الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

علماء يطرحون الصيرفة الإسلامية بديلاً عن النظام المالي المترنح

علماء يطرحون الصيرفة الإسلامية بديلاً عن النظام المالي المترنح
16 أكتوبر 2008 23:13
أعرب علماء مسلمون عن قناعتهم بأن نظام الصيرفة الإسلامية يمكن أن يشكل بديلاً عن النمط المصرفي السائد في العالم والذي يبدو مترنحا بسبب الازمة المالية الحالية· وقال استاذ الاقتصاد والتمويل وعميد كلية الدراسات الإسلامية في قطر حاتم النقرشاوي: إن ''هناك ادراكاً متزايداً للحاجة إلى إجراء جذري يتعلق بهيكلية النظام المالي العالمي''· واضاف النقرشاوي في تصريحات صحفية: إن ''النظام المالي الاقتصادي المبني على المفاهيم الإسلامية يقدم بديلا يؤدي الى تضاؤل احتمالات حدوث مثل هذه الازمات الحاصلة''· ورأى استاذ الاقتصاد ان الظروف الحالية تؤمن ''فرصة ضخمة لابراز النظام الإسلامي'' في وقت ''تزداد فيه علامات الاستفهام حول الممارسات التي تفشت في النظام المصرفي وحول ما يعرف بالرأسمالية المتوحشة''· ولا يقوم النظام المصرفي الإسلامي الذي يشهد ازدهاراً مستمراً منذ سنوات على مبدأ الفائدة بل على مبدأ تقاسم الارباح والخسائر مع المودعين، كما تميل المصارف الاسلامية الى الاستثمار في اصول ملموسة ومضمونة· من جهته، قال مدير عام بنك قطر الدولي الاسلامي عبدالباسط الشيبي: إن ''البنوك الإسلامية لا تتعامل مع بيع الديون وهي تتعامل مع الاصول الملموسة وهذا هو اصل التعامل والاقتصاد''· واضاف في تصريحات للصحافة: ''لهذا السبب نلاحظ أن البنوك الإسلامية في منأى عن المشاكل المصرفية التي تتعرض لها حاليا البنوك الأميركية والاوروبية'' معتبراً أن ''الضمان الحقيقي للتمويل هو النشاط الذي سيتم تمويله او السلعة التي يقوم البنك أو شركة التمويل ببيعها عن طريق التقسيط''· ويوافقه النقرشاوي في هذه الرؤية ويعتبر أن ''العائد على التمويل سيرتبط بإنتاجية النشاط أو المشروع وليس بمجرد مرور الفترة الزمنية بين توفير التمويل واسترجاع التمويل''· من جهته دعا رجل الدين السعودي سليمان العودة إلى ''ضرورة التداعي لعقد مؤتمر إسلامي دولي لبلورة اسس ومراحل الحل الاقتصادي الإسلامي البديل''· وقال العودة: ''من الناحية النظرية إن النظام الاقتصادي الإسلامي يكون منظومة متكاملة ومتينة وقادرة على اقامة اقتصاد قوي وفي مأمن من الهزات''· لكن الداعية السعودي أقر بأنه ''من الناحية العملية، أعتقد أن التجربة المصرفية الإسلامية مازالت غير مكتملة لأنها تتعامل فقط مع منتجات محدودة مثل بيع المرابحة''· وكان الداعية الاسلامي يوسف القرضاوي حث المسلمين في جميع أنحاء العالم على ''التقاط خيط'' الازمة الاقتصادية العالمية لتحقيق نظام بديل عن النظام الرأسمالي· وقال القرضاوي لدى افتتاحه ''مؤتمر القدس السادس'' الاحد الماضي في العاصمة القطرية: إن ''انهيار النظام الرأسمالي القائم على الربا وعلى الأوراق وليس على السلع في الاسواق يبين ازمته ويبين تكامل الفلسفة الاقتصادية الإسلامية''· وتابع القرضاوي: إن ''النظام الغربي انهار ونحن عندنا فلسفة اقتصادية متكاملة (·· ) الثروات كلها عندنا والبترول تكاد تكون جنسيته إسلامية ولدينا فلسفة اقتصادية لا توجد عند غيرنا''· واعتبر القرضاوي أنه يمكن للمسلمين ''التقاط خيط الازمة (··) لتحقيق نصر الامة التي فيها من الامكانيات المادية والروحية ما يجعلها تحقق النصر''· لكن المفكر الاسلامي المصري فهمي هويدي أعرب عن رأي اكثر حذراً إزاء إمكانية النظام المصرفي الإسلامي في إيجاد حلول سحرية لأمراض النظام المالي العالمي· وقال هويدي: إنه ''لا يمكن الحديث عن نظام اقتصادي إسلامي بديل بلا مشاكل''، وأضاف: ''قد تكون لدى هذا النظام حلول لبعض المشاكل المصرفية لكنه لا يمكن أن يمثل حلا سحريا للعالم''، لكنه أوضح أنه ''إذا كان ما يقال بأن الفوائد الربوية هي سبب الازمة المالية العالمية الحالية فإن إنشاء البنوك غير الربوية قد يشكل احد اوجه الحل''· ومن المتوقع أن تنظم كلية الدراسات الاسلامية في قطر أواخر أكتوبر الجاري ندوة حول ''الاصول الفقهية للمنتجات المالية الاسلامية'' و ذلك بالتعاون مع البنك الاسلامي للتنمية وبحضور عدد من العلماء·
المصدر: الدوحة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©