الملكة فريدة في فيلم للمخرج المصري محمد حسان

انتهى الشاعر المصري أحمد الشهاوي من وضع سيناريو فيلم وثائقي يتناول حياة الملكة فريدة، زوجة الملك فاروق، عن نص يتناول سيرتها الذاتية كتبته الدكتورة لوتس عبدالكريم، وسيقوم بإخراجه الكاتب والمخرج المصري محمد حسان· والفيلم سيكون الأول الذي يتناول حياة ملكة من ملكات مصر، وسوف يجري تصويره ما بين القاهرة والإسكندرية وباريس وجنيف، حيث عاشت الملكة وتنقلت· يقوم الفيلم على مادة وثائقية تملكها الدكتورة لوتس، وقد نشرتها في كتاب ''الملكة فريدة وأنا''، وتتضمن المادة محطات وجوانب من سيرة الملكة في أثناء زواجها من الملك ثم طلاقها منه بعد عشر سنوات من الزواج، وهي مادة تتخذ شكل كتابة السيرة حيناً، وشكل الحوار مع الدكتورة لوتس حيناً آخر، حيث تكشف الدكتورة من خلال ذلك كله بعض أسرار الملكة وملامح من شخصيتها، وتبين الجانب الفني في هذه الشخصية من خلال التركيز على اهتمام الملكة بالفن التشكيلي وانطلاقة تجربتها الفنية بعد اختيارها الطلاق من الملك والتخلي عن العرش برضاها وقناعتها· الشهاوي كان قد تابع سيرة الملكة من خلال عدد من الحوارات مع الدكتورة لوتس التي كانت مقربة منها في مراحل مختلفة من حياتها، منذ تعرف الملك إليها وتزوجها وهي شابة في السابعة عشرة من عمرها، حتى رحيلها في الثمانينات· ومن خلال حواراته وذكرياتها يستطيع تقديم صورة الملكة المتمثلة في صورة امرأة بسيطة لا تهتم بالمظاهر، وإن كانت شديدة الاهتمام بالجمال، وقد تبدى هذا في استخراج موهبتها الدفينة في لحظات حزنها· ورغم تناوله المحطات الأساسية والكثير من التفاصيل في حياة الملكة، يركز سيناريو الفيلم على السنوات الخمس الأخيرة من هذه السيرة، حيث كانت الدكتورة لوتس ملازمة بصورة كاملة للملكة، ومطلعة على ما وصلت إليه من فقر وحاجة، بحيث إنها كانت مضطرة للعمل مطولاً في رسم أعمال تقوم ببيعها بأسعار زهيدة نسبياً، لتسد رمقها فلا تضطر لقبول المساعدات وهي التي تخلت عن كل مباهج المُلك وما يقدمه لها من إمكانات· كما يركز السيناريو على محطة مهمة في حياة الملكة تتمثل في مرحلة ثورة يوليو والعلاقة المتشابكة مع الملكة، من خلال مصادرة أملاكها ومجوهراتها بقانون التأميم، حيث تظهر هذه المجوهرات لاحقاً على صدور بنات بعض قادة الثورة· كما يبرز السيناريو تكالب بعض رجالات الثورة لطلب ود الملكة فريدة والسعي للزواج بها، ورفضها القاطع لذلك واختيارها المنفى بديلاً· وهنا يجري تسليط الضوء على الأعمال الفنية للملكة وعوالمها المستوحاة من أماكن طفولتها في القرية ومن النيل ومراكبه، حيث صورت هذه العوالم بخطوطها وألوانها التي تبرز مقدار عشقها للطبيعة خصوصاً للنيل ولعالم القرويات· وتحتل طبيعة العلاقة الإنسانية مع الملك فاروق حيزاً من العمل، حيث استطاع أن يكسب بناته الثلاث منها إلى جانبه ويحرمها من مجرد مشاهدتهن، الأمر الذي ترك في روحها ونفسها جرحاً لا يندمل، ويبرز ميل البنات إلى والدهن وما يشبه النفور من والدتهن لشعور بأن طلاقها كان سبباً في سقوط العرش ونجاح الثورة·