الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أوباما و«الإبادة» الأرمنية

3 مايو 2015 23:42
حين كان مرشحاً للانتخابات الرئاسية في 2008، وعد أوباما بأنه سيتحدث عن عمليات القتل الجماعي، التي قام بها العثمانيون في حق الأرمن في 1915 باعتبارها «إبادة» في حال انتخابه. غير أنه في الذكرى المئة لتلك الأحداث، تحاشى مرة أخرى استعمال كلمة «إبادة» واستعاض عنها في بيان أصدره بعبارة «الفظاعة الجماعية الأولى للقرن العشرين» وقال أوباما: «اعتباراً من 1915، تعرض الشعب الأرمني في عهد الإمبراطورية العثمانية للترحيل والتذبيح»، مضيفاً: «كما تم محو ثقافتهم وتراثهم في وطنهم القديم. ووسط أعمال العنف الفظيعة، التي شهدت معاناة على كل الجهات، مات مليون ونصف مليون أرمني». أما سبب رفض أوباما استخدام تلك العبارة، فيعزى إلى تركيا والدور الذي تضطلع به كشريك مهم للولايات المتحدة ضمن حلف «الناتو» وفي النزاعات التي تموج بها منطقة الشرق الأوسط، في حين أن أرمينيا، وهي بلد لا يتجاوز عدد سكانه 3 ملايين نسمة، تبهت من ناحية الأهمية الجيواستراتيجية. وتعارض تركيا بشدة أي إشارة إلى أعمال القتل التي تعرض لها الأرمن خلال الحرب العالمية الأولى على أنها «إبادة»، وتهدد بأن من شأن ذلك أن يضر بالعلاقات الدبلوماسية بشكل دائم مع البلدان التي تستخدم ذلك التعبير. والواقع أن الحكومة التركية تعترف بأن أرمن ماتوا خلال الحرب، ولكنها تشدد على أن الكثير من الأتراك المسلمين ماتوا أيضاً. والجدير بالذكر هنا أن الأرمن مسيحيون. وفي بيانه، بدا أن أوباما بذل جهداً ليشير إلى أنه ينظر في الواقع إلى المذبحة الأرمنية باعتبارها «إبادة»، ولكن من دون أن يستعمل الكلمة نفسها. وقال الرئيس الأميركي: «لقد عبرتُ دائماً عن رأيي في ما حدث في 1915، ورأيي لم يتغير». وبخصوص أعداد من قضوا في تلك الأحداث، التي تشير التقديرات عادة إلى أنها تتراوح ما بين مليون ومليون ونصف المليون شخص، اختار أوباما العدد الأعلى. كما رحب الرئيس الأميركي بـ«بتعبير البابا فرانسيس ومؤرخين أتراك وأرمن وآخرين كثر عن آرائهم، ممن سعوا إلى إلقاء الضوء على هذا الفصل المظلم من التاريخ». يذكر هنا أن 25 بلداً على الأقل، من بينها ألمانيا والنمسا وفرنسا وروسيا، تصف الفظاعات التي وقعت بـ«الإبادة». وكان البابا فرانسيس قد استعمل كلمة «إبادة» في 12 أبريل المنصرم أثناء قداس ديني أقيم من أجل إحياء الذكرى المئة لتلك الأحداث. وقد عبرت الجالية الأميركية- الأرمنية عن استيائها من موقف الرئيس أوباما في بيان أصدرته. وفي هذا السياق، كتبت لجنة مئوية «الإبادة» الأرمنية في أميركا، وهي ائتلاف تنضوي تحت لوائه أكثر من 20 منظمة أميركية- أرمنية، تقول: «إننا نشعر بإحباط كبير لأن الرئيس أوباما اختار عدم الوفاء بوعده والابتعاد عن موقف المجتمع الدولي بشأن قول الحقيقة حول الإبادة الجماعية في ذكراها المئة». كما اتهمت اللجنة الرئيس الأميركي مرة أخرى بـ«غض الطرف عن الإبادة من أجل الانتفاع السياسي». ولكن موقف أوباما يبدو لافتاً أكثر نظراً إلى أن مندوبته في الأمم لمتحدة سامنثا باور تُعتبر مرجعية في موضوع «الإبادة» حيث فازت في 2003 بجائزة «بوليتزر» عن كتابها «مشكلة من الجحيم: أميركا وعصر الإبادة». ومن بين أشد المنافحين عن ضرورة الاعتراف بالمذبحة الأرمنية هناك أيضاً السيناتور السابق بوب دول -الجمهوري عن ولاية كنساس- المرشح الجمهوري للانتخابات الرئاسية في 1996. وكان الجراح الأميركي الأرمني «همبر كليكيان»، الذي فر من الإمبراطورية العثمانية في 1919، قد ساعد الشاب «دول» على استعادة استعمال ذراعه اليمنى جزئياً، بعد أن أصيبت إصابة بالغة خلال الحرب العالمية الثانية. وقد ظل «دول» مقرباً من الدكتور كليكيان حتى وفاة هذا الأخير عام 1983. ينشر بترتيب خاص مع خدمة «كريستيان ساينس مونيتور»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©