القاهرة (الاتحاد)
«الأسوار».. تمثيلية اجتماعية إنسانية نفسية مهمة، تناولت استسلام البعض لليأس بعد خروجهم إلى المعاش، بعدما امتلأت حياتهم لسنوات طويلة بالعمل والكفاح والتفاؤل.
دارت الأحداث حول قيام «محمود باشا» كبير عائلة الصابونجي، بعمل حجة وقف شرعية تقضي بوقفه جميع أملاكه وقصره الكائن بناحية «كفر الملوك»، لكل من يحمل اسم عائلة الصابونجي، شريطة أن لا ينتفع بها إلا من كبر في السن، وذلك حتى لا يكون حملاً ثقيلاً على أحد، وليقضي بها بقية حياته، ويعيش في القصر عدد من أبناء العائلة الذين خرجوا إلى المعاش، ويعيش كل واحد منهم منعزلاً عن الآخر إلى أن يحضر للتعرف عليهم ذات يوم طبيب شاب من العائلة، ورغم رفضهم لوجوده في البداية إلا أنه يأخذ على عاتقه تغيير نمط حياتهم، وزرع روح الأمل في نفوسهم مجدداً ويستعين في ذلك بمدرسة موسيقا كان تعرف إليها أثناء رحلته في القطار وتسكن في المنطقة نفسها.
ظروف صعبة وكتب القصة والسيناريو والحوار للتمثيلية المؤلف منير فتح الله وأخرجها سعيد عبدالله، وشارك في بطولتها أحمد مظهر، جسد شخصية «عبدالعال باشا»، الذي تخرج في كلية التجارة وسافر إلى إنجلترا لاستكمال دراسته، وتعرض لظروف صعبة أثناء الحرب العالمية الثانية، وكافح ليكمل دراسته، وتفوق فيها وفي عمله ولكنه لم يرزق بالأبناء، وهو ما جعله في كبره ينفر من الجميع ويستمتع بوحدته، وعبدالمنعم مدبولي، جسد شخصية «محمود» الذي لم يحصل إلا على الابتدائية، ورفض إكمال تعليمه وعمل موظفاً في السكة الحديد، وسرت شائعة أنه منع من دخول القصر، ولكنه منع نفسه خوفاً من أن يدفن في القصر مع من فيه، رغم أنه أنجب ابناً درس في كلية الهندسة وتخرج منها، ومات الابن قبل أن يكمل عامه الثلاثين، كما ماتت ابنته «سميحة» في سن صغيرة ثم ماتت زوجته، وظل متمسكاً بالأمل والعمل، ومريم فخرالدين، جسّدت شخصية «حفيظة هانم»، التي أحبت ابن عمها الذي سافر إلى ألمانيا، وتزوجت من غيره وعاشت حياة صعبة، ومحمد نوح الموسيقي الذي اعتزل الفن بعدما تقدم به السن رغم قدرته على العطاء والإبداع، وإبراهيم يسري، جسد شخصية الطبيب «كمال»، الذي بث روح الأمل في أقاربه منذ وصوله إلى القصر، وتمكن في النهاية من إخراجهم من حالة العزلة التي فرضوها على أنفسهم كالأسوار العالية، وشارك في التمثيلية أيضاً رندا وعطية عويس وألفت سكر وصبري عبدالمنعم.
عدد اليوم
