلى مجموعة صوره: «التصوير بالنسبة لي أكثر من هواية، هو متنفس أستمتع فيه بحبس اللحظات التي لا تتكرر، وأنقلها للمشاهد كلوحة فنية متناسقة، هذه هي قمة المتعة». وعما يميز التصوير الفوتوغرافي من وجهة نظره يقول: «إن إيصال رسالة مؤثرة عبر لقطة فنية هو ما يميز التصوير عن غيره، فيما يبقى حب الصورة عند الجميع أمراً نعتمد عليه في عملنا، لذلك أرى أن المصور بيده أداة يحبها كل الناس ألا وهي الكاميرا». لكن الزعابي يقف متأملاً قبل أن يقول: «منذ بداية تصويري وحتى الآن لم الجأ إلى استخدام تقنية الكمبيوتر، فالكثير من المصورين في الوطن العربي والعالم، يستخدمون تقنية الكمبيوتر والاستعانة بالخطوط والألوان لتجسيد دلالة فنية تجتمع فيها عناصر مختلفة، لكن فيما يتعلق بصوري فأعتقد من وجهه نظري أن إدخال أي مؤثرات خارجة عن الصورة بواسطة الكمبيوتر، أو خلافه يدمر الصورة الفوتوغرافية ويغير مضمونها. فهناك أعمال جميلة، ولكنها تخرج الموضوع عن إطاره، وهو عمل قد نصفه بأنه تشكيلي أو جرافيكي أكثر منه فوتوغرافي». اجتهادات شخصية أغلب ما يميل الزعابي إلى تصويره هو الخيل، يعلق على ذلك: «المصور المحترف بإمكانه أن يبدع من خلال تصويره الخيل، وأنا وجدت نفسي ضمن هذه الفئة، فمن خلال تكويناته الجمالية يظهر الخيل في استقامتها وفي إنطلاقتها وجموحها، وقد تعددت اللقطات لدي لتشمل الكثير منها، والتي تتصف بالحس الإبداعي والفني والجمالي، وتنوعت تلك المشاهد خلال الليل وعند الغروب، وخلال الركض، فالخيل يعتبر من تراثنا الأصيل الذي يصعب التفريط بها. يتابع محدثنا: علم التصوير بالنسبة لي كان باجتهاداتي المتواضعة في القراءة، والمحاولات المستمرة دائماً إلى ذلك، وكأساسيات أخذت دورة تصوير فوتوغرافي بإشراف الأستاذ ناصر حاجي في المرسم الحر التابع لهيئة أبوظبي للثقافة والتراث، لكن ما بعد ذلك كان أغلبه اجتهادات شخصيه أعتقد أنها ترسخ التعلم في ذهن المصور، وتظهر له أخطاءه وهي متعة في الأخير، حيث أن كل يوم أستيقظ فيه، أحمل فيه شغف التعلم عن التصوير، ودائماً أسعى لتطوير قدراتي والتثقف عن عالم التصوير بشكل أكبر، إلى جانب ذلك الدخول إلى عالم الشبكة العنكبوتية، وهو له أثر فعال، فهذه تحتوي على الكثير من المعلومات وبعض اللقطات التي تساعد المصور على التقاطها ولكن بعينه وعدسته هو، كذلك الكثير من الصور توحي للمصور أفكاراً جديدة وكثيرة لالتقاطها من خلال عدسته». الكاميرا عيني حول إن كانت الصور تأتي بالمصادفة أم بالسعي الحثيث، يُعلٍق الزعابي على ذلك قائلاً: «المصور يحتاج الى الصدفة أو الحظ، لكن هناك قاعدة معروفة في التصوير الفوتوغرافي هي أن الصدفة لا تأتي إلا للمصور الموهوب، أي بمعنى آخر، أن الموهبة مع العمل الحثيث والاجتهاد تضاف لها، الصدفة وهذه تنتج صورا عظيمة، لذلك لا يمكنني الاعتماد على الصدفة فقط. من خلال الهدوء والتركيز واختيار الوقت المناسب، يتجاوب المصور مع عدسة الكاميرا، يلفت الزعابي إلى ذلك بالقول: «هذا لايتم إلا من خلال الإحساس بما تتم مشاهدته، باعتباره العنصر الرئيسي الحقيقي الذي يجعل المصور يتجاوب مع عدسة التصوير. يبدو تعلق الزعابي بهوايته قوياً للغاية، يستطرد نحو ذلك: «علاقتي بالكاميرا تجعل منها عيني الثانية، تنقل لي ما أحس به وأراه في المحيط الخارجي، من خلالها أعبر عن ما أحس، فحبي لها هو الرابط الحقيقي لهذه العلاقة. المصور الناجح لا بد للمصور الناجح من أن تتوافر لديه الموهبة الفنية، هذا ما يلفت اليه الزعابي: «بعد ذلك يأتي التخصص الأكاديمي بالالتحاق بدورات لصقل هوايته وإبرازها أكثر، والسعي إلى الإبداع في التقاط الصورة ومن جميع الزوايا، ومن الجوانب المهمة أيضا الثقافة الفنية في مجال التصوير، وهو الأمر الذي يتحقق بالإطلاع الدائم على كل جديد في عالم التصوير، وبالإضافة إلى ذلك فعلى المصور أن يطور أدوات الرؤية وإدراكها، بحيث يجب تدريب العين على تمييز الجمال حتى في أبشع المواضيع، كما أن الموهبة الفطرية لا تكفي وحدها لإدراك الجمال فلابد من تنمية الثقافة البصرية عن طريق مشاهدة المعارض وإنتاج المصورين. المصور الإماراتي فيما يتعلق بمكانة مصوري الإمارات من الجنسين في هذا المجال، يقول الزعابي:» هناك الكثير من الفرص التي توافرت لمصوري الإمارات، حيث تقام المعارض الفنية المتعددة بشكل مستمر، وهناك عدة جهات مسؤولة عن الحركة الفنية وتنميتها، كما أن المصورين استطاعوا إثبات مكانتهم على الصعيدين الداخلي والخارجي، حيث إن لوحاتنا وصورنا صادقة ومعبرة وتعبر عن حضارتنا وثقافتنا. مكتب أبوظبي للهوية حول إختيار مكتب أبوظبي للهوية الإعلامية مجموعة من صور الزعابي في المعرض المقام على كورنيش أبوظبي يلفت الزعابي، مبتسماً: «ليس ذلك بغريب على الدورالذى يلعبه مكتب أبوظبي للهوية الإعلامية، فهو السباق دائما لدعم الكثير من المصوريين الأماراتيين، ولي الشرف أن يتم اختياري ضمن فئة المصورين المتميزين في معرض الصور الفوتوغرافية على شواطئ كورنيش أبوظبي والذي يضم مجموعة من الصور تروي نجاح سباقات الخيول العربية الأصيلة على مدى 15 عاماً، ويستمر المعرض حتى 15 أكتوبر 2010». وحول ما تعني له تلك الجوائر والمراكز التي حصل عليها في مناسبات عدة، يقول الزعابي: «إنّ الحصول على جائزة هو لحظة خاصّة بالنّسبة لي. إنّ الجائزة تعني لي اعترافاً دائماً بأسلوب عملي الخاص، لاسيما حين يتكون للذّات ذاك الذّوق الرّفيع في الإحساس وتذوّق الصّورة، الجائزة أيضاً تشجّعني على العمل بجّد، والتقاط صورٍ أخرى جيّدة بل وأكثر جودة.?وعن خطواته في الفترة المقبلة، يقول الزعابي: «على الرغم من وجود الكثير من الصور الجميلة والمبدعة في جعبتي، إلا أنني في المستقبل القريب أتمنى أن أنظم معرضاً شخصياً، وأتمنى أن أقدم عبره شيئاً جديداً ومشرفا لفن التصوير الفوتوغرافي، وأن تكون لدي لقطات نادرة قابلة للحياة لفترة طويلة، لتصبح في ذلك الوقت قيمة فنية ومعنوية». جوائز ومعارض المركز الأول في مسابقة أبوظبي من خلال عيونكم 2008 ? المركز الثالث في مسابقة أبوظبي من خلال عيونكم 2009 ? المركز الثاني في مسابقة الإمارات الدورة الخامسة ? جائزه تقديرية في مسابقة الإمارات الدورة الخامسة ? المركز الثاني في مسابقة الظفرة في عيون المصورين 2009 ? معرض الفنون التشكيلة الثالث ? معرض الفنون التشكيلة الرابع ? معرض مسابقة الإمارات الدورة الثالثة ? معرض مسابقة الإمارات الدورة الرابعة ? معرض مسابقة الامارات الدورة الخامسة ? معرض أرت باريس أبوظبي ? معرض ورشة الفنان العالمي ستيف مكاري ? معرض غاليريا