الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

دعم العمل الريادي

12 يوليو 2010 23:02
نيكولاس سوليفان كاتب ومحلل سياسي ركّز مجال الاهتمام الإعلامي الأميركي حول العالم العربي خلال العقد الماضي على قضايا مثل الأصولية والإرهاب والأمن، وأحياناً النفط. وما زالت هذه المواضيع تهيمن على التغطيات الإعلامية، ولكن منذ خطاب أوباما عام 2009 في القاهرة الذي دعا فيه إلى "بداية جديدة" في علاقات الطرفين، تم فتح قناة خلفية جديدة هي: العمل الريادي والإبداعي. وهذا موضوع يستحق أن يحتضنه الطرفان لأسباب متماثلة، وهو موضوع يحمل في طياته احتمالات إعادة تأطير العلاقة بين الولايات المتحدة والعالم العربي بأسلوب إيجابي. وليس سرّاً أن البطالة مستشرية بين الناس في الشرق الأوسط، ومنهم 60 في المئة تحت سن 25 سنة، وأكثر من 25 في المئة منهم عاطلون عن العمل، ولاشك أن هذا مساهم رئيس في التململ الاجتماعي الذي قد يؤدي أحياناً إلى اتجاهات أصولية وإرهابية. ويدرك كلا الطرفين العربي والأميركي أن خلق أعمال جديدة هو الفرصة الفضلى لكسر دائرة اليأس. ويدرك كلا الطرفين أيضاً العقبات الثقافية والبيروقراطية التي تجعل من الأعمال الريادية والإبداعية أمراً صعباً. وقد اجتذبت القمة الرئاسية الأولى للأعمال الريادية في واشنطن في أبريل الماضي أكثر من 275 مسلماً من 50 دولة من العالم العربي وما وراءه. ولم تحظَ تلك القمة بتغطية واسعة في الولايات المتحدة حيث غطت عليها السجالات السياسية الاعتيادية المحلية. إلا أنها شكلت حدثاً مهماً بالنسبة للعالم العربي. ففي مايو، أشار متحدث بعد الآخر في منتدى حول الإبداع الاجتماعي في العالم العربي عقد في القاهرة إلى تلك القمة متطلعين إلى القمة المقبلة التي ستعقد في تركيا الربيع القادم. ولم تكن لدى المتكلمين أوهام بأن إطلاق الأعمال المبدعة في المنطقة التي تعاني من بيروقراطيات وصعوبة في الوصول إلى رأس المال سيكون سهل التطبيق. وقد أشار رجل الأعمال نجيب سويريس إلى أن "الشباب لا يحصلون على الكثير من المساعدة". و"هم يحاربون نفس البيروقراطية التي حاربْتها أنا قبل 30 سنة عندما بدأت تأسيس عملي. ومن الصعب أن تصبح صاحب أعمال مبدعاً، ولكن ذلك يجب أن يشكل أول واجب علينا". إن "العمل الريادي هو وضع عقلي بالدرجة الأولى ولا يمكن تطويره إلا داخليّاً، وليس استيراده من الخارج" هذا ما قالته إحدى المشاركات في منتدى القاهرة. ولكن كيف؟ "لابد أن يتم زرع بذور العمل الريادي في المدارس وفي المجتمعات التي تشجّع التفكير المبدع والالتزام الاجتماعي. ويجب أن يصبح هذا أولوية كبرى في الأجندة التنموية لأية دولة ذات غالبية مسلمة". والحال أن زرع هذه العقلية المبدعة يتم في مدارس مثل كلية دبي للإدارة الحكومية، التي أنشئت بالتعاون مع كلية كنيدي للحكم بجامعة هارفارد، والتي تركز بشكل قوي على السياسات الممكّنة لدعم العمل الريادي. وتتراوح هذه السياسات بين التعليم والإصلاحات المالية والوصول إلى الائتمان والإعفاءات الضريبية لمشاريع الشباب وحماية حقوق الملكية والسياسات التنافسية والممارسات القضائية والمتطلبات الرأسمالية وقوانين العمالة والتوظيف. وتركز كلية دبي للإدارة الحكومية انتباهها على العمل الاجتماعي الريادي والابتكار، الأمر الذي يبحث عن حلول أساسها السوق لمشاكل اجتماعية، مثل الوصول إلى الماء النظيف والطعام والسكن وحتى الخدمات المصرفية. وإلى جانب هذا يمتلك العالم العربي والإسلامي على اتساعه مثالاً رياديّاً آخر يحتذى به، هو الكويتي نايف المطوع، الذي يتمتع برنامجه الكرتوني "الـ99" من الأبطال الخارقين، بالحب والإعجاب في كافة أنحاء العالم العربي. وتعدّ شركة "تشكيل" الإعلامية التي أنشأها المطوع مؤسسة إعلام وتثقيف وتسلية سريعة النمو مكرّسة لتشجيع القيم الثقافية الإسلامية وتنمية اسم عالمي في الإعلام متعدد الوسائل. ثم هناك برنامج "العمل الريادي العالمي" الجديد التابع لوزارة الخارجية الأميركية، الذي يستخدم السفارات الأميركية كحاضنات صغيرة يقيم فيها أصحاب الأعمال الريادية. وهذا البرنامج عالمي ولكنه يركّز حاليّاً على دعم وتمكين أصحاب الأعمال الريادية في الدول ذات الغالبية المسلمة. وفي الوقت الذي تقوم فيه الولايات المتحدة بنشر بذور الحوار والتعاون مع العرب، فإن من الأخبار الجيدة أن معظم العالم العربي، وبالذات الطبقة الوسطى فيه الآخذة في النمو، يدرك أنه بحاجة لأن يملك فكرة العمل الريادي وتكييفها حسب احتياجاته وثقافته حتى يمكن تحقيقها بشكل كامل وبأسلوب مستدام. ينشر بترتيب مع خدمة "كومون جراوند"
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©