السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

منتخبنا في أضعف فتراته وشمشون في أقوى حالاته

منتخبنا في أضعف فتراته وشمشون في أقوى حالاته
16 أكتوبر 2008 23:40
كشفت موقعة سيول بين منتخبنا الوطني وكوريا الجنوبية الفارق الكبير في موازين القوى بدنياً وفنياً وتكتيكياً بين الأبيض وشمشون، حيث لم تكن الخسارة برباعية إلا دليلاً على الهوة الشاسعة التي تفصل بين منتخبنا الباحث عن توازنه وبين منافس يعد أحد أبرز منتخبات القارة والمؤهل بقوة لمواصلة تمثيل آسيا في كأس العالم· وأكدت مجريات مباراة أمس الأول أن منتخبنا يعيش أضعف فتراته منذ انطلاقة التصفيات بسبب العديد من العوامل المعروفة مثل تغيير الجهاز الفني في وقت حساس وغياب سبعة لاعبين أساسيين عن التشكيلة إلى جانب نقص خبرة الوجوه الجديدة وعدم قدرة منتخبنا على ايجاد لاعبين جاهزين يسدون ثغرات الدفاع المتواصلة· وبالرغم من روح التحدي التي تحلى بها لاعبونا والشجاعة التي أظهروها في المباراة إلا أن قوة المنافس وامكاناته الكبيرة كانتا حاسمتين في ترجيح كفة المنتخب الكوري وتأكيد تفوقه على جميع المستويات أداءً ونتيجة وتحكما في إدارة اللقاء· وأثبتت الجولة الثالثة من التصفيات أن منتخبنا يمر بفترة صعبة تمثلت في عدم قدرته على مجاراة بقية منافسي المجموعة الأمر الذي كلفه رصيداً خالياً من النقاط، بالرغم من خوض جولتين على ملعبه وأمام جماهيره، ولم تكن الخسارة أمام كوريا ناتجة عن سبب واحد، إنما نتيجة جملة من العوامل التي أدت إلى تراجع المستوى وغياب الصورة التي رسمها الأبيض في المرحلة الماضية· ولعب دومينيك بتشكيلة هي الأنسب لخوض اللقاء منذ البداية، وذلك بناء على التجربة الودية التي لعبها أمام اليابان، وبالرغم من اعتماد المدرب على نفس رباعي الدفاع المتكون من حيدر ألو علي وعبيد خليفة وبشير سعيد وفارس جمعة، إلا أن نفس الأخطاء واصلت حضورها، وكأن مشكلة الدفاعي الإماراتي أصبحت مرضاً مزمناً يستعصي علاجه· وتمثلت الأخطاء بالخصوص في هفوات فردية فادحة لا يمكن قبولها من أي لاعب في مستوى المنتخب الأول إلى جانب سوء تمركز وعدم معرفة اللاعبين بأدوارهم جيداً داخل الملعب خاصة أثناء الهجمات المرتدة· وسجل المنتخب الكوري هدفي الشوط الأول من خطأ في تمركز عبيد خليفة وسوء تنظيم بينه وبين يوسف جابر، بينما جاء الهدف الثاني من خطأ فادح من بشير سعيد عندما تباطأ في إخراج الكرة من منطقة العمليات ليقتنصها النجم الكوري بارك ويضيف الهدف الثاني· كما تكرر السيناريو في الهدف الثالث أمام سوء تمركز المدافعين وفي الهدف الرابع بسبب غياب التغطية داخل منطقة الجزاء أثناء تنفيذ كرة ثابتة، ويذكر أن منتخبنا عانى كثيراً في مباراتيه أمام كوريا الشمالية والسعودية من الأخطاء الدفاعية الناتجة عن سوء تمركز وغياب الرقابة، وهي مبادئ أساسية في الدفاع ولا يمكن للاعب دولي أن يتعلمها في المنتخب وإنما هي نتيجة تكوين في الأندية أولاً· أمام غياب أبرز لاعبي خط الوسط وهم هلال سعيد وعبد الرحيم جمعة وسبيت خاطر اضطر دومينيك للتعويل على عناصر شابة تفتقد الانسجام وخبرة المباريات القوية، حيث أشرك كلا من عامر مبارك ومحمد عثمان ويوسف جابر إلى جانب نواف مبارك، لكنهم لم يوفقوا في أداء الدور المطلوب منهم، بالرغم من تحليهم بالشجاعة والاصرار على تأدية التوجيهات المطلوبة، حيث ظهر الفارق كبيراً بين امكانات لاعبينا ومهارة وفنيات وخبرة لاعبي كوريا، خاصة في ظل اشراك خمسة لاعبين يلعبون بالدوريات الأوروبية أبرزهم بارك لاعب مانشستر يونايتد· وبذلك لم ينجح خط الوسط في إيقاف المد الكوري وسرعة الانطلاقة من الخلف واختراق دفاعنا في الكثير من المناسبات، وظهر المنافس متحكماً في ايقاع المباراة وماسكاً بزمام الأمور وضاغطاً على منتخبنا في مناطقه· وفي المقابل لم يبرز التفاهم جيداً بين لاعبي الوسط سواء في المراقبة أو توزيع الأدوار داخل الملعب، وذلك بسبب عدم مشاركتهم باستمرار ونقص خبرتهم في مثل هذه المباريات القوية والتي لا تسمح بارتكاب أنصاف الأخطاء· وبالرغم من جهود نواف مبارك ومحاولاته للاحتفاظ بالكرة والسعي إلى تنظيم هجمات وتمرير الكرة إلى المهاجمين محمد الشحي وإسماعيل مطر إلا أن بقية لاعبي الوسط لم يدعموا هذا الجانب، ولم يشكلوا أي ضغط يذكر على المنافس واكتفوا بالجانب الدفاعي فقط وهو ما أفقد منتخبنا شخصيته سواء في مباراة اليابان الودية أو كوريا الجنوبية باعتبار أن قوة منتخبنا كانت تتمثل في قدرة لاعبي خط الوسط على الصعود للهجوم وايجاد الثغرات في دفاع المنافس، مثلما كان الأبيض يركز على الثنائي أحمد دادا والشحي على الأطراف وعبد الرحيم من العمق في ظل عدم امتلاك مهاجمين صريحين· وظهرت صورة الأبيض في الفترة الأخيرة غير واضحة المعالم أمام انكماش أغلب اللاعبين في مناطقهم والركض أغلب وقت المباراة في الدفاع وقطع الكرات وعدم وجود تنظيم حقيقي في شن الهجمات· أما على مستوى الهجوم فلم يظهر إسماعيل مطر بمستواه المعتاد ولم يستغل بعض المحاولات التي أتيحت له كما لم يؤد الشحي الدور المطلوب منه في العمل الهجومي، بينما تألق اسماعيل الحمادي سواء في تجربة اليابان أو مباراة كوريا الجنوبية ويعتبر بذلك الحسنة الوحيدة في لقاء الأبيض حيث أثبت أنه لاعب مميز وأمامه مستقبل كبير وقادر على أن يكون ركيزة أساسية للأبيض في المرحلة المقبلة· لم يكن منتخبنا الوطني محظوظاً في مباراته مع كوريا الجنوبية لأنه واجه منافساً قوياً، وفي أفضل حالاته، وذلك من خلال تقديم شمشون الكوري لأفضل عروضه منذ بداية التصفيات، وذلك من خلال القوة البدنية العالية واللعب الجماعي والتفاهم بين اللاعبين، إلى جانب المهارات الفردية والخبرة الكبيرة في التعامل مع مثل هذه المباريات الدولية المهمة· كما كان إصرار المنتخب الكوري قوياً على دخول مشوار التصفيات بنجاح واستعادة النتائج الايجابية بعد تعادله في المباراة الماضية أمام كوريا الشـــمالية، لذلك فإن تحــــقيق الفوز الأول مثل مطلباً مهما للاعبي كوريا خاصة أن المباراة كانت على ملعبهم وأمام جماهيرهم · وفي المقابل ظهر منتخبنا بعيداً كل البعد عن المستوى المطلوب للمنافسة في مثل هذه الاستحقاقات القوية، وذلك بسبب الظروف التي يمر بها ، خاصة أمام النقص العددي الذي شهدته تشكيلة الأبيض· خليفة سليمان: هذا هو مستوانا ويجب البحث عن الحل اعتبر خليفة سليمان المحلل الفني بقناة ''أبوظبي الرياضية'' بعد مشاهدته مباراة منتخبنا وكوريا بسيول أن المنافس كان أفضل منا جماعياً وفردياً لأن منتخب كوريا الجنوبية يعتبر عميد المنتخبات الآسيوية والممثل القوي للقارة في المونديال، وبالتالي كان الفارق كبيراً في المستوى · ورفض تحميل مسؤولية الخسارة برباعية لأي طرف من الأطراف قائلاً: لا المدرب ولا اللاعبون يتحملون النتيجة السلبية، وربما يجب الاعتراف بأن هذا هو واقعنا، ولا بد من الاعتراف به ومواجهته من أجل ايجاد الحلول المناسبة والارتقاء بمستوانا· وأرجع سليمان المستوى الذي وصل إليه منتخبنا إلى أربعة عوامل رئيسية هي استقالة المدرب وما تركه من فترة فراغ وغياب أصحاب الخبرة خاصة في خط الوسط إلى جانب الانشغال بقضية فيصل خليل والالتفاف حول المنتخب في الفترة الحساسة· وعن التشكيلة التي دفع بها دومينيك قال لقد لعب المدرب العناصر المتوقع مشاركتها وغامر عندما أشرك فارس جمعة إلى جانب بشير سعيد في مركز غير مركزه، ولكل مدرب استراتيجيته في بداية المباراة وأثناءها، وبالتالي فإن عدم إشراك الحمادي منذ البداية يعود إلى رغبة المدرب في استعماله كورقة رابحة في الوقت المناسب، وهو ما تم بالفعل عندما سجل الهدف الذي قلص الفارق· واعتبر أن كل مدرب يسعى إلى استعمال مختف الأوراق التي يمتلكها لكن هناك فرقا في نوعية اللاعبين لأن المنتخب الكوري سبق له تغيير تسعة لاعبين في تجربة أوزبكستان دون أن يتأثر مستواه أو يختل توازنه، وقال إن منتخبنا واجه منافساً جريحاً ومطالباً بالفوز لاستعادة نتائجه الايجابية، لذلك كانت ردة فعله قوية، بينما لعب الأبيض منقوصاً من لاعبين مميزين في خط الوسط ولهم وزنهم إلى جانب أن الدعم الإداري لم يكن منذ البداية في معسكر اليابان· وأضاف أن العديد من السلبيات أفرزتها مباريات المنتخب في المرحلة الأخيرة من التصفيات والتي تحتاج إلى معالجة أكيدة مثل غياب المهاجم الهداف وعدم وجود عمل جماعي في الجانب الهجومي وأن أغلب الأهداف التي سجلناها تأتي من محاولات فردية أو مجهود جماعي، معتبراً أن السبب الحقيقي يعود إلى الخلل الموجود في عمل الأندية، كما أن ترسبات المرحلة الماضية يصعب معالجتها بسرعة بسبب البداية السيئة في التصفيات أمام كوريا الشمالية والسعودية، وبالتالي فإن الفترة القصيرة التي تولى خلالها دومينيك المهمة لا تسمح بمعالجة الخلل· وعن بقية مشوار الأبيض في التصفيات قال خليفة سليمان أعتقد أن مستوى منتخبنا سيكون أفضل أمام إيران لأن منتخبنا سيلعب دون ضغوط وسيحاول الظهور بصورة أفضل والعمل على الاستعداد للاستحقاقات المقبلة، كما أن المدرب أمامه شهر كامل لإعادة البحث عن اللاعبين المطلوبين في المنتخب واستعادة أصحاب الخبرة، كما أن المرحلة التي تعقب مباراة إيران ستكون مناسبة للعمل من جديد وتصحيح الأوضاع بشكل جدي واستئناف التصفيات بوجه مغاير في فبراير المقبل، ورفض خليفة سليمان أن تكون حظوظنا انتهت رسمياً، معتبراً أن أضعف الأحوال أن نسعى للحصول على المركز الثالث·
المصدر: سيول
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©