الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

?المسجد ?الأقصى.. ?مسجد ?إسلامي ?إلى ?يوم ?القيامة

?المسجد ?الأقصى.. ?مسجد ?إسلامي ?إلى ?يوم ?القيامة
20 يوليو 2017 21:59
القدس بقعة مباركة، بل هي من أقدس البلاد وأشرفها، ولها في قلوب المسلمين جميعاً مكانة سامية، ولا تخفى مكانة القدس في الكتاب والسنة على كلٍّ من له إلمام بالعلوم الدينية والدراسات الإسلامية، فيعرف حتماً -من غير شك ولا ريب- أن القدس هي قلب فلسطين النابض، ففيها المسجد الأقصى المبارك الذي شرّفه الله تعالى بالتقديس، وجمع فيه الأنبياء والمرسلين، عليهم الصلاة والسلام، في ليلة الإسراء والمعراج، تكريماً لنبينا محمدٍ، صلى الله عليه وسلم، كما في قوله تعالى: «سُبحَ?نَ الَّذِي أَسرَى? بِعَبدِهِ لَيلا مِّنَ المَسجِدِ الحَرَامِ إِلَى المَسجِدِ الأَقصَا الَّذِي بَ?رَكنَا حَولَهُ لِنُرِيَهُ مِن ءَايَ?تِنَآ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البصِيرُ»، (سورة الإسراء: الآية 1)?. فالمسجد الأقصى مبارك في ذاته مباركة الأرض التي حوله وهي أرض فلسطين، وسرّ هذه البركة أن تلك الأرض هي مهبط الرسالات السماوية ومهد الكثير من الأنبياء والمرسلين، عليهم الصلاة والسلام، وما من شبر من أرضه إلاّ وشهد ملحمة أو بطولة تحكي لنا مجداً من أمجاد المسلمين. الأقصى... الجامع والجامعة عند زيارتنا للمسجد الأقصى المبارك نجد أن كل ركن في المسجد ينطق بماضٍ للإسلام غالٍ عريق: هنا كانت نهاية الإسراء، ومن هنا عُرِج بمحمد، صلى الله عليه وسلم، إلى السماء. وإلى هنا جاء عمر بن الخطاب، وأبو عبيدة عامر بن الجراح، وخالد بن الوليد، وسعد بن أبي وقاص، وعبادة بن الصامت، ومعاذ بن جبل، وغيرهم من الصحابة الكرام، رضي الله عنهم أجمعين. وهنا علّم شداد بن أوس، رضي الله عنه، «معلِّم هذه الأمة»، وهنا قضى عبادة بن الصامت، رضي الله عنه، بين الناس، وهنا نُودي بمعاوية بن أبي سفيان، رضي الله عنه، خليفة للمسلمين. وإلى هذه الرحاب الطاهرة جاء أئمة العلم يعظون ويدرسون ويتعبّدون: الإمام الأوزاعي فقيه أهل الشام، وسفيان الثوري إمام أهل العراق، والليث بن سعد إمام مصر، ومحمد بن إدريس الشافعي مؤسس المذهب الشافعي، وحجة الإسلام الإمام الغزالي الذي ألف كتباً في المدينة المقدسة بعد أن آثر البقاء فيها ومجاورة مسجدها الأقصى، ومن بين مؤلفاته بها كتاب «إحياء علوم الدين»، والذي قال عنه علماء عصره ومن تبعهم من العلماء: «من لم يقرأ كتاب ?الإحياء ?ليس من الأحياء»?، ?وقد ?ألفه ?تحت ?قبة ?في ?ساحات ?المسجد ?تسمى ?اليوم ?بالقبة ?الغزالية. هذا المسجد كان جامعة إسلامية كبرى امتلأت ساحاته بآلاف الطلاب من كل مكان، وكان مرتاد العباد والزهاد من كل بقاع الأرض. في قلوب العرب والمسلمين من المعلوم أنَّ رسولنا، صلى الله عليه وسلم، لم يخرج من الجزيرة العربية إلاّ إلى القدس، وكان ذلك في رحلة الإسراء والمعراج يوم صَلَّى، عليه الصلاة والسلام، إماماً بالأنبياء والمرسلين، عليهم الصلاة والسلام، كما أن سيدنا عمر بن الخطاب،  رضي الله عنه، الذي فُتِحَت في عهده مصر ودمشق وبغداد، لم يذهب لاستلام مفاتيح أية عاصمة، وإنما جاء إلى القدس في إشارة منه إلى مكانة هذه المدينة في عقيدة الأمة، كما جاءها وَعَمَّرها ودُفِن فيها عشرات الصحابة الكرام، رضي الله عنهم أجمعين، كما اهتم المسلمون عبر التاريخ بالمدينة المقدسة حيث وجَّهوا جُلَّ اهتمامهم للعناية بالمسجد الأقصى والصخرة المشرفة، وإقامة المؤسسات التعليمية والتكايا والزوايا في جميع أحياء المدينة المقدسة، في دلالة واضحة على مدى اهتمام المسلمين بهذه المدينة المقدسة عبر التاريخ، كما لا ننسى تحرير المدينة المقدسة على يد القائد المسلم صلاح الدين الأيوبي، رحمه الله. فضل الصلاة بالأقصى لقد وردت أحاديث عديدة تتحدث عن فضل الصلاة في المسجد الأقصى المبارك، منها:  - عَنْ أَبِي ?ذَرٍّ، ?رضي ?الله ?عنه، ?قَالَ ?: «?تَذَاكَرْنَا ?وَنَحْنُ ?عِنْدَ ?رَسُولِ ?اللَّهِ، ?صَلَّى ?اللَّهُ ?عَلَيْهِ ?وَسَلَّمَ، ?أَيُّهُمَا ?أَفْضَلُ: ?مَسْجِدُ ?رَسُولِ ?اللَّهِ، صَلَّى ?اللَّهُ ?عَلَيْهِ ?وَسَلَّمَ، ?أو ?مَسْجدُ ?بَيْتِ ?الْمَقْدِسِ؟ ?فَقَالَ ?رَسُولُ ?اللَّهِ، صَلَّى ?اللَّهُ ?عَلَيْهِ ?وَسَلَّمَ: ?صَلاةٌ ?فِي ?مَسْجِدِي ?هذا ?أَفْضَلُ ?مِنْ ?أَرْبَعِ ?صَلَوَاتٍ ?فِيه، ?وَلَنِعْمَ ?الْمُصَلَّى، ?وَلَيُوشِكَنَّ ?أن ?لا ?يَكُونَ ?لِلرَّجُلِ ?مِثْلُ ?شَطَنِ ?فَرَسِهِ ?مِنَ ?الأَرْضِ ?حَيْثُ ?يَرَى ?مِنْهُ ?بَيْتَ ?الْمَقْدِسِ ?خَيْرٌ ?لَهُ ?مِنَ ?الدُّنْيَا ?جَمِيعاً، ?أو ?قال: ?خيرٌ ?من ?الدنيا ?وما ?فيها» (?أخرجه الحاكم)?. - عن أبي الدرداء، رضي الله عنه، ?عن ?النبي، صلى ?الله ?عليه ?وسلم، ?أنه ?قال: «?الصَّلاةُ ?فِي الْمَسْجِدِ ?الْحَرَامِ بِمِائَةِ ?أَلْفِ ?صَلاةٍ ?، ?وَالصَّلاةُ ?فِي ?مَسْجِدِي ?بِأَلْفِ ?صَلاةٍ ?، ?وَالصَّلاةُ ?فِي بَيْتِ ?الْمَقْدِسِ بِخَمْسِمِائَةِ ?صَلاةٍ» (?أخرجه السيوطي في الجامع الصغير)?. - عن ميمونة مولاة النبي، صلى الله عليه وسلم، قَالَتْ: «يَا رَسُوَلَ اللهِ، أَفْتِناَ فِي بَيْتِ الْمَقِدْسِ»، قَالَ: «أَرْضُ َالْمَحْشَر ِوالْمَنْشَر، ائْتُوهُ فَصَلُّوا فيِه، فَإِنَّ صَلاَةً فِيِه كَأَلْف صَلاَة فِي غَيْرِهِ». قَلتُ: أَرَأَيْتَ إِنْ لَمْ أَسْتَطِعْ أَنْ أَتَحَمَّلَ إليه؟ قال: «فَتُهْدِي لَهُ زَيْتاً يُسْرَجُ فِيهِ، فَمَنْ فَعَلَ ذِلكَ فَهُوَ كَمَنْ أَتَاهُ»(أخرجه ابن ماجه). نسأل الله أن يحفظ الأقصى والقدس وفلسطين وسائر بلاد المسلمين من كل سوء.    
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©