الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

متفائل ولكن..

29 ديسمبر 2009 23:43
يروى أن طفلين أحدهما متفائل والآخر متشائم ذهبا إلى قرية مجاورة يبحثان عن الطعام وفي الطريق شعرا بالجوع ومرا على مزرعة كثيفة الأشجار متدلية الثمار متنوعة الأصناف، فاقترح المتفائل أن يأكلا من المزرعة فالثمار وفيرة ولن يشعر صاحب المزرعة بنقص بضع ثمرات من هنا أو هناك، خصوصاً أن الثمار وفيرة تجعله لا يستطيع تحمل مزيد من الجوع فلا يفكر إلا بالطعام ولا يمكنه مقاومة منظر هذه الفواكه الشهية، لكن المتشائم بطبيعته أبى وأصر وحذر من مغبة سرقة الثمار وأنه متأكد أنه لن يفلح في أهدافه، لكن المتفائل أصر على رأيه بذريعة أن الجوع قد سيطر على عقله فما الذي يمنعهما من طعام كهذا أمام أعينهما، فوافق المتشائم على مضض وتوجس خيفة.. وضعا خطتهما وقررا أن يجلس المتشائم فيتمكن المتفائل من الاستناد عليه ليتمكن من تسلق الشجرة وقطف ثمارها، وفعل ومن شدة جوعه أخذ يأكل بشراهة وهو لا يزال متسلقاً أغصان الشجرة ولا يعطي شيئاً للمتشائم الجالس بانتظاره أسفل الشجرة وهو يتمايز غيظاً وغضباً.. وفي هذه الأثناء رآهما صاحب المزرعة وفاجأهما وهو يحمل عصاه الغليظة فما إن رآه المتشائم حتى هم بالهرب بينما بقي المتفائل ساكناً في مكانه، غير أن صاحب المزرعة تمكن من الإمساك بالمتشائم وضربه ضرباً موجعاً حتى فقد وعيه، فاستجمع قوته وعاد إلى قريته، وفي اليوم التالي وهناك التقى صاحبه المتفائل الذي لاذ بالفرار وأخبره بما حصل له مع صاحب المزرعة وعاتبه عتاباً شديداً بسبب مشورته التي كانت شؤماً عليه، لكن صاحبه المتفائل كان قد أبقى له شيئاً من الفاكهة وأرضاه بها وأسكت بها جوعه وكتم غيظه، وفي اليوم التالي قررا أن يعودا إلى المزرعة لينعما بثمارها اللذيذة التي تذوقاها فأعجبتهما، ولكن المتشائم عزم أن يكون هو من يصعد الشجرة هذه المرة فصعد وأخذ يقطف ويرمي الفاكهة للمتفائل. غير أن صاحب المزرعة كان ينتظرهما ومستعداً لمواجهتهما هو وأبناؤه، فاتجه أبناؤه نحو المتفائل فصاح صاحب المزرعة “دعوه لقد أمسكت به في المرة الأولى فضربته ضرباً مبرحاً” معتقداً أنه الشخص نفسه الذي أمسك به المرة الأولى. وقال “عليكم بالذي فوق الشجرة”، ليمسكوا بالمتشائم للمرة الثانية. ومنذ أن سمعت هذه القصة وأنا أحاول أن أكون متفائلاً لكن لا أعرف لماذا أجد نفسي دائماً في موقف المتشائم، والمغزى من القصة أن المتفائل يرى الأمور بصورة مختلفة فيؤثر ذلك على تصرفاته وقراراته وبالتالي على ردة فعل الآخرين من حوله. سعيد سالم rahaluae@gmail.com
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©