الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«المضروبة» أكلة شعبية تتجدد على سفرة رمضان

«المضروبة» أكلة شعبية تتجدد على سفرة رمضان
5 يونيو 2018 22:23
خولة علي (دبي) ما زالت الأطباق الشعبية تأخذ مساحة هامة من المائدة الرمضانية، بل وتتصدر مكوناتها، نظراً لطعمها الشهي ورائحتها القوية والمميزة بتشكيله من بهاراتها المنوعة، وقيمتها الغذائية العالية، وهو ما يتميز به المطبخ الإماراتي والخليجي بشكل عام، وهذا ما جعل الأكلات الشعبية حاضرة وبقوة على السفرة الرمضانية، بل وجودها يغني عن أطباق جانبية أخرى، فمحور الاهتمام يدور في فلك الأطباق الشعبية، ومن بين هذه الأطباق.. «المضروبة»، وهي أكلة شهية تعد من مزيج حب القمح واللحوم والبهارات والقليل من الخضراوات، تطهى بمزاج كل بيت، ما يجعلها مختلفة في الطعم من بيت إلى أخر إلا أن جوهر العمل والمكونات هو ذاته. أرث وثقافة تقول الوالدة مريم محمد، إن المطبخ الشعبي هو إرث وثقافة مجتمع، توارثناها جيل بعد جيل، تعلمنا الكثير من أسرار هذا المطبخ الغني بمكوناته وتفاصيله، حتى استطعنا أن نحافظ على هذا الموروث، في ظل الطفرة القوية في شتى مجالات الحياة، إلا أن الفرد دائماً ما يحن إلى المطبخ الشعبي لو ابتعد عنه أشهر أو سنوات، فالحنين والشوق يعود به مجدداً من خلال مائدة الإفطار في رمضان، والذي لا يمكن أن يكون بعيداً عن الهوية المحلية، والمذاق الذي اشتهر به المطبخ الشعبي. وتضيف: «من الأطباق التي نحرص دائماً على تواجدها من حين إلى أخر طوال رمضان، هي المضروبة، وقد سميت بذلك لكونها تضرب وتنعم وتمزج مكوناتها بضربها بملعقة خشبية كبيرة «تسمى المضرب» وهي أداة تستخدم عادة في ضرب الهريس». وتشير أنه كانت البيوت قديماً تحرص على تقديم المضروبة، وكل حسب قدرته فمنهم من يقدمها باللحم أو الدجاج أو حتى السمك، ويستعيض عن حب القمح بالأرز أو الشوفان، وذلك اختصارا للوقت، فالقمح يأخذ مدة طويلة حتى ينضج ويذوب مع المكونات الأخرى، في حين الأرز أو الشوفان أسرع في عملية تحضير الطبق، ولكن يبقى لحب القمح مذاقه الفريد والمميز. بهارات خاصة وتلفت الوالدة مريم: «تحرص الأمهات قديماً على تحضير البهارات، التي هي أساس المطبخ التقليدي المحلي، فعملية تحضيرها يأخذ أياما عدة بدء من تنظيف البهارات وإزالة الشوائب منها، ثم غسلها وفرشها في صينية واسعة، ثم تعريضها لأشعة الشمس حتى تجف تماماً. ثم تدق وتطحن حتى نحصل على مسحوق ناعم، وتحفظ في علب محكمة لوقت تحضير الأطباق الشعبية، التي تشتهر ببهاراتها ونكهاتها المميزة». وحول كيفية طهي المضروبة، والحصول على مزيج من هذا الطبق الشهي التي تتهافت عليها الأيادي، تشير الوالدة مريم قائلة: «بداية لا بد من غسل اللحم أو الدجاج جيداً، ثم نقطع البصل إلى مكعبات صغيرة ونضعه مع الثوم في قدر كبير ونضيف كمية الزيت المناسبة، وندعها على نار متوسطة، إلى أن تذبل، ثم نضيف اللحمة ونقلبهم إلى أن يتغير لونها، ثم نضيف الطماطم بعد تقطيعها، مع إضافة الملح والبهارات، والليمون اليابس، ثم نضيف حب الجريش بعد غسله بالماء الفاتر إلى اللحم، وأخيراً نضيف كمية وفيرة من الماء ونترك الخليط يغلي حتى تنضج المكونات، وبعد استوائها، يتم ضربها لنحصل على مزيج متجانس في مكوناتها، ثم تقدم في طبق مع مسح وجه الطبق بالسمن البلدي.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©