الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

محمد عبدالوهاب «نهر خالد» من الإبداع الموسيقي

محمد عبدالوهاب «نهر خالد» من الإبداع الموسيقي
5 مايو 2011 19:51
سعيد ياسين (القاهرة) ـ في مناسبة الذكرى العشـرين لرحـيل موسـيقار الأجيال محمد عبدالوهاب هذه الأيام، تعيد شركة صوت القاهرة طرح عدد من القصائد التي لحنها لأم كلثوم ومنها “إنت عمري” و”أمل حياتي” و”ليلة حب” و”فكروني” و”هذه ليلتي” و”ودارت الأيام” و”أغداً ألقاك؟”، كما يحتفل محبوه بذكراه من خلال حفلات فنية في دار الأوبرا بالقاهرة والإسكندرية. لعبت الصدفة دوراً كبيراً في حياة عبدالوهاب الذي ولد في 13 مارس عام 1902 في حارة برجوان في حي باب الشعرية وسط القاهرة، حين تعرف على فوزي الجزايرلي صاحب فرقة مسرحية بالحسين عام 1917، والذي وافق على عمله كمطرب يغني بين فصول المسرحيات التي تقدمها فرقته مقابل خمسة قروش كل ليلة، وغنى عبدالوهاب أغاني الشيخ سلامة حجازي متخفياً تحت اسم محمد البغدادي، وبعد توسط بعض الأصدقاء وافقت أسرته على غنائه في فرقة عبدالرحمن رشدي، وحضر أمير الشعراء أحمد شوقي أحد عروض الفرقة وبمجرد سماعه له توجه إلى حكمدار القاهرة الإنجليزي آنذاك وطالبه بمنعه من الغناء لصغر سنه، وأخذ تعهداً على الفرقة بعدم عمله معهم. وفي عام 1920 التحق عبدالوهاب بمعهد الموسيقى العربية، حيث تعلم العزف على العود على يد محمد القصبجي وتعلم فن الموشحات وعمل في نفس الوقت كمدرس للأناشيد في مدرسة الخازندار، وأثناء ذلك قابل سيد درويش الذي أُعجب بصوته وعرض عليه العمل مقابل 15 جنيهاً في الشهر في فرقته الغنائية، وظل ملازماً له يستمع لغنائه ويردد ألحانه حتى وفاته. في عام 1924، أحيا عبدالوهاب حفلاً في أحد كازينوهات الإسكندرية حضره رجال الدولة والعديد من المشاهير منهم أحمد شوقي الذي طلب لقاءه بعد انتهاء الحفل، ولم ينس عبدالوهاب ما فعله به شوقي بمنعه من الغناء وهو صغير وذكّره بذلك، وأكد له شوقي أنه فعل ذلك خوفاً على صحته وهو طفل، وتبناه شوقي منذ ذلك اليوم ولمدة سبعة أعوام تعد من أهم مراحل حياته، حيث اعتبر شوقي مثله الأعلى والأب الروحي له، فكان يتدخل في تفاصيل حياته وعلمه طريقة الكلام وكيفية الأكل والشرب وأحضر له مدرسا لتعليمه اللغة الفرنسية لغة الطبقات الراقية آنذاك، كما قدمه في كافة الحفلات التي كان يذهب إليها، وقدمه أيضاً إلى رجال الصحافة أمثال طه حسين وعباس محمود العقاد وعبدالقادر المازني وكذلك رجال السياسة مثل أحمد ماهر باشا وسعد زغلول ومحمود فهمي النقراشي، ولحن له عبدالوهاب في المقابل العديد من القصائد منها “دمشق” و”النيل نجاشي” و”مضناك”. وأكسب أداؤه الرائع صوته جمالاً في كل مرحلة، وكان لألحانه لنفسه شخصية خاصة شديدة الحضور، والدليل ما قدمه في أغنيات “عاشق الروح” و”آه منك يا جارحني” و”قلبي بيقولي كلام” و”علشان الشوك” و”أنا والعذاب وهواك” و”فين طريقك فين” و”كان أجمل يوم” و”خي خي” و”كل ده كان ليه” و”لا مش أنا اللي ابكي” و”قولي عملك إيه قلبي” و”هان الود” و”يا مسافر وحدك” و”يا وردة الحب الصافي” و”اجري اجري” و”مين عذبك” و”يا دنيا يا غرامي” و”يا وابور قولي رايح على فين” و”النهر الخالد” و”كليوباترا” و”انسى الدنيا” و”خايف اقول اللي في قلبي” و”من غير ليه” وغيرها. وجاء لقاؤه مع كوكب الشرق أم كلثوم متأخراً وتحديداً في عام 1964 من خلال أغنية “أنت عمري” من كلمات الشاعر أحمد شفيق كامل، وشجعهما نجاح الأغنية الكبير على تكرار التعاون في عشر أغنيات أخرى. لحن عبدالوهاب مئات الأغنيات العذبة سواء العاطفية أو الوطنية، وتعاون فيها مع عشرات المطربين والمطربات، فإلي جانب أم كلثوم غنى له عبدالحليم حافظ أغنيات “توبة” و”أهواك” و”فوق الشوك” و”قوللي حاجة” و”لست قلبي” و”يا خلي القلب” و”فاتت جنبنا” و”غني يا قلبي” و”ذكريات” و”يا حبايب بالسلامة” و”المركبة عدت” و”طاير على جناح الحمام”، ولحن لفيروز “سهار بعد سهار” و”سكن الليل” و”مر بي يا واعداً”، ولأسمهان “محلاها عيشة الفلاح” كما اشترك معها في غناء “مجنون ليلى”، ولليلي مراد “حيران في دنيا الخيال” و”ياللي غيابك حيرني” و”جواب حبيبي” و”أرق النسيم” و”يا قلبي مالك” إلى جانب أغاني فيلمي “عنبر” و”غزل البنات”، ولفايزة أحمد “حمال الأسية” و”بريئة” و”ست الحبايب” و”تهجرني بحكاية” و”خاف الله” و”تراهني” و”يا غالي عليا” و”بصراحة” و”راجع لي من تاني”، ولنجاة الصغيرة “أما غريبة” و”آه بحبه” و”شكل تاني” و”القريب منك بعيد” و”ع اليادي” و”آه لو تعرف” و”إلا إنت” و”مرسال الهوى” و”دبنا يا حبايبنا” و”ماذا أقول له” و”متى ستعرف” و”أيظن” و”ساكن قصادي” و”لا تكذبي” و”اسألك الرحيلا” ولوردة “اسأل دموع عنيه” و”لولا الملامة” و”في يوم وليلة” و”أنده عليك” و”بعمري كله حبيتك”، ولصباح “ع الضيعة” وأغاني فيلم “إغراء” ولشادية “أحبك” و”بسبوسة” ولوديع الصافي “عندك بحرية يا ريس” ولطلال مداح “ماذا أقول”، كما غنى له محمد ثروت عددا من الأغنيات الوطنية و”الجميل في الحب انت” و”يا قمر يا غايب” وسمية قيصر “منك يا هاجر دائي” و”في عينيك عنواني”. وإلى جانب التلحين والتأليف الموسيقي لعب عبدالوهاب بطولة 7 أفلام سينمائية خلال فترة الثلاثينيات والأربعينيات من القرن الماضي وهي “الوردة البيضاء” و”دموع الحب” و”يحيا الحب” و”يوم سعيد” و”ممنوع الحب” و”رصاصة في القلب” و”لست ملاكا” و”غزل البنات”. وتوفي عبدالوهاب في يوم الجمعة 3 مايو 1991 وشُيع جثمانه في 5 مايو في جنازة عسكرية، بعد أن حصل عبر مشواره على العديد من الأوسمة والنياشين والجوائز ومنها الدكتوراه الفخرية من أكاديمية الفنون عام 1975، ونيشان النيل من الطبقة الخامسة، ووسام الأرز اللبناني من مرتبة “كوماندوز”، والميدالية الذهبية من مهرجان موسكو، ووسام الاستحقاق من الرئيس جمال عبدالناصر، ووسام الاستحقاق السوري 1974، والقلادة الأولى من الأردن، ولقب “فنان عالمي” من جمعية المؤلفين والملحنين في باريس 1983، والوشاح الأول من الرئيس بورقيبة، والوسام الأكبر العماني 1984، ووسام الكفاءة المغربي، والاستقلال الليبي، وجائزة الجدارة، والأسطوانة البلاتينية 1978.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©