16 أكتوبر 2008 02:00
قال وزير الثقافة اليمني الدكتور محمـد أبو بكـر المفلحي إن وزارته ستعيد فرز كل المخطوطات المتوفرة لديها، وأنها تتعاون بالترميم مع أكثر من طرف، منها مركز جمعة الماجد في الإمارات·
وفي تصريح لـ ''الاتحاد'' أكد الوزير اليمني خلال افتتاحه مؤخرا أول معرض للمخطوطات والرقوق القرآنية والذي ينظمه قطاع المخطوطات ودور الكتب بوزارة الثقافة ويستمر حتى العشرين من الشهر الجاري على أهمية المعرض في تعريف الجمهور اليمني بهذه الكنوز المعرفية· وقال: إن المعرض يضم 109 مخطوطات ورق قرآني من أندر المخطوطات والرقوق القرآنية اليمنية ويعود تاريخ معظمها إلى القرن الهجري الأول، وتتوزع بين علوم الدين والفقه واللغة والجغرافيا والتاريخ والرياضيات والفلك والهندسة وغيرها·
وحث المفلحي بيوت العلم من الأسر اليمنية إلى تسليم ما لديها من مخطوطات ورقوق قرآنية إلى الجهات المعنية لتتولى حفظها وفقا لأرقى معايير الحفظ والسلامة، وتسهيل عرضها للباحثين·
وقال إن اليمن يمتلك مخزونا وافرا من المخطوطات؛ إذ لا يكاد يخلو بيت أو جامع في اليمن من هذه المخطوطات، مؤكداً أن ما لدى الوزارة - ممثلة بالجهات التابعة لها- إلا الجزء اليسير مما هو موجود لدى بعض الأسر اليمنية·
واستدرك الوزير المفلحي قائلا: مع مرور الزمن أصبحت المخطوطات اليمنية أكثر عرضةً للاندثار والتلف خاصةً في ظل صعوبة حفظها في أماكن مناسبة، إضافة للافتقار إلى تقنية التعامل معها بالأسلوب العلمي الصحيح·
لكن الوزير اليمني قال: إن المخطوطات تعتبر من أهم ثروات الإنسانية وأحد مصادر النتاج الفكري للشعوب، وهي تجسيد صادق وأمين لقياس رقيها، وسجل حي لتدوين معارفها وإبداعاتها في مختلف النواحي الفكرية والعلمية والأدبية والدينية·
ولهذه الأهمية التي تحتلها المخطوطات قال الدكتور المفلحي: إن هذا المعرض يأتي استمراراً لمشروع تم البدء فيه بحصر وتوثيق وفهرسة المخطوطات·
يذكر أن الكثير من علماء الكلام في اليمن من القرنين السابع والثامن الهجري ألفوا المئات من الكتب التي اتسمت بمناقشة القضايا الفكرية والعلوم الدينية بأسلوب علمي وأسلوب الحوار والابتعاد عن التطرف والغلو·
ومن بين المخطوطات المعروضة أرجوزة عبدالله بن حمزة، التي عددت أصول الخيل، وأنواعها، وفصائلها، وصفاتها وألوانها، والقاموس المحيط للفيروزآبادي، ومقامات الحريري ومخطوطة التيجان لوهب بن منبه·
كما يعرض كتاب جوهرة الفرائض الكاشف لمعاني الفائض لمؤلفه محمد بن أحمد الناظري المتوفي سنة 920 هـ، وهو في علم المواريث والفرائض الشرعية ويرصد أعقد المسائل في هذا المجال·
ومن المخطوطات النادرة المكتوبة بخط مؤلفة كتاب نزهة الإحداق في علم الاشتقاق لمؤلفه محمد بن علي الشوكاني المتوفى سنة 1250م يتناول مباحث وفصول مختصرة، مما لم يفرده أهل العلم بالتصنيف ولا دونوه· كما يعرض كتاب المقنع في الهجاء والضبط لمؤلفه ابي عمرو الداني وهو تلخيص لما رسم في المصحف الكريم من خط وتنهيض وكتاب أدب الدين والدنيا لمؤلفه علي بن محمد بن الحسن الماوردي المتوفي سنة 450هـ وترواحت الخطوط بين المكي والمدني والجزم والرقوق المكتوبة بالخط الكوفي·
المصدر: صنعاء
عدد اليوم
