كراتشي «المشلولة» تشيع ضحايا الإثنين الدامي

أصابت حالة من الشلل كل أنواع النشاط في مدينة كراتشي العاصمة المالية الباكستانية، مع ارتفاع أعداد ضحايا التفجير الانتحاري الذي استهدف احتفالات شيعية أمس الأول الاثنين إلى 43 قتيلاً، فيما شارك آلاف أمس في تشييع موكب جنائز الضحايا. وحملت النعوش وسط جموع من المشيعين الذين حضروا جنازة ضحايا التفجير الذي وقع في موكب للشيعة خلال الاحتفال بعاشوراء. وردد مشيعون غاضبون هتافات مختلطة منها “فلتسقط أميركا ولتسقط طالبان ولتسقط إسرائيل”. وحث رجال الدين الناس على الهدوء. ونظمت قوات الأمن الباكستانية دوريات في شوارع شبه خالية في كراتشي عاصمة إقليم السند. وأدى التفجير إلى أعمال شغب في كراتشي، حيث قام عدد من الشيعة الغاضبين بأعمال تخريب ورشقوا سيارات الإسعاف بالحجارة وأضرموا النار في السيارات والمحلات التجارية وأطلقوا عيارات نارية في الهواء، مما دفع السلطات إلى توجيه نداءات للهدوء. وعمل رجال الإطفاء حتى وقت متأخر من الليل لإطفاء حريق كبير في الأسواق القريبة من مكان الهجوم، أمام أعين التجار الذين وقفوا عاجزين. وفي وقت سابق دعا وزير الداخلية الباكستاني للهدوء في كراتشي أكبر المدن الباكستانية، حيث تفقد أصحاب المتاجر محالهم المدمرة بعد يوم من الهجوم. وقال وزير الداخلية رحمن مالك للصحفيين “أناشد أبناء كراتشي التحلي بالهدوء. هذا هو المركز الاقتصادي لباكستان”. وأدلى بهذه التصريحات بعد تشييع جنازة جندي من قوات الأمن قالت السلطات إنه هاجم الانتحاري. وأعلن حاكم إقليم السند أمس عطلة عامة. وتوقفت خدمات النقل العام وأغلقت أغلب المتاجر ومحطات الوقود بعد أن دعت الأحزاب الدينية والسياسية إلى الحداد الوطني. وقال وسيم أحمد قائد شرطة كراتشي “ألقينا القبض على البعض ونجري تحقيقات... طبقاً لتحقيقاتنا المبدئية كان عمر الانتحاري بين 18 و20 عاماً واستخدم ثمانية أو تسعة كيلوجرامات من المتفجرات”. وأضاف أن النيران اشتعلت في 500 متجر على الأقل وتسعة مبان عقب التفجير. وقال أنجوم نقوي الذي شارك في الموكب الذي تعرض للهجوم “من الواضح أن الإرهابيين منظمون للغاية. إنهم يريدون زعزعة استقرار البلاد”. وقال الطبيب في الشرطة جاغديش كومار إن الهجوم أسفر عن سقوط 43 قتيلاً بينهم على الأقل “ثلاث نساء وثلاثة أطفال”. من جهته تحدث صغير أحمد وزير الصحة في السند عن أن “حصيلة الضحايا ارتفعت إلى أربعين قتيلاً وأكثر من ستين جريحاً” في كراتشي . وكانت الحصيلة السابقة تشير إلى سقوط 33 قتيلاً في هذا الهجوم. وقال محمد شمس صاحب متجر للبلاستيك “أعلم أنها خسارة فادحة لأسر القتلى. لكن ماذا عن أسرنا. نحن أحياء لكننا فقدنا كل شيء”. واشتهرت مدينة كراتشي التي يسكنها 18 مليون نسمة بالعنف العرقي والطائفي لكنها ظلت بمنأى عن هجمات طالبان خلال العامين المنصرمين.