الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

عَبَرَات مخنوقة

5 مايو 2011 19:58
البكاء نعمة كبرى، فهو وسيلتنا للتعبير عما يختلج في نفوسنا، به نفرغ شحنات الألم والغضب والحزن والفرح والخوف والضعف، المختزنة في أعماقنا، وكثيراً ما يكون البكاء راحة وشفاء، فنسكب الدموع لتغسل أرواحنا وقلوبنا. قد نبكي رحمةً ورقةً، أو خوفاً وخشية، أو محبةً وشوقاً، أو فرحاً وسروراً، أو جزعاً وعدم تحمّل، أو حزناً، أو خوراً وضعفاً، أو موافقةً للآخرين من دون أن ندري سبب بكائهم إنما نبكي لبكائهم، وقد نبكي نفاقاً وقلوبنا كالحجارة أو أقسى منها! كثيراً ما تخنقنا العَبْرة فنبكي بصمت ونختنق بحزن يجثم على صدورنا. العَبْرة: الدَّمْعة، وقيل: هو أن يَنْهَمِل الدمع ولا يسمع البكاء، وقيل: هي الدمعة قبل أن تَفيض، وقيل: هي تردُّد البكاء في الصدر، وقيل: هي الحزن بغير بكاء، والصحيح الأول؛ وقال الأصمعي: ومن أمثالهم في عناية الرجل بأخيه وإيثاره إياه على نفسه قولهم: لك ما أبْكِي ولا عَبْرَةَ بي؛ يُضْرَب مثلاً للرجل يشتد اهتمامه بشأن أخيه، ويُرْوَى: ولا عَبْرَة لي، أي أبكي من أجلك ولا حُزْن لي في خاصة نفسي، والجمع عَبَرات وعِبَر. وعَبْرةُ الدمعِ: جرْيُه، وعَبَرَتْ عينُه واسْتَعْبَرت: دمَعَتْ. وعَبَر عَبْراً واسْتَعْبَر: جرَتْ عَبْرتُه وحزن، عَبِر الرجلُ يعبَرُ عَبَراً إذا حزن. وفي حديث أبي بكر، رضي الله عنه: أنه ذكَرَ النبي، صلى الله عليه وسلم، ثم اسْتَعْبَر فبكى؛ هو استفْعل من العَبْرة، وهي تحلُّب الدمع. ومن دُعاء العرب على الإِنسان: ماله سَهِر وعَبِر. وامرأَة عابرٌ وعَبْرى وعَبِرةٌ: حزينة، والجمع عَبارى؛ وعينٌ عَبْرى أي باكية، ورجل عَبرانُ وعَبِرٌ: حزِينٌ. والعُبْرُ: الثَّكْلى، والعُبْرُ: البكاء بالحُزْن، يقال: لأُمِّه العُبْرُ والعَبَرُ. والعَبِرُ والعَبْرانُ: الباكي، والعُبْر والعَبَر: سُخْنةُ العين من ذلك كأنه يَبْكي لما به. والعَبَر، بالتحريك: سُخنة في العين تُبكيها، ورأى فلان عُبْرَ عينه في ذلك الأمر وأراه عُبْرَ عينه أي ما يبكيها أو يُسْخِنها. وعَبَّر به: أراه عُبْرَ عينه؛ قال ذو الرمة: ومِنْ أَزْمَة حَصَّاءَ تَطْرَحُ أَهلَها على مَلَقِيَّات يُعَبِّرْنَ بالغُفْر وفي حديث أُمْ زرع: وعُبْر جارتِها أي أن ضَرَّتَها ترى من عِفَّتِها ما تَعْتَبِرُ به، وقيل: إنها ترى من جَمالِها ما يُعَبِّرُ عينها أي يُبكيها. للبحتري عبرات صادقة: لأخي الحُـــــــــبّ عَبرَةٌ ما تَجِـــفُّ وَغَرَامٌ يُـــدْوِي الحَشَــــا وَيَشُفُّ وَطَليـــــحٍ مِنَ الوَداعِ تُعَنّيــــــــــ ـهِ نَوَى غُرْبَةــــــٍ وَوَجْنـَاءُ حَرْفُ وله أيضاً: رَحَلُوا فَأيّةُ عَبـــرَة لم تُسْـــــــكَبِ أسَفــاً، وَأيُّ عَزِيمَـــــةٍ لم تُغْلَـبِ قد بَيـّنَ البَيـــنُ المُفَــرِّق بينـــــا عِشْقَ النّوَى لرَبيـبِ ذاكَ الـرّبرَبِ صَدَقَ الغُرَابُ لقد رَأيتُ شموسَهمْ بالأمس، تَغرُبُ في جوانِبِ غـرَّبِ لو كنتَ شاهدَنا وَمَا صَنــَعَ الهوى بقُلُوبِنَا، لحَسـَدْتَ مَنْ لم يُحبِـبِ شُغلَ الرّقيبُ، وَأسعدَتْنـــــَا خَلْوَةٌ في هَجرِ هَجرٍ، وَاجتِنــابِ تجَنّـبِ فتَلَجلَجتْ عَبَرَاتُهَا، ثم انْبـــــــرَتْ تَصِفُ الهَوَى بلسانِ دَمعٍ مُعْرِبِ تَشْكُو الفِرَاقِ إلى قَتيـلِ صَبَابَـــــةٍ، شَرِقِ المَدامعِ، بالفــرَاقِ مُعَـذَّبِ أَأُطيعُ فيكِ العـــــذلاتِ، وَكُسْوَتي وَرَقُ الشّبابِ، وَشِرّتي لم تَذْهَـبِ وَإذا التَفَتُّ إلى سِنيـــــَّ رأيتُهـــــــا كمَجَرّ حَبْلِ الخـالعِ المُتَصَــــعِّبِ عشرُونَ قَصّرَها الصّبَــــــ، وأطَالَهَا وَلَعُ العِتابِ بِهـَائـِمٍ لَمْ يَعتـــــَبِ ما لي وَللأيامِ صَــــــرّفَ صَرْفُهَـــــا حالي، وأكثرَ في البــــــادِ تَقَلّبـــي إسماعيل ديب | Esmaiel.Hasan@admedia.ae
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©