السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

«مدرسة الأمل للصم» تؤهل 120 طالباً سنوياً

«مدرسة الأمل للصم» تؤهل 120 طالباً سنوياً
20 يوليو 2017 23:45
آمنه النعيمي(الشارقة)  نجحت مدرسة الأمل للصم التابعة لمدينة الشارقة للخدمات الإنسانية منذ تأسيسها عام 1979 من تقديم خدمات التعليم والتأهيل والتمكين لأكثر من 120 طالباً طالبة سنوياً، حيث تمكن 54 طالباً وطالبة منهم من اجتياز الثانوية العامة وأكمل 23 منهم دراستهم الجامعية. وأكدت الشيخة جميلة بنت محمد القاسمي مدير عام المدينة على دعم صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، اللامحدود لأبنائه من أصحاب الهمم ودوره في تذليل كل الصعوبات التي كانت تحول دون ممارسة حقهم في اجتياز هذه المرحلة المهمة في حياة كل شاب وفتاة، وصولاً إلى قرار سموه بفتح المجال أمام جميع الأشخاص من أصحاب الهمم للدراسة في جامعة الشارقة، وتكفله بها دون مقابل، واستحداثه لمركز الموارد لأصحاب الهمم في الجامعة ذاتها. وأضافت: ليس أدل على هذا التوجه من مطالبة سموه لنا بافتتاح مركز الشارقة لصعوبات التعلم، بعد أن تلمس حاجة الأهالي وأبنائهم لمركز يلبي احتياجات هؤلاء الأبناء التعليمية، باعتبار ذلك حقاً مكتسباً لهم ينبغي أن يكون في صلب مسؤوليتنا وواجباتنا تجاههم. وقالت: إن النتائج المشرفة التي حققها أبناؤنا منذ أن أتيحت لهم فرصة التقدم لامتحانات الشهادة الثانوية كانت بحق نتائج مشرفة تستحق الإشادة والتقدير، نظراً للصعوبات العديدة التي كانت تواجههم بدءاً من عدم الاعتراف بشهاداتهم وعدم تعديل المناهج الدراسية بما يتلاءم مع احتياجاتهم وإمكاناتهم، مروراً بعدم التنويع في طرق توصيل المعلومات إليهم، وعدم استخدام لغة الإشارة مع أنها وسيلة أساسية بالنسبة لهم في التواصل مع محيطهم والحصول على المعارف اللازمة لتطوير أدائهم وزيادة تحصيلهم الدراسي، يضاف إليها المواد والمناهج الجديدة التي يتم استحداثها دائماً، وعدم ترك وقت كاف لهم لاستيعابها، وكذلك حجم المواد الكبير المطلوب منهم، والذي لا يراعي خصوصياتهم، مع أن القوانين المرعية في ِالدولة تضمن لهم فرصاً متكافئة للتعلم في جميع المؤسسات التربوية أو التعليمية ضمن الصفوف النظامية أو في صفوف خاصة مع توفير المنهج الدراسي بلغة الإشارة، أو أي طرق أخرى حسب مقتضى الحالة. وقالت: إن إدارة مدرسة الأمل للصم ومدينة الشارقة للخدمات الإنسانية، لم تنتظر تطبيق القوانين وشروحاتها وتفسيراتها التي قد تستغرق وقتاً طويلاً بل تعاملت بقدر كبير من الإبداع مع هذه الصعوبات، مستفيدة من كل الأساليب المبتكرة والتقنيات الحديثة واستطاعت أن تضع طلابها على طريق النجاح المطلوب للوصول بهم إلى المستقبل المنشود الذي يعمل من أجله كل طالب مجتهد وكل ولي أمر متفان وعامل مخلص شريف آمن بقدرة هؤلاء الأشخاص الصم وحقهم في حياة أفضل، وبالفعل تمكنت مدرسة الأمل للصم في العام الدراسي 2007 ـ 2008 من إقناع مسؤولي منطقة الشارقة التعليمية، وبالتالي الوزارة بقدرة وأحقية طلابها الذين انتقلوا إلى الصف الثاني عشر الثانوي العلمي في أداء امتحانات الشهادة الثانوية، وتم إدخال طلبة المدرسة في نظام الوزارة SIS ومن ثم قبولهم لأداء الامتحانات وصدور نتائجهم مع نتائج باقي زملائهم في مدارس الدولة. وبينت أن هذه النجاحات التي حققها الطلبة الصم كانت الحافز لزملائهم الصم الكبار الذين لم تكن الظروف وقتها تسمح لهم بمواصلة دراستهم الثانوية للمطالبة بحقهم أسوة بزملائهم، وبالفعل كان من بين المتقدمين إلى الشهادة الثانوية في العام الدراسي الحالي 2016 ـ 2017 ستة طلاب من مركز الأمل للصم للتعليم المستمر نجحوا في امتحانات الثانوية رغم كل الصعوبات التي جابهتهم نظراً لعدم تفرغهم للدراسة والتزامهم بأشغالهم ومسؤولياتهم الأسرية وبعد المسافات في بعض الأحيان. وقالت عفاف الهريدي مديرة مدرسة الأمل للصم: إن المدرسة تقدم خدمات اجتماعية وإنسانية لطلابها الصم منذ الولادة، حيث تقوم بإرشاد ذويهم بطرق التعامل معهم وتوجيههم إلى كيفية استخدام المعين السمعي إلى فترة انضمامهم إلى روضة المدرسة من عمر سنتين ونصف  السنة، وتعتبر الروضة من أهم المراحل، حيث يتم تشكيل خبرات الطالب السمعية والكلامية واللغوية والمعرفية والاجتماعية وتطويرها خاصة اللفظية والسمعية، ويشرف على تدريب أطفال الروضة مجموعة من المدرسات والأخصائيات المؤهلات. وأشارت إلى أنه في حالة الدمج يتم متابعة الطلاب طوال فترة دراستهم، كما نقوم بإرسال مدربين لإعطاء محاضرات لجميع الهيئة التعليمية في المدرسة والطلاب في المدرسة للتعامل مع الصم، وأوضحت أن المدارس التي يتم دمج الصم فيها يجب أن تكون مهيأة لاستقبالهم بوجود أخصائيين صم. وأكدت أنه من التحديات الكبيرة عدم التنويع في طرق توصيل المعلومات للأشخاص الصم باستخدام لغة الإشارة، بالإضافة إلى استحداث مواد ومناهج جديدة لا متسع من الوقت أمام الطلبة لاستيعابها، ناهيك عن كون المطلوب من الطلبة الصم من المناهج كبيراً جداً ولا يراعي خصوصياتهم. ودعت جميع المعنيين إلى الأخذ بعين الاعتبار رغبة الصم الكبار في مواصلة تعليمهم الجامعي ضمن الفترة المسائية، وتوفير مترجمي لغة إشارة ضمن الفترة المسائية ليتسنى لهم ذلك. وأوضحت بأن دور المدرسة لا يقتصر على تعليم الطلاب أكاديمياً بل يتعداه إلى تدريبهم مهنياً، لإكساب الأصم القدرة الإنتاج وتحمل ظروف العمل وبحسب قدرات الحالة يتم التأهيل. وأوضحت منى عبد الكريم اليافعي بأن مدير عام المدينة منذ تأسيس المدينة، وهي تبذل قصارى جهدها في تعليم وتدريب أصحاب الهمم وقد فازت المدرسة بجائزة خليفة التربوية (الدورة العاشرة)، تقديراً للخدمات العلمية والتعليمية التي تقدمها لطلبتها الذين فازوا بدورهم بالعديد من الجوائز على مستوى الدولة ندرك تماماً عن أي جهة تعليمية رائدة وعريقة نتحدث.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©