قال الدكتور أحمد مراد وكيل كلية العلوم في جامعة الإمارات إنه يتوقع إنجاز المركز الوطني للمياه بالجامعة 9 مشاريع بحثية على مراحل نهاية العام المقبل 2016، ومن أبرزها مشروع لتقييم أثر التغيرات المناخية في تغذية المياه الجوفية وآخر لتحليل متبقيات النفايات الطبية والعضوية في المياه المعالجة ومياه الشرب في إمارة أبوظبي وثالث لتطوير واختبار نموذج للنخيل للحفاظ على المياه في الإمارات، كما يتبنى المركز مشروعاً لاستخدام المواد المتناهية الصغر (النانو) في المياه المحلاة، وآخر لاختيار نباتات تتحمل المياه المالحة من خلال الزراعات المائية (الاكوابونيك) ومشروعا لإعادة استخدام المياه المعالجة في المناطق الجافة من خلال تصميم أنظمة التعرف على حساسية المياه في المناطق الحضرية.
وأوضح ان هذه المشاريع حصلت على تمويل بقيمة 2.2 مليون درهم من جامعة الإمارات على دفعتين، لافتا إلى ان المركز يتبنى بالإضافة الى ذلك مشروعا بحثيا لتطوير ميزانية مائية ديناميكية لإمارة أبوظبي بالتعاون مع جامعة ليدز البريطانية، تموله هيئة البيئة بأبوظبي من المتوقع إنجازه مطلع العام المقبل.
محسن البوشي (العين)
قال الدكتور احمد مراد وكيل كلية العلوم في جامعة الإمارات في حوار مع «الاتحاد» إن المركز يرمي الى تحقيق مجموعة من الأهداف تتضمن تطوير استراتيجية البحث العلمي بالدولة بالتعاون مع الجهات ذات العلاقة في إدارة المياه الجوفية، تطوير تكنولوجيا التحلية ومعالجة مياه الصرف الصحي، تحسين جودة المياه لجميع القطاعات، والتعاون مع الجهات المختلفة من أجل تطبيق الاستراتيجية البحثية لجامعة الإمارات، مشيراً إلى أن المركز يهدف الى تقديم الاستشارات الفنية لكافة الجهات المعنية، وتطوير مبادئ للإدارة المستدامة لمصادر المياه بالتعاون مع الشركاء المعنيين في القطاعات والجهات العلمية البحثية الوطنية والدولية وتشجيع البحث العلمي التطبيقي والأساسي والمساهمة في نقل التكنولوجيا والابتكار ودعم مشاركة الطلبة في المشاريع البحثية المتعلقة بالمياه وتفعيل التعاون بين الباحثين في الداخل والخارج وإقامة المناسبات والفعاليات ذات الصلة.
مقومات بحثية
وأوضح الدكتور مراد أن المركز الوطني للمياه يضم ثلاث وحدات رئيسية تشمل جودة المياه، وتكنولوجيا المياه وإدارة المصادر والنظام البيئي. ويشارك في إدارة وتشغيل المركز 4 كليات عملية تشمل كلية العلوم، وكلية الهندسة، كلية الأغذية والزراعة وكلية الطب والعلوم الصحية، لافتاً إلى أن المركز يتمتع ببنية تحتية قوية يستمدها من وجوده بجامعة الإمارات حيث توجد مجموعة من المختبرات والمعامل العلمية المتقدمة تجعلها دعامة أساسية وركيزة للبحث العلمي بوجه عام. ولفت الى ان المركز يمتلك إضافة الى هذه المقومات البحثية المتقدمة محطة لقياس معدلات الأمطار، وأجهزة حديثة لقياس منسوب المياه الجوفي، وجهاز متعدد القياسات للعمل الحقلي، وجهاز الضغط للتربة السطحية والمياه الجوفية الضحلة بالإضافة الى جهاز البرميمتر الثابت لقياس النفاذية.
شركاء استراتيجيون
وحول الشركاء الاستراتيجيين أوضح مراد ان بلدية مدينة العين تأتي على رأس هؤلاء الشركاء باعتبارها الشريك الاستراتيجي الأول ويأتي بعد ذلك الشركاء الأكاديميون الإقليميون كجامعتي السلطان قابوس، والخليج العربي، ثم الشركاء الأكاديميون العالميون كجامعات دريسدن الألمانية، وغرب إنجلترا، وليدز، وكشركتي بوير الألمانية، وجايجون الألمانية ويعد المركز عضوا فعالا في الشبكة الدولية للمياه التي تضم جامعة غرب إنجلترا في بريستول البريطانية وجامعة أريزونا الأميركية وجامعة مونيش بجنوب افريقيا.
وردا على سؤال حول المقومات البحثية الأخرى المتفردة بالمركز، أكد مراد أهمية المختبر المتنقل بالمركز الوطني للمياه كونه الأول من نوعه في الدولة ويسهم في تحسين القراءات الحقلية للمياه الجوفية وتوفير نتائج العينات انيا في الحقل وتشمل التحاليل العناصر الفيزيائية والكيميائية للمياه. ويتألف الجهاز من تقنية حديثة لقياس درجات الحرارة والملوحة وتقنية أخرى لقياس منسوب المياه الجوفية وبعض التقنيات الأخرى الحديثة للقياسات الميكروبيولوجية.
ركيزة تدريب
وأشار إلى أن المركز الوطني للمياه بجامعة الإمارات يضم نخبة من الباحثين المتميزين في الكليات الجامعية المعنية وخبراء المياه والبحث العلمي والتعليم والتدريب وغيرهم من المتخصصين بمجال تقديم الاستشارات العلمية والفنية بمجال مشكلة المياه ويضم المركز عددا من الكفاءات العلمية في مجال المياه الذين يقدمون الاستشارات الفنية والإسهامات البحثية والمهارات والقدرات اللازمة في هذا المجال خاصة تلك التي يحتاجها طلبة برامج البكالوريوس والدراسات العليا ذات الصلة بمشكلة المياه.
وبسؤاله حول دور المركز الوطني للمياه في التوعية بأبعاد مشكلة المياه، أشار وكيل كلية العوم بجامعة الإمارات الى المركز يتبنى خطة عمل تتضمن عددا من الأنشطة والفعاليات التي تتسق مع أهدافه وتشمل إقامة سلسلة من المحاضرات الدورية تركز على ابعاد مشكلة المياه في دولة الإمارات يقوم عليها خبراء دوليون تتم استضافتهم، كما تتضمن الخطة إقامة الندوات والمؤتمرات والمشاركات وورش العمل والدورات التدريبية والمشاركة سنويا في القمة العالمية للمياه منذ 2013، إضافة الى عدد من الشراكات الأخرى الفاعلة مع عدد من المراكز البحثية العالمية مثل مركز هولمز لأبحاث البيئة بألمانيا، مركز إدارة مصادر المياه بالمناطق الجافة، بإسبانيا، المشاركة في الشبكة العالمية للأمن المائي بالتعاون مع جامعة أريزونا بالولايات المتحدة الأميركية.
وتطرق مراد خلال الحوار الى اسهامات المركز الوطني للمياه بجامعة الإمارات منذ تأسيسه المركز عام 2012 ومباشرته لنشاطه فعليا مع بداية 2013 حيث يتبنى المركز خططا وبرامج تتماشى مع توجهات الخطة الاستراتيجية لجامعة الإمارات التي تحظى بدعم ورعاية معالي الشيخ حمدان بن مبارك آل نهيان وزير التعليم العالي الرئيس الأعلى للجامعة وتسعى الى تطوير قدرات البحث العلمي والابتكار في المجالات ذات الأولوية الوطنية من خلال مشاريع ومبادرات مهمة تركز على تفعيل جهود الباحثين في سبيل إيجاد حلول لمشكلة المياه.
شراكات بحثية مجتمعية فاعلة
ولفت إلى أن استراتيجية المركز تتضمن السعى الى إيجاد شراكات بحثية مجتمعية فاعلة من خلال تطوير البنى التحتية بالمختبرات والمعامل وتفعيل برامج الدورات التدريبية وتقديم الاستشارات ودعم الابتكار وجهود الباحثين المبدعين وتفعيل الجهود البحثية لطلبة البكالوريوس وطلبة الدراسات العليا في جامعة الإمارات، وتقوم سياسة المركز على التعاون الدولي بمجال البحث العلمي وتبادل الخبراء. وشدد مراد على ان المركز الوطني للمياه بجامعة الإمكانات ينطوي على أهمية كبيرة نظرا لوقوع دولة الإمارات في المنطقة الجافة ما يجعلها جاذبة للابتكار والإبداع والكفاءات المتميزة في إدارة المياه واستخدامات الأراضي والتكنولوجيا ذات الصلة وصولا الى استدامة الموارد المائية مؤكدا ان البحث العلمي المتعمق للدورة المائية بجميع فروعها صار مطلبا أساسيا في سبيل إيجاد حلول تقنية تكنولوجية متصلة بإدارة مشاكل المياه.
كادر//9 مشاريع بحثية ينجزها مركز المياه بجامعة الإمارات العام المقبل
آفاق كبيرة
يفتح التطور الكبير بمجال تكنولوجيا معالجة المياه آفاقا كبيرة واعدة لتحقيق الاستخدام الأمثل للمياه سواء بمجال الاستهلاك الآدمي أو في الأغراض الزراعية ومن هنا جاءت مبادرة جامعة الإمارات بإنشاء المركز الوطني للمياه باعتباره مركزا بحثيا وتكنولوجيا يسهم في تحقيق الأهداف المرجوة انطلاقا من رؤية تسعى إلى أن يمثل المركز صرحا علميا عالميا يركز على البحوث البينية ذات الصلة لمراقبة حماية مصادر المياه في المناطق الجافة وشبه الجافة.
وتقوم رسالة المركز الوطني للمياه بجامعة الإمارات على التعاون بين الشركاء المحليين والإقليميين والعالميين من أجل سد الفجوة بين الاحتياجات المائية والكميات المتوفرة من المياه في المناطق الجافة وغير الجافة من خلال البحث العلمي وتطبيق وتطوير التكنولوجيا المتطورة للمراقبة والإدارة والمعالجة والتحلية.
عدد اليوم
