الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

تضارب بشأن مغادرة موسوي وكروبي طهران

تضارب بشأن مغادرة موسوي وكروبي طهران
31 ديسمبر 2009 03:40
ذكرت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية “ايرنا” أن زعيمي المعارضة مير حسين موسوي ومهدي كروبي غادرا طهران إلى إحدى مدن شمال إيران لكن موقع المعارضة “رهسبز” أكد أن السلطات اقتادتهما إلى هناك مشيراً إلى أنهما “وضعا رهن الإقامة الجبرية لحماية حياتهما”. وذكرت الوكالة الرسمية أن “زعيمي الفتنة والعصيان غادرا طهران باتجاه شمال البلاد بعد إدراكهما لتصاعد الغضب الجماهيري والمطالبة بمعاقبتهما”، في تلميح إلى انهما ذهبا بملء إرادتهما. وأضافت بقولها “اثنان ممن لعبوا دوراً كبيراً في إشعال التوتر في إيران عقب انتخابات الرئاسة في يونيو الماضي، فرا من طهران وتوجها إلى إقليم شمالي لأنهما خافا من الناس الذين طالبوا بمعاقبتهما”. بيد أن موقع “رهسبز” الإصلاحي المعارض قال إن عناصر من الحرس الثوري ووزارة الاستخبارات، نقلوا موسوي وكروبي إلى مدينة كيلار آباد لحمايتهما من الغضب المتفاقم ضدهما في البلاد”. وكان النائب الإيراني المحافظ حسن نوروزي، نقل عن النائب العام غلام حسين محسني ايجائي قوله أمس، إن القضاء باشر ملاحقة عدد من قادة المعارضة، في وقت وصفت فيه الحكومة المعارضين الذين تظاهروا الأحد الماضي بأنهم “جعلوا من أنفسهم خدما للعدو” متوهمين إسقاط النظام. تزامن ذلك مع تعبئة كبيرة في جميع أنحاء إيران حيث خرج مئات الآلاف في تظاهرات أمس والأول منه للرد على الاحتجاجات المناوئة للحكومة الأحد الماضي مبدين تأييدهم للمرشد الأعلى علي خامنئي والرئيس محمود نجاد وسط مطالبات بـ”استتابة” قادة المعارضة وهتافات تنادي بإعدامهم وفق الشريعة الإسلامية. وفيما هدد قائد الشرطة الإيرانية الجنرال إسماعيل أحمدي مقدم مؤيدي زعيم المعارضة مير حسين موسوى بـ”معاملة قاسية” إذا تجرأوا ثانية بالخروج في تظاهرات “غير شرعية”، مؤكدا أن أكثر من 500 محتج اعتقلوا يوم عاشوراء وما زال 300 منهم قيد الاحتجاز. وذكر النائب نوروزي بحسب وكالة “ايلنا” للأنباء أن ايجائي تحدث عن مباشرة ملاحقة قادة المعارضة، خلال اجتماع مغلق لمجلس الشورى عقد أمس. وأضاف نوروزي أن النائب العام “أعلن خلال هذا الاجتماع أن مير حسين موسوي ومهدي كروبي وقادة آخرين للفتنة باتوا ملاحقين قضائيا”. وتابع “المطلب الأساسي للنواب كان محاكمة قادة الفتنة واعتقال أشخاص مثل موسوي وكروبي وحتى فايزة هاشمي ابنة الرئيس الأسبق أكبر هاشمي رفسنجاني”. وأضاف نوروزي “أن النائب العام لم يتكلم عن اعتقالات بل قال إن هؤلاء الأشخاص باتوا ملاحقين قضائيا”. من جهته، أعلن نائب قائد الشرطة الإيرانية أحمد رضا رادان أمس، أنه لا توجد أي خطط لاعتقال زعماء المعارضة الإيرانية خشية تحويلهم إلى أبطال. وقال قائد الشرطة الإيرانية إسماعيل مقدم لوكالة الأنباء الإيرانية الرسمية “سيواجه المشاركون في المسيرات غير الشرعية معاملة أقسى وستتصدى لهم السلطة القضائية بحزم أكبر”. وأضاف “يعتبر بعض المحتجين الأحد الماضي أعداء لله وستتم مواجهتهم بحزم”. وفي السياق ذاته، أكد وزير الأمن حيدر مصلحي حصول وزارته على معلومات مهمة بشأن زعماء المعارضة يوم عاشوراء بعد إلقاء القبض على عناصر منهم مشددا على أنه بات من المؤكد ضلوع أعداء الثورة في أعمال الشغب التي حدثت في طهران مشيرا إلى “ماركسيين ومنافقين والمجموعات أخرى”. وفي إشارة للمعارضين المتظاهرين الأحد الماضي، قال بيان رسمي للحكومة أمس، “بشعاراتهم المعادية ...ارضوا جبهة الصهيونية العالمية ومدوا السجاد الأحمر تحت أقدام الأجانب واستهدفوا الأمن القومي”. وأضاف “جعلوا أنفسهم خدما للعدو وهم يتوهمون بأنهم يسقطون النظام” متوعدا بأن “الشعب الإيراني اليقظ والواعي..سيدفع مرة أخرى بالمغررين وعملاء الاستكبار إلى مواقعهم...وسيفقأ عين الفتنة ويفشل مخططات الأعداء المشؤومة”. وكانت التقارير تحدثت عن أن التجمعات الموالية للنظام أمس ستهد جمع مليون توقيع لإدانة “قادة الفتنة” في إشارة إلى قادة المعارضة، بحسب التلفزيون الإيراني. وكان الرئيس نجاد أكد مساء أمس الأول أن تظاهرات المعارضة تستجيب لسيناريو أمر بوضعه “الصهاينة والأميركيون”. وبث التلفزيون الرسمي أمس الأول صورا لمسيرات حاشدة موالية للحكومة في عدة مدن وكان المشاركون يحملون صور الإمام الراحل الخميني وخليفته علي خامنئي. وقد شارك عشرات الآلاف من أنصار الحكومة في مظاهرات أمس بعدة مدن للتعبير عن ولائهم للمؤسسة الدينية واتهموا قادة المعارضة بالتسبب في الاضطرابات. وقال أحمد علام الهدى وهو رجل دين مقرب من نجاد موجها حديثه الذي نقله التلفزيون الإيراني إلى قادة الإصلاح “عليكم أن تتوبوا.. وإلا فسيواجهكم النظام كمن يحاربون الله ورسوله”. في اشارة الى حد الحرابة. وأحرقت حشود في طهران علمي الولايات المتحدة وبريطانيا. وأظهرت لقطات تلفزيونية من عدة مدن، متظاهرين يرددون عبارة “موسوي مسؤول عن إراقة الدماء ...نؤيد زعيمنا الأعلى”. ونقل التلفزيون الرسمي عن أحد المتحدثين في مسيرة بطهران قوله “يريد الشعب معاقبة زعماء الفتنة. لن نقف صامتين أمام إهانة الدين”. وكما ردد المتظاهرون شعارات تطالب السلطة القضائية بمحاكمة موسوي وكروبي والرئيس السابق محمد خاتمي وسط هتافات أخرى تطالب بـ “الموت لموسوي وكروبي وللرئيس خاتمي”. وأفادت تقارير غير مؤكدة بأن أنصار نجاد يخططون لتنظيم اعتصام أمام أحد مكاتب موسوي حتى اعتقاله. كما انتقدت الحشود أيضا كروبي الذي يرأس حزب “اعتماد ميلي” (الثقة الوطنية) المعارض. وحث المتظاهرون الهيئة القضائية على السماح لهم بالانتقام من المعارضة بسبب إفساد احتفالات عاشوراء. وكان الجنرال مقدم أبلغ الصحفيين أمس “خلال المظاهرات التي وقعت الأحد الماضي أصيب 120 رجل شرطة وما زال 60 منهم يتلقون العلاج في المستشفيات وأحرقت سيارتا شرطة والعديد من الدرجات البخارية على يد المتظاهرين”. ونفى الجنرال أن تكون السلطات الحكومية صدمت بسيارة تابعة للشرطة حشدا الأحد الماضي مما أدى لإصابة العديد من المتظاهرين ومقتل اثنين على الأقل منهم كما ظهر على شريط فيديو على الانترنت بثته وكالة “اسوشيتدبرس”. وتابع “خلال الاضطرابات صدمت سيارة كانت قد سرقت سابقا، شخصين وقتلتهما وتحقق الشرطة في القضية”. وأضاف أن 500 متظاهر اعتقلوا الأحد من قبل الشرطة ما زال 300 منهم قيد الاعتقال، فيما نفذت وزارة الاستخبارات والأمن عمليات اعتقال منفصلة. وذكرت مواقع للمعارضة على الانترنت أن 800 متظاهر على الأقل اعتقلوا بينهم 300 في طهران. الأمم المتحدة تعرب عن “صدمتها” وتدعو طهران إلى عدم “الإفراط في القوة” عواصم (وكالات) - دعت نافي بيلاي المفوضة السامية لحقوق الإنسان بالأمم المتحدة، حكومة طهران أمس إلى الحد من التجاوز في استخدام القوة من قبل قوات الأمن لديها، وعبرت عن صدمتها من العنف في إيران على مدى الأيام القليلة الماضية. وقالت بيلاي في بيان صدر عن مكتبها في جنيف “الناس من حقهم أن يعبروا عن مشاعرهم وأن ينظموا احتجاجات سلمية دون أن يتعرضوا للضرب بالهراوات أو يلقى بهم في السجون”. وأضافت “أنا أشعر بالصدمة من زيادة القتلى والإصابات والاعتقالات. الحكومة لديها واجب في ضمان عدم تصعيد العنف “قائلة” المعلومات المتاحة تشير إلى أعمال مفرطة من العنف من قبل قوات الأمن وميليشا الباسيج الأمنية”. وذكرت بيلاي طهران بأنها دولة موقعة على العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية الذي يمنع الاعتقال التعسفي ويعلن أن الحق في حرية التعبير والتجمع السلمي هي حقوق عامة. من جهته، أدان الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي القمع الدموي ضد المتظاهرين في طهران داعياً إلى وقف العنف وإطلاق سراح المعارضين المعتقلين واحترام حقوق الإنسان.
المصدر: طهران
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©