«الإيكيب»: مع برشلونة انتهى زمن معجزات ريال مدريد

كعادته فرض الكلاسيكو الأوروبي نفسه على عناوين الصحف العالمية، فقد بات الصراع بين البارسا والريال عالمي الطابع، وبات من المعتاد أن تتصدر نتيجة مباراة العملاقين، واجهات الصفحات الرياضية في الصحف البريطانية، والإيطالية، واللاتينية، وفي بعض الأحيان تتقدم على الشأن الكروي المحلي في صحافة بريطانيا أو غيرها من دول العالم، فقد قالت صحيفة “الصن” البريطانية :”رسالة تحذير من ميسي ورفاقه للشياطين الحمر”. وفي التفاصيل أشارت إلى أن تفوق البارسا على الريال بمجموع المباراتين على الريال 3 – 1، يؤكد إنه يسير بخطى ثابتة نحو الفوز باللقب، وجاء تألق ميسي ورفاقه في الفريق ليكون بمثابة رسالة التحذير للمان يونايتد. كما اهتمت غالبية الصحف البريطانية بتصريحات كريستيانو رونالدو الذي يشكل الاهتمام في صحافة الإنجليز حالة خاصة، ونقلت الصحف هجوم رونالدو على ماسكيرانو لاعب برشلونة، ووصفه بأنه غشاش ومحتال، وإنه تعلم هذه الأخلاقيات في برشلونة، خاصة أنه لم يكن يفعل هذه الأشياء حينما كان لاعباً في صفوف ليفربول على حد وصف رونالدو، وكان النجم البرتغالي يقصد بذلك إن ماسكيرانو “تصنع” السقوط في الكرة التي جاء منها هدف هيجواين الصحيح الذي ألغاه الحكم. ومن جانبها تناولت صحيفة “التلجراف” بعداً آخر بنقلها تصريحاً لجوارديولا المدير الفني للبارسا أكد خلاله إنه يحترم المان يونايتد كثيراً، ويرى أنه أحد أفضل الأندية في العالم، وأشار إلى أنه في حال تأهل الشياطين الحمر إلى النهائي كما هو متوقع فإن نهائي ويمبلي سيكون مختلفاً عن نهائي 2009، واعترف جوارديولا بأن البارسا كان محظوظاً نوعاً ما في نهائي 2009 الذي تمكن خلاله من قهر الشياطين الحمر والتتويج باللقب. مدريد الغاضبة من جانبها تفاعلت الصحف الإسبانية مع تأهل البارسا كل على طريقته وبحسب هويته، فقد هاجمت صحف مدريد حكم المباراة، ونشرت العديد من الصور المدعمة بالشرح التفصيلي لهدف هيجواين الذي ألغاه حكم المباراة، وقالت ماركا :”هدف شرعي للريال ألغاه الحكم”، ونقلت تصريحات ساخنة لكريستيانو رونالدو، وتشابي ألونسو، وخورخي فالدانو وغيرهم من المنتمين إلى معسكر الريال هاجموا خلالها حكم المباراة واتهموه بأنه السبب الأساسي في تأهل البارسا، كما عاد الجميع بذاكرتهم إلى الوراء واستعادوا شريط مباراة الذهاب التي تم خلالها طرد بيبي بطريقة غير شرعية وفق آراء نجوم الريال وجهازهم الفني. وعن المباراة قالت “ماركا” :”هل كان ممكناً؟ لا لقد كان مستحيلاً ! “ وفي موضع آخر قالت:”الريال لم يسجل هدفاً واحداً في “الكامب نو” منذ 2007 “ كما رصدت عنواناً لتصريحات جوارديولا جاء فيه: “من حقنا أن نحتفل لأننا أزحنا فريقاً عظيماً”، من جانبها عنونت “سبورت الكتالونية”: “ويمبلي في انتظار نجوم البارسا”، وفجرت قضية أخرى قد يكون لها تبعاتها في الأيام المقبلة، حيث قالت: “بالفيديو... مورينيو ورونالدو متورطان في إشارة خادشة للحياء لجماهير البارسا في المطار”، وقد حدث ذلك في مطار “ال بارات” في برشلونة، وهو الأمر الذي يضاعف من الصورة الأخلاقية السلبية لمورينيو الذي تورط في تصريحات عنيفة عقب المباراة الأولى. وفي مكان آخر عنونت “سبورت” :”البارسا سيد أندية العالم وفقاً للاتحاد الدولي للتاريخ والإحصاء”، حيث تصادف تصدر الفريق الكتالوني تصنيف أندية العالم مع تفوقه على الريال وتأهله إلى النهائي، والمفارقة الطريفة إن الريال حل ثانياً، وكأنه بات مكتوباً على الريال أن يستمر في دور وصيف البارسا. وبالعودة إلى الصحافة المدريدية فقد ذهبت صحيفة “آس” إلى نقطة بعيدة في إظهار دعمها للريال حينما قالت: “الريال ودع بشرف”، وأكدت هي الأخرى بالصور إن حكم المباراة البلجيكي ألغى هدفاً صحيحاً لهيجواين، وطرحت قضية أخرى حينما كشفت عن أن جماهير برشلونة سوف تحصل على 24 ألف تذكرة لنهائي ويمبلي، وعن مورينيو قالت إنه لم يحضر المباراة في الملعب، وقرر البقاء في الفندق. العالم يتعاطف مع البارسا في الأرجنتين عنونت صحيفة “أولييه” :”ليو ليو .. هل رأيتم الساحر ليو” في إشارة إلى تألق الساحر الأرجنتيني ليونيل ميسي كالعادة في المباريات الكبيرة، وفي إيطاليا عنونت صحيفة “كوريير ديللا سيرا”: “البارسا يحطم آخر آمال الريال”، فيما عنونت كوريير ديللو سبورت: “مو” يودع دوري الأبطال.. والبارسا في النهائي” في إشارة تحمل كل معاني “التشفي والشماتة” في المدرب البرتغالي المثير للجدل، أما في فرنسا فقد تغزلت صحيفة “الإيكيب” في البارسا بعنوان رشيق وبسيط، جاء فيه: “برشلونة في النهائي دون ضجة”، وفي موضع آخر قالت :”انتهى زمن المعجزات” في إِشارة إلى عجز الريال عن تحقيق إعجاز التأهل بعد تأخره بهدفين في مباراة الذهاب. كان لمشاركة النجم الفرنسي أيريك أبيدال في دقائق عدة من الكلاسيكو الأوروبي الكبير أصداء واسعة في الصحف الإسبانية والعالمية، فقد شكلت عودة اللاعب إلى الملاعب بعد خضوعه لجراحة استئصال ورم من الكبد مصدراً لسعادة الملايين لأسباب إنسانية بصرف النظر عن الانتماءات والميول الكروية، وعقب المباراة تحدث أبيدا للصحف الإسبانية فقال: “كنت أحلم بلحظة وجودي في الملعب من جديد، صحيح إنني توقعت تشجيعاً ودعماً جماهيرياً كبيراً لدى عودتي، ولكنني لم أتوقع كل هذا الحب، ولم أتخيل أن تكون لحظة العودة مؤثرة إلى هذا الحد، فالحب الذي أحاطني وقابلني به الجميع لم أر له مثيلاً في العالم، إنها أجواء الحب المعتادة في برشلونة، والخطوة القادمة التي أحلم بها هي المشاركة في نهائي ويمبلي، لدي ما يكفي من الوقت للتدريب وخوض بعض المباريات في بطولة الدوري لكي أكون في قمة جاهزيتي لخوض نهائي الحلم”.