الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

«بركة يقابل بركة».. حينما يصنع الحب المستحيل

«بركة يقابل بركة».. حينما يصنع الحب المستحيل
7 سبتمبر 2016 23:25
تامر عبد الحميد (دبي) طالما عانى المجتمع السعودي من الصورة النمطية السلبية التي صورتها هوليوود والإعلام الغربي، فضلاً عن الصورة السطحية التي تكونت نتيجة الأجانب الذين عاشوا في المملكة السعودية دون تفاعل كاف مع أفراد المجتمع السعودي، ثم عادوا إلى بلادهم وصدروا صورة مشوهة إلى حد كبير انتشرت بين الدول وتحولت إلى أمر واقع دون اختيار حقيقي، ربما هذا سبب من الأسباب التي دفعت المخرج والمنتج محمود صباغ، إلى صناعة فيلمه الطويل «بركة يقابل بركة»، والذي تدور أحداثه في جدة ويعكس صورة حقيقية للمجتمع السعودي ويعبر عن جيل الشباب، بصورة تحمل روح الطرافة. هذا ما صرح به صباغ خلال حضوره مساء أمس الأول العرض الخاص لفيلمه «بركة يقابل بركة» في فوكس سينما بمول الإمارات في دبي، مع فريق عمل الفيلم الذي يجمع بين الرومانسية والكوميديا، و بطولة هشام فقيه وفاطمة البنوي وسامي حنفي وتركي شيخ ومريم بلال وخيرية نظمي. العاشقان «بركة يقابل بركة» الذي عرض في مهرجان برلين الماضي، ويعرض اليوم في صالات السينما المحلية، تدور قصته في 88 دقيقة حول عاشقين يجمعهما القدر، هما «بركة» الموظف في بلدية جدة ذو الأصول المتواضعة، والممثل الهاوي في فريق مسرحي يتدرب من أجل تقديم دور نسائي في مسرحية «هاملت»، والأخرى فتاة شابة اسمها «بركة» أيضاً ذات الجمال الجامح، التي تعمل في الترويج لمتجر والدتها، بينما تدير مدونة فيديو مشهورة على الإنترنت. في بداية الفيلم يتعرف المشاهد على «بركة» الشاب الذي يعمل في بلدية جدة ويعيش مع والده العاجز، ومن خلال نشاط بركة اليومي نتعرف على بيته في إحدى حارات جدة القديمة وجارته و«دعاش» زوحها الذي يعد خبيراً بشؤون الحب، يستعين به بركة لمساعدته في حياته العاطفية التي تعتبر منعدمة نظراً لأن شاباً قليل الخبرة، إلى جانب القيود التي يفرضها المجتمع على التعارف والاختلاط بين النساء والرجال. أسرة ثرية على الجانب الآخر يرى المشاهد الفتاة «بركة» التي تدعى «بيبي» التي تعيش حياة مغايرة تماماً، فهي من أسرة ثرية، تحب الانطلاق ولديها حساب خاص على موقع التواصل الاجتماعي «انستغرام»، تضع عليه فيديوهات وصور يتابعها آلاف المستخدمين مع الحرص على عدم إظهار وجهها بالكامل حتى لا يتسبب ذلك في إثارة مشاكل مجتمع يعرف عنه الحرص على عدم ظهور المرأة خارج الإطار التقليدي. ومع تسلسل الأحداث يجمعهما القدر حيث يلتقي «بركة» في أحد الأيام بأحد الشواطئ «بيبي»، التي كانت في جلسة تصوير للترويج لمحل والدتها الثرية، ليقع «بركة» في حبها من النظرة الأولى، وتتكرر الصدفة بين الاثنين إلا أن يتقابلا في معرض فني، حيث يتمكنان من الحديث سوياً لبضعة دقائق، بعدما يزداد التقارب بينهما لكنهما لا يستطيعان إمضاء وقت كاف في مكان عام، لأن العادات والتقاليد المجتمعية تمنعهما من ذلك، لتتوالى محاولاتهما للتقابل، لكن عادة ما يكون مصيرهما بالفشل بطريقة كوميدية وطريفة، فيتقدم لخطبتها ليصنع الحب المستحيل ويعيشان سوياً كما يريدان. صناعة سينمائية وحول تجربته الأولى في إخراج فيلم روائي طويل قال صباغ: إن أكبر ما يميز فيلم «بركة يقابل بركة» هو أن معظم عناصر عمله سعودية بما يمكننا القول إنه أول عمل سعودي خالص يشارك في مهرجانات، موضحاً أن القيام بفيلم روائي أول طويل لن يكون خطوة تقليدية، بل يمثل إلقاء حجر في مياه راكدة لسنوات في المجال الفني السعودي، والذي لا يملك بنية تحتية لصناعة أعمال سينمائية. وعن اختيار الممثلين خصوصاً أن بطليه هشام وفاطمة يقفان للمرة الأولى أمام كاميرا السينما قال: كل منهما حاز شهرة واسعة عبر برامج التواصل الاجتماعي المتعددة، و لديهم متابعين وفيديوهات عبر الإنترنت حققت نسبة متابعة عالية، ما دفعني إلى ترشيحهما للبطولة. فكرة الفيلم وأوضح هشام أن فكرة الفيلم أعجبته كثيراً خصوصاً أنها مليئة بالمفارقات والمرح، إلى جانب أنه كان فرصة جيدة بالنسبة له لرصد الطابع المحلي لمدينة جدة، إضافة إلى أنه أحب أن يمثل الشاب العادي من خلال «بركة» الذي غالباً ما يمثل شباب العشرينات في أنحاء السعودية، والمعوقات والصعوبات التي يواجهونها. وأوضحت فاطمة أنها كانت تكمل دراسة الماجستير في الولايات المتحدة، وهناك أرسل لها صباغ نص الفيلم وعرض عليها المشاركة في بطولته، وقالت: شعرت بالحيرة لأنه لم يسبق لي التمثيل من قبل، لكن سبق لي المشاركة في مشاريع مسرحية، وربما كان هذا السبب وراء عرضه الدور علي، لذا قررت خوض التجربة، وبعد العودة إلى جدة توالت اللقاءات مع صباغ وأعجبتني فكرة الدور التي تمثل خطاً جديداً لما يمر به الشباب في المجتمع.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©