الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الأثير يحتفظ بسحره في المغرب

الأثير يحتفظ بسحره في المغرب
13 يوليو 2010 20:36
لا يزال الأثير يحتفظ بسحره في المغرب ويؤثر في نسبة مشاهدة التلفزيون! لاسيما في ساعات معينة من النهار حين يكون الناس منشغلين بأداء عملهم أو التنقل بالسيارة، حيث يكون المذياع رفيقهم في تلك الفترة النهارية. ويسرق الأثير في المغرب مشاهدي التلفزيون بفضل برامجه القريبة من نبض الشارع واهتمامه بالبسطاء واعتماد مذيعيه على لغة سهلة ونزولهم إلى الشارع للالتقاء بالناس ونقل معاناتهم ومطالبهم بشكل مباشر. مكانة خاصة يرى المتهمون بالقطاع السمعي البصري “إن الأثير لا يزال يحتفظ بمكانة خاصة في المغرب والدليل على ذلك انتشار الإذاعات وظهور إذاعات محلية جديدة وارتفاع مبيعات أجهزة الراديو الحديثة. ويعتبر السائقون وربات البيوت وسكان الأرياف الشريحة الأكثر اهتماما بالراديو فرغم أن نسبة مستمعي الراديو تزداد يوماً بعد آخر متأثرة بشهرة وتألق البرامج الإذاعية التي بات الناس ينتظرون موعد بثها بلهفة إلا أن هؤلاء يعتبرون الشريحة الأكثر وفاءً من غيرهم للأثير حيث يخصصون أغلب أوقاتهم للاستماع لبرامج الراديو حتى وهم منهمكون في أعمالهم، وتساهم ظروف عملهم في تفضيلهم للراديو على التلفاز حيث تنشغل ربات البيوت بتجهيز الأكل وترتيب البيت. فيما ينهمك القرويون في أعمال الفلاحة، بينما السائقون مشغولون بالطريق وزحمة السير ولا يجد كل هؤلاء رفيقاً لهم أفضل من الأثير الذي يمتعهم دون أن يشغلهم عن أعمالهم. خير بديل تأكيداً على تفضيل المذياع “الراديو” وكونه خير بديل عن التلفزيون، تقول مريم العوفي- ربة بيت “إنها تفضل الراديو لأنه يقدم برامج بسيطة باللهجة المحلية وقطعا موسيقية قديمة وهذا ليس متوافراً في التلفزيون الذي تغلب عليه البرامج الجادة والأخبار” وتضيف قائلة: “الناس لم تعد تخصص جلسات وسهرات لبرامج الإذاعة كما كان في السابق لكنها تستمع بكثافة في أوقات متفرقة من اليوم للراديو لأنه لا يشغل المرء عن القيام بعمله فبالنسبة لربة البيت يمكنها أن تقوم بعملها وتتحرك في البيت كيفما شاءت وهي تستمع لبرامج مفيدة عن الأكل والصحة والأطفال وأحداث المجتمع”. من جهته يعتبر الخبير في الإعلام الحسن المراكشي : “إن الإقبال على الأثير يرجع إلى اللهجات المحلية الغائبة عن برامج التلفزيون حيث تعتمد البرامج الإذاعية على اللهجة المحلية السائدة في كل منطقة، وعلى فقرات وبرامج قريبة من نبض الشارع تعكس معاناة الكادحين وتعمل على إيصال شكاويهم للمسؤولين، إضافة إلى برامج متنوعة من مسابقات ثقافية ورياضية تقدم جوائز فورية للمشاركين في الشارع أو عبر الهاتف وبرامج مباشرة تستضيف كل الذين يرفضون الظهور على شاشة التلفزيون من مسؤولين أو مشاهير زمان وحتى من الجيل الحالي الذين يرفضون الظهور بسبب تعرضهم لمشاكل مؤقتة”. تواصل وتلقائية يؤكد الخبير المراكشي أن من أهم أسباب استمرار تألق الراديو وجود مذيعين حفروا أصواتهم في ذاكرة المستمعين، وهذا ما يعتبر نادرا في التلفزيون، يقول: “يرتبط الظهور على الشاشة والتواصل مع المشاهدين بمرحلة عمرية معينة بعدها يستسلم مقدم البرامج لتداعيات التقدم في السن ويتقاعد أو يبقى في الظل عاملاً في إدارة التحرير بينما يواصل مذيعو البرامج عطاءاتهم رغم تقدمهم في العمر وتبقى أصواتهم علامة مميزة يحن المستمع إليها ويبحث عنها لأنها تذكره بفترات مختلفة من حياته. ويضيف: “هناك عامل مهم في جذب المستمع للإذاعة هو أن الإذاعات تعتمد على التواصل والتلقائية وتبث برامج تشجع الناس على البوح بما يخالجهم وما يخجلون من قوله على شاشة التلفزيون. فعصر الأثير لا يزال مستمراً لاسيما مع التطور التكنولوجي الذي يوفر خدمة بث محطات الراديو في أجهزة الخلوي والإنترنت. فحين ظهر التلفزيون ظن الجميع أنه سيقضي على الإذاعة لاسيما مع انتشار الفضائيات والإنترنت لكنه ظل محتفظاً ببريقه وخطف المشاهدين خصوصاً بعد ظهور محطات محلية إثر تحرير المشهد السمعي البصري”. ويضيف المراكشي: “من المؤكد أن الأثير سيواصل سيطرته وسحره إذا استفاد من التكنولوجيا وحافظ على خصوصيته وعلاقته الفريدة مع المستمع لاسيما (السائقون) الذين يرون فيه الوسيلة الوحيدة للتسلية وتجزية الوقت. وكذلك سكان القرى الذين يطلعون على أخبار العالم الخارجي من خلال المذياع الذي يوفر عليهم الطاقة ويخاطبهم بلغة سهلة وبسيطة”.
المصدر: الرباط
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©