تسببت الأمطار الشديدة التي هطلت على مناطق متفرقة من الدولة أمس، في تعطيل الدراسة بثلاث مدارس بمدينة الفجيرة، بعد قطع مياه وادي الفرفار للطريق العام المؤدي لمدرستي الفرفار للتعليم الأساسي والإتقان للتعليم الأساسي والثانوي، ووصول المياه إلى داخل مدرسة أبو جندل، كما اجتاحت مياه الأمطار عدداً من منازل المواطنين القريبة من مجرى الأودية في خورفكان، وتفاوتت الخسائر المادية بين مساكن المواطنين من أضرار بسيطة إلى جسيمة نتيجة تلف معظم متعلقات المنازل.
وشهدت مناطق متفرقة من الدولة أمس هطول أمطار تراوحت بين المتوسطة والغزيرة أدت إلى جريان الأودية والسيول في المناطق الجبلية في الفجيرة ودبا والمناطق المجاورة لها، كما شهدت المنطقة الغربية سقوط أمطار تراوحت بين الغزيرة والمتوسطة، فيما لم تتأثر حركة الملاحة البحرية من وإلى جزيرة دلما بعد أن انتظمت جميع الرحلات في مواعيدها واستقبل ميناء جبل الظنة 3 رحلات أمس من وإلى دلما.
وارجع المركز الوطني للارصاد الجوية والزلازل الأمطار إلى تأثر الدولة بمنخفض جوي قادم من المملكة العربية السعودية، وتحرك السحب من المناطق الجنوبية الغربية بشبه الجزيرة العربية نحو المناطق الغربية والغربية الجنوبية من الدولة صباح أمس، ما أدى إلى تكون السحب الركامية على المناطق الجبلية الشرقية.
وأعلنت فرق الطوارئ والأزمات التابعة لبلدية المنطقة الغربية استعداداتها لمواجهة الآثار السلبية للأمطار في جميع مدن الغربية، واتخذت فرق الطوارئ في مدن زايد وغياثي والسلع وجزيرة دلما والمرفأ وليوا وغياثي الاستعدادات كافة للتعامل مع تجمعات مياه الأمطار.
واستقبل مركز الاتصال التابع للطوارئ والأزمات خلال الأيام الماضية أكثر من 80 بلاغاً عن تجمعات لمياه الأمطار في الشوارع وأمام مداخل ومنافذ الجهات الحكومية ومواقف السيارات، وكانت أكثر المدن تأثراً بالأمطار زايد وليوا وغياثي وانتقلت على الفور الفرق التابعة لتلك المناطق إلى موقع البلاغات وتم معالجة المشكلة وعمل اللازم لصيانة فتحات تصريف وسحب مياه الأمطار.
وبلغ أعلى رصد لمياه الأمطار أمس في منطقة بدع الغابة على طريق مخيرز بمعدل 15ملم، تليها منطقة بوجصا، معسكر جمعية الظفرة التعاونية، بمعدل10 ملم.
وحذر المركز الوطني للأرصاد الجوية والزلازل، من تدني مدى الرؤية الأفقية، نتيجة الرياح الشمالية الغربية المثيرة للغبار على الطرق الخارجية، ودعا السائقين ومستخدمي الطرق إلى الحيطة والحذر تجنباً للتعرض للانزلاقات أثناء هطول الأمطار، كما طالب بضرورة الابتعاد عن مجاري الأودية ومصبات السيول وعدم الخروج للبحر بسبب اضطرابه لوجود السحب الركامية.
وتراوحت درجات الحرارة العظمى أمس في المناطق الساحلية بين 26و31 درجة مئوية، وفي المناطق الداخلية بين 29 و35 درجة مئوية، وفي المناطق الجبلية تراوحت بين 18و24 درجة مئوية، فيما ترتفع الرطوبة النسبية أثناء الليل، وسجلت نسبة الرطوبة في المناطق الساحلية 80-90%، وفي المناطق الداخلية تراوحت بين 90-99% وفي المناطق الجبلية بين 85-95%.
وتوقع المركز الوطني للأرصاد الجوية والزلازل أن يكون الطقس اليوم غائما إلى غائم جزئيا أحيانا، مع فرصة لهطول الأمطار من حين لآخر على بعض المناطق، والرياح معتدلة السرعة تنشط أحيانا، مثيرة للغبار على المناطق المكشوفة، والبحر متوسط الموج إلى مضطرب أحيانا مع وجود السحب، وتزداد الرطوبة النسبية على بعض المناطق الداخلية ليلا وفي الصباح الباكر.
كما توقع المركز أن تستمر السحب غدا مع فرصة لهطول الأمطار من حين لآخر خاصة شمالا، والرياح معتدلة السرعة تنشط أحيانا، مثيرة للغبار على المناطق المكشوفة، والبحر متوسط الموج بوجه عام، وتزداد الرطوبة النسبية على بعض المناطق الداخلية ليلا وفي الصباح الباكر.
تعطيل الدراسة بالفجيرة
عطلت منطقة الفجيرة التعليمية أمس، الدراسة في ثلاث مدارس بالمدينة وضواحيها درءا للمخاطر التي قد تقع على الطلاب من جراء الأمطار الغزيرة بعد قطع وادي الفرفار للطريق العام المؤدي لمدرستي الفرفار للتعليم الأساسي والإتقان للتعليم الأساسي والثانوي وتمكن المياه من دخول مدرسة أبو جندل بحسب سعيد راشد الخطيبي نائب مدير منطقة الفجيرة التعليمية.
وقال الخطيبي، إن إدارة المنطقة ارتأت تعطيل الدراسة بالمدارس الثلاث حفاظا على سلامة الطلاب بعد أن قطع وادي الغزيمري الطريق المؤدي إلى مدرسة الإتقان والفرفار القديمة حيث شكلت مياه الوادي خطورة بالغة على حياة الأطفال، كما أن الحافلات المدرسية لم تتمكن من اجتياز الوادي بخلاف وجود مشكلات فنية أحدثتها مياه الأمطار في باقي أجزاء الطريق، قد تعرض حياة الطلاب للخطر، لافتا إلى أن الهيئات التدريسية والإدارية باشرت عملها أمس بشكل اعتيادي وأن تعطيل الدراسة كان للطلاب فقط.
من جهته، قال العقيد علي عبيد الطنيجي مدير إدارة الدفاع المدني بالفجيرة، «إن غرفة العمليات تلقت مساء أمس الأول 22 بلاغا من مواطنين في أحياء الفصيل والمضب والفرفار والحيل الصناعية بالإضافة إلى منطقة سكمكم وتركزت جميع البلاغات من المواطنين على المياه التي غمرت البيوت، وتعاملنا مع تلك البلاغات على الفور حيث تم وضع جميع آليات الدفاع المدني في حالة استنفار».
وأشار مدير إدارة الدفاع المدني في الفجيرة إلى أن الإدارة قامت بإنقاذ مجموعة من العمال حاصرتهم مياه الأمطار في المنطقة الصناعية، كما تم تشغيل 6 آلات لسحب المياه من داخل بيوت في المضب وسكمكم والفصيل ودورات عامة، بالتعاون مع الجهات الأخرى.
وشهدت الحركة المرورية على طريق الفجيرة مربح أمس شللا تاما بالرغم من الجهود التي بذلتها القيادة العامة لشرطة الفجيرة لتسهيل حركة المرور، إلا أن مياه الأودية في مناطق سكمكم وقراط والقرية وصلت إلى الشارع الرئيسي لاسيما في المنطقة الواقعة بين الميناء وقراط حيث ارتفعت مناسيب المياه إلى أكثر من مترين ما أدى إلى صعوبة مرور السيارات على هذا الطريق إذ قام البعض بسلوك طرق جبلية وعرة خلف سكمكم من اجل الوصول إلى أعمالهم.
خسائر في الفجيرة
وفي خورفكان اجتاحت مياه الأمطار عدداً من منازل المواطنين القريبة من مجرى الأودية، وتفاوتت الخسائر المادية بين مساكن المواطنين من أضرار بسيطة إلى جسيمة نتيجة تلف معظم متعلقات المنازل، فيما طالب عدد من الأهالي الذين التقتهم «الاتحاد»، بضرورة إنشاء شبكة لتصريف مياه الأمطار.
وأكد النقيب دعيج خليفة الحوسني رئيس قسم الحماية المدنية والسلامة في إدارة دفاع مدني المنطقة الشرقية في خورفكان، أن غرفة العمليات تعاملت مع ثمانية بلاغات تتعلق باجتياح مياه الأمطار لمنازل المواطنين، في منطقتي المديفي والمصلى، وأنه تم سحب المياه بشكل سريع بالتعاون مع البلدية، وتأمين سلامة الأهالي، مشيراً إلى إخلاء مسكن واحد فقط لارتفاع منسوب المياه به ما يشكل خطراً على أفراد الأسرة، مرجحاً أن يكون غلق مسارات الأودية وراء غمر مياه الأمطار للمنازل، لارتفاع منسوب المياه.
وأضاف: «لا يوجد أي خسائر أو إصابات بشرية، حيث اقتصرت الخسائر في الممتلكات المادية، وقد شكلت لجنة مختصة بالتعاون مع الشؤون الاجتماعية لإعداد التقرير النهائي عن الأضرار، كما أود أن اطمئن المواطنين والأهالي أن إدارة الدفاع المدني على أتم الاستعداد لتلقي بلاغات المواطنين والتعامل معها بالشكل المطلوب».
وعانت العديد من الأسر من اجتياح مياه الأمطار لمساكنها، وأكد أفرادها أنهم تعرضوا لمخاطر كبيرة، إضافة إلى وقوع أضرار وخسائر مادية جسيمة.
وقال المواطن سعيد بن كشيش:«لقد اجتاحت مياه الوادي منزلي بالكامل، ما جعلني قلقاً على أفراد أسرتي البالغ عددهم 15 شخصاً، كما عانيت كثيرا في توفير الأمان لابني المريض الذي صعب عليّ إخراجه من المنزل لارتباطه بأجهزة طبية خاصة يحتاج لها على مدار الساعة».
وأضاف:«لقد غمرت المياه جميع غرف المنزل، وقد استمر سحب المياه طوال الليل بالتعاون مع الجهات المختصة، علما أن السبب الرئيسي لهذه المشكلة هو التخطيط السيئ للوادي، ووجود جسور من الطين تسد مجرى الوادي لم يتم وضعها بالشكل الصحيح مما يترتب عليه خطورة على الأرواح والممتلكات.
وقالت المواطنة ابتسام سعيد:«للأسف تخطيط مجرى الوادي سيئ جدا وينقصه مواصفات الأمان، وللأسف هناك جسور تم وضعها بعشوائية، من دون الأخذ في الاعتبار أهمية هذا الوادي في تصريف مياه الأمطار التي تكون مفاجئة والتي قد تشكل خطرا كبيرا على الأرواح، علما أن الأمطار لم تستمر لفترة طويلة، واعتقد أنها لو استمرت لفترة أطول لكانت الأودية تسببت بكوارث».
وقال المواطن محمد بن قدور:«للأسف هناك جسر واحد ثابت، وتحطم مع قوة تدفق المياه، بينما الجسور الأخرى طينية وتسببت بعرقلة المياه التي غمرت المنازل وتسببت بأضرار وخسائر مادية كبيرة».
وأضاف: «نقيم في المنطقة من سنوات عديدة، وتأثرت المباني الجديدة وزيادة المساكن بمجرى الأودية، لذا نطالب الجهات المختصة بإيجاد حل جذري لهذه المشكلة، وإنشاء شبكة تصريف مناسبة لمياه الأمطار في منطقة المصلى خصوصا، والتي تحيط بها الجبال ويسير مجرى الوادي في وسط مساكن الأهالي».
وفي رأس الخيمة، أهابت إدارة المرور والدوريات بشرطة رأس الخيمة بالجمهور، بضرورة أخذ الحيطة والحذر عند ارتياد أماكن الوديان أو خلال التنقل بالمركبات على الطرق الخارجية والداخلية أثناء تقلبات الطقس، والابتعاد عن الأودية وأماكن تجمعات المياه في ظل توقعات الأرصاد الجوية بالدولة بهطول الأمطار، جاء ذلك بعد رفع درجة الاستعداد والجاهزية لمواجهة تداعيات الأمطار الغزيرة التي هطلت مساء أمس على المناطق الجنوبية من الإمارة.
وأوضح العقيد عبدالله علي منخس، مدير إدارة المرور والدوريات أن شرطة الإمارة بذلت جهودا حثيثة وفعالة مساء أمس بدأت عصراً واستمرت حتى منتصف الليل بالمناطق الجنوبية، لتوعية السائقين وتوجيههم بالقواعد المرورية الصحيحة، وتقديم المساندة والدعم اللازم لهم في حال وقوع أي طارئ.
ولفت إلى تخصيص عدد كبير من الدوريات التابعة لمراكز الشرطة بالإضافة إلى الاستعانة بعدد من دوريات إدارة المرور للتمركز حول المناطق التي شهدت جريان الأودية والسيول، كما أن هناك تنسيقا من جانب بعض الجهات المدنية ذات الاختصاص المشترك، وهي دائرة الأشغال والخدمات العامة.
ودعا العقيد منخس، مرتادي البحر إلى الحيطة والحذر هذه الأيام، نظراً لأن البلاد تتعرض لمنخفض جوي يؤثر بشكل مباشر في حالة البحر، ما يؤدي إلى وقوع حوادث غرق أو فقدان أشخاص أو تحطم زوارق، الأمر الذي يجعل من عملية البحث والإنقاذ غاية في الصعوبة، لذا يتوجب على الجميع التنبه وعدم المجازفة في دخول البحر، سواء للتنزه أو السباحة أو الصيد حتى تستقر حالة الطقس بشكل كامل.
7 أمتار منسوب الأمطار في سدود الفجيرة
فاضت بعض السدود الفجيرة بسبب الأمطار الغزيرة التي تعرضت لها الإمارة أمس لليوم التالي على التوالي، ووصلت قراءة بعض السدود إلى 7 أمتار، كما في سد وادي مي.
وهطلت أمس أمطار غزيرة على إمارة الفجيرة لليوم الثاني على التوالي وتباينت درجات قوتها بين الغزيرة في مدينة الفجيرة والأغزر على المناطق الجبلية المتاخمة لها ما أدى إلى جريان الأودية والشعاب. وعاودت مياه الأمطار التجمع من جديد في الدورات العامة بمدينة الفجيرة، كما دهمت عددا من البيوت في مناطق عدة من أهمها المضب وسكمكم والفصيل وفي القرية وقراط، كما امتلأت شوارع الفجيرة الرئيسية ببقايا مخلفات المزارع والجبال والوديان وبالحصى والصخور التي حملتها المياه مع الوديان.
عدد اليوم
