السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

عبيد الزعابي لـ «الاتحاد»: إفطار للصائمين بالمراكز الإسلامية في جنيف

عبيد الزعابي لـ «الاتحاد»: إفطار للصائمين بالمراكز الإسلامية في جنيف
5 يونيو 2018 21:54
نسرين درزي (أبوظبي) تحدث عبيد سالم الزعابي، السفير والمندوب الدائم للدولة لدى الأمم المتحدة والمنظمات الدولية في جنيف، عن خصوصية شهر رمضان. واستهل حديثه بالإشارة إلى الأيادي البيضاء لدولة الإمارات التي يغطي شعاعها أطياف الأرض، ولا سيما أن أعمال الخير لا تقتصر على شهر الصيام بل تمتد على مدار السنة. وقال: «ليس غريباً أن تكون الإمارات أكبر مانح للمساعدات الخارجية في العالم، ونحن من موقعنا في السلك الدبلوماسي نحرص وبكل فخر على إبراز هذه الصورة المشرقة التي تحظى بها الدولة في الخارج». نكهة الإفطار بالبيت وتحدث عبيد سالم الزعابي عن طقوسه خلال شهر رمضان بالكثير من الحنين إلى الوطن، واعتبر أنه على الصعيد الشخصي لا يمكن الفصل بين شهر رمضان وأجواء العائلة والتفاف الأهل والأصدقاء على مائدة واحدة. وقال: «إن رمضان شهر العبادة والعمل، وأنا أنتظره بكل شغف وشوق، وأستعد له كل الاستعداد طلباً للأجر وطاعة الله وتحقيقاً للراحة النفسية والصفاء الروحي والذهني، ولاسيما أن طبيعة عملنا تتطلب التركيز التام والجهد المتواصل والمتابعة الحثيثة». عن برنامجه اليومي في رمضان، أشار السفير الزعابي إلى أنه يجمع خلال الشهر الفضيل بين ممارسة مهامه الدبلوماسية والطاعات من قراءة ما تيسر من القرآن، وأداء صلاة التراويح، واستقبال الضيوف على موائد الإفطار. وهو يحرص في بلاد الاغتراب، وتحديداً خلال شهر الصيام، على عيش الأجواء الرمضانية الإماراتية الأصيلة بكل تفاصيلها. وتأتي في المقدمة نوعية الأطباق التي يطلبها يومياً مثل الهريس والثريد واللقيمات وسواها من المأكولات الشعبية التي تجعله متصلاً بتقاليد بلاده وإرثها الثقافي الثري. ويعتبر السفير أن تناول الطعام في البيت له نكهة خاصة ولاسيما إفطارات رمضان، إلا أنه وبحكم مهامه الدبلوماسية يضطر إلى تلبية الدعوات التي يتلقاها من السفراء العرب والمسلمين. وهو يقوم بدوره بدعوة الكثير منهم على مائدة السفارة، كمناسبة لتوطيد العلاقات مع الدول الصديقة والشقيقة، وكذلك مناقشة عدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك في أجواء مريحة وودية. أما التزاماته الاجتماعية في رمضان فتشمل كذلك دعوة مختلف وفود الدول المشاركة في اجتماعات الأمم المتحدة التي يصادف وجودها في جنيف خلال الشهر الفضيل. «ولا تغفل سفارة الدولة لدى جنيف عن دعوة أعضاء البعثة من دبلوماسيين وموظفين محليين إلى إفطارات جماعية يتواصل فيها المدعوون من مختلف الجنسيات». أجمل المشاهد بالحديث عن ذكريات الطفولة في رمضان الذي تتأجج معه المشاعر بعيداً عن رائحة الوطن، قال عبيد سالم الزعابي، السفير والمندوب الدائم للدولة لدى الأمم المتحدة والمنظمات الدولية في جنيف إن ذاكرته تحمل الكثير من المشاهد الجميلة عن مواسم الصيام. واستحضر في روايته بيئة الأولين، حيث كانت الجدات والأمهات يحملن الأطباق قبيل أذان المغرب بدقائق ويطرقن أبواب جيران الفريج لتقديم الأطعمة الرمضانية. «ومن أجمل المشاهد التي يمر طيفها عبقاً في البال مشهد الأطفال وهم يملؤون الحارات ذهاباً وإياباً، حاملين أصناف الطعام والحلوى التي يتبادلونها مع الأهل والأصدقاء بنية أن تعم البركة في البيوت. رمضان في ذاكرتي كما في الحاضر، هو شهر التضامن والتآزر وصلة الأرحام». ويرى الزعابي أنه بالرغم من كثافة العمل الدبلوماسي ومتطلباته، إلا أنه يستفيد من شهر رمضان كمناسبة للاقتراب أكثر من أجواء الأسرة. ويحرص كل الحرص على قضاء أوقات نوعية مع أبنائه وسط أجواء ملؤها الفرح والاطمئنان والهدوء والسكينة. ورداً على سؤال عما إذا كانت طبيعة العمل الدبلوماسي تبعده عن تفاصيل صغيرة يحب أن يعيشها مع أسرته في رمضان، أكد السفير أن نجاح أي عمل يعتمد على حسن التنظيم والتخطيط. وقال: «إن طبيعة مهامي الدبلوماسية لا تشكل عائقاً أمام قيامي بواجباتي الأسرية سواء خلال شهر رمضان أو خارجه». وأضاف: «ضمن أولوياتي أن أعيش هذا الدفء الأسري الذي يجدد طاقتي ويمنحني دفعاً معنوياً كبيراً لمواصلة أدائي على أفضل وجه». وهو بالتأكيد لا يقطع صفاء جلساته الأسرية خلال شهر رمضان، إلا عندما يتحتم عليه قبول الدعوات الرسمية من باب واجبه المهني وضرورة تبادل اللقاءات الدبلوماسية. صلة الأرحام وتطرق السفير عبيد سالم الزعابي في حديثه إلى المقارنة بين رمضان الأمس واليوم قائلاً: «الحمد لله لا يزال المجتمع الإماراتي محافظاً على عاداته وتقاليده في شهر الصيام مع تغير الأزمنة. إذ وبالرغم من الانفتاح الكبير على حداثة المدن، إلا أن طبيعة المجتمع الإماراتي الأصيل تغلب دائماً بفضل تشبع الأجيال بأهمية الحفاظ على التراث الضارب فينا منذ القدم». وهذا يعود إلى التوجه الذي وضع أسسه المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وسار على نهجه صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وإخوانهم أصحاب السمو حكام الإمارات. وأكد السفير الزعابي أن صلة الأرحام تشغله دائماً حتى وإنْ كان بعيداً عن الدولة، ولفت إلى أنها من أهم القيم التي يحرص عليها المرء في شهر رمضان مع سقوط أي عذر لعدم تطبيقها من أي مكان، إذ وبفضل التقدم التكنولوجي، أصبح من السهل الاطمئنان مباشرة عن أفراد الأسرة والأقارب عبر مختلف وسائل التواصل الاجتماعي. ويكون ذلك إما بقصد تهنئتهم بحلول شهر رمضان ومعايدتهم أو حتى لمجرد السؤال عنهم وعن أحوالهم. المراكز الإسلامية بالعودة إلى أهم المحطات التي سجلها في رمضان ضمن مهامه الدبلوماسية، أوضح السفير عبيد سالم الزعابي أنه عمل في عدد من الدول المسلمة وغير المسلمة. وكانت العلامة الفارقة طول فترة الصيام في الدول الأوروبية بما يتجاوز الـ19 ساعة. وقال: «بالرغم من أن الفترة الفاصلة بين موعدي الإفطار والإمساك قصيرة جداً، لكن المقيمين من المسلمين يتأقلمون مع الوقت ونحن مثلهم». ويأتي ذلك بالتزامن مع واقع متعارف عليه بأن العمل الدبلوماسي في الخارج ولاسيما في البلدان غير المسلمة يسير على الوتيرة نفسها كما سائر الأيام الأخرى». وأضاف: «نحرص هذه الأيام على إتمام العمل بأفضل صورة، لأن رمضان هو شهر العمل والمثابرة والتضحيات. وعلينا كدولة مسلمة أن نكرّس الصورة المشرقة ونلغي الصورة النمطية التي تقرن شهر الصيام بالكسل والخمول». وتكريماً لضيوف الدولة في جنيف، تتشرف البعثة خلال شهر رمضان بتنفيذ عدد كبير من الفعاليات، منها مشروع إفطار الصائم لمؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية، كما تشرف على عملية توزيع التمور على عدد من المراكز الإسلامية في كل من جنيف ولوزان وزيوريخ ونيوشاتيل والعاصمة برن. ويشمل توزيع التمور في شهر رمضان عدداً من المساجد في المناطق الفرنسية المتاخمة لجنيف. وكانت بعثة الدولة قد أرسلت نصف طن من التمور إلى السجون كافة في جنيف، حيث يقضي عدد من الجاليات المسلمة فترته العقابية. وقد لاقت هذه المبادرة استحسان السكان والضيوف، وكذلك السلطات الرسمية في جنيف. الطلبة والمرضى أكد السفير الزعابي أن بعثة الدولة بجنيف تعمل لخدمة المواطنين على مدار السنة، ونظراً لخصوصية شهر رمضان، يتجند جميع العاملين فيها من مختلف مواقعهم لتلبية احتياجات الطلبة والمرضى في رحلات العلاج. ويتم التواصل معهم لحل أي عراقيل قد تعترضهم خلال هذه الفترة من السنة. حلويات عربية تحدث السفير عبيد سالم الزعابي عن الجاليات المسلمة في سويسرا «عددها 500 ألف»، والتي تختلف عاداتها وتقاليدها في الاحتفال بشهر رمضان، وتلتقي حول أداء الصلوات وتبادل الزيارات. وقال: «إن الدولة السويسرية المضيفة بمختلف مقاطعاتها، تستقبل رمضان بالحديث عنه في وسائل الإعلام، وعبر تزيين المحال التجارية بالمأكولات والحلويات العربية التي تميز هذا الشهر».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©