السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أخصائي تسجيلات مصورة يعمل جاهداً لإنقاذ كنوز الفنون المفقودة

5 مايو 2011 19:44
برلين (د ب أ) - تتطاير رائحة كحول خفيفة في الهواء بينما يواصل كريستوف بلازه عمله في تنظيف رأس مسجل فيديو قديم بقطعة من جلد بني مغموسة في الكحول. ويشرح بلازه قائلاً خلال مواصلته البحث عن قطعة جلد أخرى « يجب علينا مسح الشريط مرة أخرى». ويدير بلازه معملاً لأنظمة تسجيلات الفيديو العتيقة في «مركز الفنون وتكنولوجيا الإعلام» (زد كيه إم) في مدينة كارلسروه، وهو مؤسسة بحثية متعددة التخصصات تركز على وسائل الإعلام الجديدة. واحتل المعهد منذ افتتاحه في عام 1997 مكانة فريدة في عالم الفنون، وأصبح قاعدة مهمة لإنتاج وعرض الفن المعاصر وتكنولوجيا الإعلام البازغة. وفي إطار عمله في تجديد ما هو قديم، نجح بلازه في الكشف عن بعض الكنوز ويتوقع أن يعثر على المزيد في أكثر من ألفي شريط فيديو تنتظر اعتناؤه واهتمامه بها. ويقول إن «معهد الفن المعاصر في نيويورك تبرع بنحو 500 شريط فيديو لنا وهناك نحو 50 منها بها لآلئ فريدة.. هناك على الأرجح تسجيلات لحفلات مباشرة لفريق رولينج ستونز يعود لأواخر فترة الستينيات من القرن الماضي في أحد تلك الشرائط». وتمتلىء الغرفة التي لا يوجد بها نوافذ ويعمل بها بلازه في معهد «زد كيه إم» في جنوب غرب ألمانيا بالأجهزة الفنية. ويقول إن « مهمتنا الأساسية هو محاولة تشغيل الشرائط التي يتراوح عمرها بين 30 و 40 عاما مرة أخرى». وأرسل عدد كبير من الشرائط إلى المعهد من قبل متاحف وتتكون من أعمال فيديو تم شراؤها في فترة السبعينات والثمانينات من القرن الماضي والتي عرضت مرة واحدة ثم وضعت في المخازن. وفي كثير من الحالات تم التخلص من أجهزة التشغيل، الأمر الذي يجعل الشرائط بدون فائدة. ويعمل بلازه على نقل شرائط الفيديو والعمل مع أنظمة تسجيلات الفيديو القديمة في المعهد منذ عام 2001 عندما حصل على مجموعة كبيرة من شرائط الفيديو سجلت في معرض «دوكيومنتا 5» في عام 1972 حينما كان والده يعتني بالتوثيق البصري الصوتي للمعرض. ووجد بلازه خلال عمله لنقل محتوى المجموعة المكونة من نحو 80 شريط فيديو هو أمر معقد للغاية ومكلف جدا، لذا بدأ في البحث عن وسيلة بنفسه. ويوضح أنه « خلال بحثي اكتشفت أن كثيرا من المتاحف والفنانين لديهم نفس المشكلة». وكانت هذه هي نقطة البدء التي انطلق منها بلازه لجمع آلات قديمة والتي كونت على مدار سنوات مجموعة كبيرة من المعدات للمعهد. وتمخض العمل مع زميلته دوركاس موللر عن آلاف الشرائط من الاهتمامات الثقافية والتي تم مشاهدتها وحفظها. وتقول موللر إن « كثيرا من العمل يعد اعتياديا وروتينيا.. لكن أحيانا تكون هناك إثارة كبيرة ، مثلما حدث عند عملنا على تسجيلات فيديو لميشائيل جايسلر». حيث أن الناشط في مجال تسجيلات الفيديو سجل في عام 1974 حفلة للمغنية الألمانية نيكو وجون كال وبراين إينو. ويعتبر أن الفنان الأميركي المولود في كوريا «نام جون بايك» أو مخترع فن تسجيلات الفيديو عندما سجل الزيارة البابوية لنيويورك في عام 1965. ويقول بلازه إن «الجميع يبحث عن هذا الشريط ، فهو يعتبر في عداد المفقودين». ومن المحتمل أيضا أن الفنان أندي ورهول يعتبر أول من استخدم فن الفيديو. ويقول بلازه إن «هناك بعض الشرائط موجودة هناك تعتبر معطوبة لا يمكن تشغيلها». ومع هذا، من الواضح أن بلازه متلهف للعمل عليها لينظر إذا ما كان سيستطيع فك طلاسمها. وتكمن مشكلة كبرى في الوقت الحالي في كيفية تخزين هذه الكمية الضخمة من البيانات والتي تصل لنحو 600 تيرابايت. وتشرح موللر قائلة « نستخدم حاليا شرائط ممغنطة ، والتي تستخدمها المصارف وشركات التأمين.. إنها مضمونة لمدة 20 عاما». وبعد هذا، يبحث الفريق حاليا عن حلول رقمية لتلك الشرائط.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©